دشن المؤتمر الرابع للتعليم العالي والبحث العلمي .. نائب الرئيس :
نائب الرئيس يلقي كلمة أثناء افتتاح المؤتمر
الحديدة / سبأ:دشن الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أمس بجامعة الحديدة أعمال المؤتمر السنوي الرابع للتعليم العالي والبحث العلمي الذي تنظمه على مدى يومين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تحت شعار « تحديات التعليم العالي في الوطن العربي .. حلول ابتكارية ».وفي الجلسة الافتتاحية أعرب نائب رئيس الجمهورية عن سروره البالغ لتدشين أعمال المؤتمر الذي يقف أمام أحد أهم التحديات التي تواجهها مؤسسات التعليم العالي في اليمن والمتمثلة بتأسيس ثقافة الجودة والابتكار في المؤسسات التعليمية.وقال : « يشرفني أن أنقل إلى هذا الجمع النوعي والمتميز تحيات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومباركته لهذا المؤتمر المهم الذي ينسجم بصورة مباشرة مع رؤية فخامته لأهمية ودور التعليم المتخصص الملبي لاحتياجات التنمية ومتطلبات سوق العمل».. لافتاً إلى أن انتظام انعقاد هذا المؤتمر سنوياً يمثل خطوة متميزة نفذتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأن انعقاد المؤتمر كل عام في جامعة محددة يمثل خطوة موفقة تساهم في تعزيز التواصل بين القيادات الأكاديمية والإدارية وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات وتحقيق الحضور والمشاركة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة المستضيفة.وأشار الأخ نائب رئيس الجمهورية إلى أن اختيار جامعة الحديدة لانعقاد المؤتمر هذا العام تجسيد لاهتمام القيادة السياسية والحكومة بهذه المحافظة ودعم لمسيرة الجامعة التطويرية.وأضاف :« أن التحولات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم وتنامي ظاهرة العولمة واتساع المنافسة وسرعة التقدم المعرفي وعولمة السوق .. تقتضي منا الإسراع في استكمال عملية التطوير والإصلاح للنظام التعليمي بمختلف مراحله ومساقاته ، والعمل على جعله ملبياً لاحتياجات التنمية ومتطلبات سوق العمل ، والسير قدماً للحاق بالركب والمضي بالإصلاحات الشاملة في قطاع التعليم ».وحث على العمل لتأكيد المنافسة بكفاءة لإعداد الموارد البشرية المزودة بالمهارات التخصصية العالية التي تمكنها من خوض غمار المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي ، وهو ما يستدعي بالضرورة الاستمرار في إعادة هيكلة مؤسسات التعليم العالي ، وتطبيق قانون التعليم العالي ، وتطوير البرامج الدراسية ، وإدخال وسائل التعليم الحديثة والمتطورة في العملية التعليمية .
.. ويفتتح معرض الفنون التشكيلية المقام على هامش المؤتمر
وأضاف الأخ نائب رئيس الجمهورية قائلاً : « لقد أولت القيادة السياسية التعليم أهمية بالغة ، ومثلت قضية التطوير والإصلاح التعليمي أحد أهم الأولويات خلال العقدين الماضيين ، خصوصاً بعد أن حقق التعليم الجامعي توسعاً كبيراً ، وامتدت آثاره إلى جميع أنحاء الوطن ، حيث شهد التعليم العالي تطوراً كمياً وتحسناً نوعياً ، في ظل الرعاية والاهتمام الكبيرين اللذين يوليهما فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لهذا القطاع الحيوي المهم ».وأشار إلى أنه على المستوى الجغرافي بات لدينا الآن 16 جامعة حكومية .. منها ست جامعات تحت التأسيس تغطي كافة أرجاء الوطن من المهرة حتى صعدة ، وتضم الجامعات العشر 113 كلية ، فيما وصل عدد الجامعات الأهلية إلى 32 جامعة تضم أكثر من 70 كلية ، وتجاوز عدد الملتحقين بالجامعات الحكومية و الأهلية 300 ألف طالب وطالبة في العام 2010م ، ورافق هذا التطور زيادة كبيرة في الإعتمادات المالية المرصودة سنوياً للتعليم عموماً والتعليم العالي خصوصاً. ودعا نائب رئيس الجمهورية القطاع الخاص إلى الاستثمار وبسخاء في قطاع التعليم العالي ، كما حث الحكومة على إعطاء اهتمام خاص للتعليم العالي والتعليم الفني خلال السنوات الخمس القادمة .. ليصل عدد الطلاب الملتحقين بهذين القطاعين إلى مليون طالب وطالبة ، لمواجهة الكم الواسع من خريجي التعليم الأساسي .. لكون عدد الطلاب في التعليم الأساسي يصل إلى خمسة ملايين طالب وطالبة ويدخل الصف الأول الابتدائي ما يقارب 600 ألف طالب وطالبة سنوياً.. لافتاً إلى أنه إذا تم تنفيذ هذه الخطة سوف يصل طالب واحد من كل خمسة طلاب إلى التعليم العالي والفني.وأكد نائب رئيس الجمهورية أن التحدي الأكبر الذي يواجه مؤسسات التعليم العالي والجامعات الحكومية والأهلية بشكل خاص هو مواكبة التطورات الجارية اليوم في العلم .. لأن إنسان اليوم وطالب اليوم ليس كما كان عليه الحال في القرن الماضي .. فقد حدثت خلال العقدين الماضيين تطورات هائلة في طرق ووسائل التدريس ، ووسائل التعليم ، والاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا .. وهذا يتطلب إدارة حديثة ومتطورة ، وعضو هيئة تدريس معد إعداداً جيداً ، وجامعة عصرية قادرة على مواكبة الجديد في مختلف المجالات ونقله للطلاب.كما أكد دعم الجهود التي تبذلها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .. بما في ذلك استكمال مشروع الربط الشبكي لشبكة معلومات التعليم العالي ، التي تم تنفيذ مرحلتها الأولى في جامعات صنعاء وعدن وتعز وحضرموت ، واستكمالها لتشمل كافة الجامعات لما تمثله هذه الشبكة من أهمية في إدخال أنظمة المعلومات والحوسبة لمختلف الأنشطة الأكاديمية والإدارية ، وربط الجامعات بعضها مع بعض آليا ، وكذلك دعم نشاط مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي والارتقاء بمستوى البحث العلمي .وأكد الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أن الحكومة تعمل على توفير الدعم والإمكانيات الكافية لمؤسسات التعليم العالي ، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في التعليم العالي بعد أن هيأت له الظروف المناسبة التي تمكنه من المساهمة في عملية التنمية والمنافسة في هذا المجال .واستطرد قائلاً : « انتهز فرصة انعقاد هذا المؤتمر لأدعو الجامعات التي تعتبر عقل المجتمع إلى أن تعمل بجد على تطوير قدراتها البحثية وقدرات هيئاتها التدريسية على إجراء البحوث والدراسات .. لتصبح بالتالي بيت الخبرة الذي يقدم النصح والمشورة للحكومة ومؤسسات القطاع العام والخاص ، وذلك يقتضي العمل على إعداد الجامعات للخضوع لمعايير الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة التي ستطبق على الجامعات الحكومية والأهلية على حد سواء ، بعد أن تم استكمال إنشاء مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة وإقرار نظامه ولوائحه ».وفي ختام كلمته أعرب الأخ نائب رئيس الجمهورية عن الشكر لقيادة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تنظيم هذا المؤتمر، وقيادة محافظة الحديدة ، وكافة قيادات ومنتسبي جامعة الحديدة التي استضافت المؤتمر .. متمنياً للمؤتمر التوفيق والنجاح ، والخروج بتوصيات تساهم في تأسيس ثقافة الجودة والابتكار في الجامعات من خلال هذا المؤتمر النوعي الذي يسعى إلى تأكيد المساهمة الجماعية في الارتقاء بمستوى أداء مؤسسات التعليم العالي ، والمشاركة بفاعلية في التسريع بخطى التنمية ، كما توجه بالشكر الجزيل لكل المانحين الذين يدعمون التعليم في اليمن عموما والتعليم العالي خصوصا .من جانبه أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح علي باصرة أهمية انعقاد المؤتمر في رحاب جامعة الحديدة ، إدراكا من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للأهمية البالغة والتحدي الكبير الذي يواجه التعليم العالي في اليمن .ولفت الوزير إلى أن المؤتمر - الذي يعقد بمشاركة رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية ونوابهم ، وحضور باحثين عرب وأجانب ومنظمات دولية وعربية- يهدف إلى تشخيص واقع التعليم العالي في اليمن وتقديم حلول ابتكارية لها من خلال مناقشة 19 بحثا ودراسة وورقة عمل .وتحدث باصرة عن البرامج التعليمية التي سيمولها البنك الدولي العام المقبل في الجامعات الحكومية - وعددها 12 برنامجا تعليميا - ولها علاقة بسوق العمل في إطار مشروع تحسين جودة التعليم العالي .وبين أن الوزارة تسعى إلى تحسين قدرات مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة وتفعيل دوره في تقييم الجامعات الحكومية والأهلية، وكذا إعادة هيكلة الوزارة والجامعات لتقوم بدورها الى جانب تطوير المناهج الدراسية في الجامعات .ودعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى دعم البحث العلمي..باعتباره الطريق الرئيسي لحل مشاكل التعليم بكل مكوناته عام فني وعال، والاستفادة من تجارب الدول العربية والأجنبية في هذا الجانب .وحث المشاركين في المؤتمر على إثراء الدراسات والأبحاث المقدمة للمؤتمر، والخروج برؤية واضحة ودقيقة للمشاكل ، وتحديد الاختلافات والمعالجات اللازمة لتطوير المستوى التعليمي في الجامعات اليمنية .. بما يحقق إعداد مخرجات تعليمية تواكب الاحتياجات التي يتطلبها سوق العمل المحلي والإقليمي.واعتبر وزير التعليم العالي المؤتمر فرصة ثمينة لصانعي القرار وقيادات وزارات التعليم العالي ورؤساء مؤسسات التعليم العالي وأعضاء هيئة التدريس فيها، لمعرفة أهم التحديات التي يواجهها التعليم العالي من خلال التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر .من جانبه أشار محافظ الحديدة احمد سالم الجبلي في كلمة له إلى أن المؤسسات الأكاديمية هي المسؤولة عن إحداث التغيير والتطوير في كافة مناحي الحياة .وبين أن المؤتمر من خلال أهدافه يسعى إلى دعم جسور التواصل العلمي بين المؤسسات الأكاديمية المحلية والعربية والدولية بكافة عناصرها ، وتعزيز الشراكة المجتمعية من اجل الوصول إلى مخرجات تعليمية سليمة وقوية تحقق الأهداف المرسومة ، وتواكب التطورات والمستجدات ، وترتقي بمؤسسات التعليم العالي وبالعملية التعليمية إلى مستويات تحقق التنافس على المستوى المحلي والإقليمي والعربي والدولي .ونوه المحافظ باهتمام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ، مشيرا إلى أن ذلك هو مفتاح التنمية في المجتمع ، والاستثمار الحقيقي .في حين ألقى رئيس جامعة الحديدة الدكتور حسين عمر قاضي كلمة ترحيبية بالمشاركين من رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية والضيوف من خارج اليمن ، معبرا عن سعادته لاحتضان الجامعة للمؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 200 مشارك ، والذي يمثل محطة مهمة في مسيرة الجامعة ونموها وتطورها .وأوضح قاضي ان المؤتمر سيناقش مواضيع تقنيات المعلومات والاتصال الحديثة في التعليم العالي ، والابتكار في ضمان جودة التعليم العالي ، وتطوير نظام الموازنة ، ورفع كفاءة الجودة ، والاعتماد الأكاديمي في الجامعات اليمنية ، وترسيخ ثقافة الابتكار كمدخل لمواجهة التحديات التي تواجه التعليم العالي ، وتقويم مخرجات التعليم في اليمن ، وموائمة البحث العلمي لاحتياجات التنمية ومتطلبات القطاع الخاص .و يعرض المؤتمر تجارب محلية وإقليمية وعالمية حول كيفية مواجهة تحديات التعليم العالي ، فضلا عن استعراض دور المشاركة المجتمعية في مواجهة هذه التحديات وذلك بهدف تبادل الرؤى والأفكار حول جوهر التحديات التي يواجهها التعليم العالي في الوطن العربي ، والتوصل إلى حلول ابتكارية لمواجهة تلك التحديات في بلداننا ، ودور المشاركة المجتمعية في مواجهتها والاستفادة من التجارب المبتكرة لتطوير التعليم العالي.وقد افتتح نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي معرض الفنون التشكيلية المقام على هامش المؤتمر .. والذي تضمن عدداًمن اللوحات التشكيلية ، عكست البيئة المحلية لمحافظة الحديدة ، و البيئة اليمنية والعربية التي أبدعها طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة. حضر افتتاح المؤتمر وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي، ووزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور ابراهيم عمر حجري ، ونائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد مطهر ، ومحافظ ريمة علي سالم الخضمي ، وأمين عام المجلس المحلي بمحافظة الحديدة حسن أحمد الهيج ، وعدد من المسؤولين في المحافظة .