صنعاء / سبأ:وأكد وزراء خارجية دول (تجمع صنعاء للتعاون) المشاركون في الاجتماع الثاني عشر للجنة التنفيذية لدول التجمع على المستوى الوزاري الذي بدأ أعماله بصنعاء أمس دعم بلدانهم الكامل لوحدة اليمن واستقراره وشددوا على أهمية الانتقال بمستوى التعاون بين البلدان الأعضاء إلى آفاق رحبة بما يخدم مصالح شعوب ودول التجمع. وعبر وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفن في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية دول تجمع صنعاء عن إعجابه وثقته بالقيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها اليمن.وأكد وقوف بلاده الكامل مع وحدة اليمن واستقراره متمنيا لفخامة رئيس الجمهورية ولليمن المزيد من التقدم والازدهار.وفي شأن راهن ومستقبل تجمع صنعاء للتعاون أوضح الوزير الأثيوبي أن التجمع بدأ بحماس كبير وإدراك مشترك من الدول الأعضاء أن التعاون فيما بينها مصلحة مشتركة .. مشيرا إلى أن التجمع قد تعهد باحترام السلام والاستقرار في المنطقة والقرن الأفريقي ومنطقة جنوب البحر الأحمر.ولفت إلى أن السبب في تركيز التعاون في بداية عمل التجمع على القضايا الأمنية كون الأمن والسلام والاستقرار ضرورية لضمان التعاون في مجالات التنمية.. مشيرا إلى أهمية أن تترجم دول التجمع إرادتها السياسية إلى أفعال واقعية ملموسة على الأرض.وأكد وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف التزام جمهورية جيبوتي بدعم وحدة وأمن واستقرار اليمن وعبر عن تهاني ومباركة الحكومة والشعب الجيبوتيين لليمن بتوقيع حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك محضر آليات الحوار الوطني الذي يشكل مكسبا وطنيا كبيرا وانتصارا لمبدأ الحوار وصدق تحمل المسؤولية الوطنية.كما عبر عن السعادة لمشاركة بلاده في هذا الاجتماع الذي ينعقد في ظل الإخاء الصادق والفهم المشترك لكافة القضايا العالقة والتحديات التي تواجه شعوب دول التجمع التي تتطلع إلى أن يكون التجمع أرضية صلبة لتعاون بناء في شتى المجالات.وأكد أهمية أن تتجه دول التجمع لاستغلال الطاقات والإمكانات لمتاحة من أجل المضي قدما على درب التواصل وتعزيز تشابك المصالح وتبادل المنافع وتحقيق التكامل في ما بينها، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجهها منطقتنا تستدعي تكاتف المواقف وتوحيد الجهود للتعامل مع تداعياتها وإفرازاتها.ودعا إلى تقديم الدعم للحكومة الانتقالية الصومالية بقيادة الرئيس شريف شيخ أحمد وتعزيز جهود المصالحة الصومالية بما يساهم في إيجاد حل جذري وشامل للقضية الصومالية لتجنب مخاطر انزلاق هذا البلد إلى الفوضى ما سيكون له انعكاسات سلبية على مجمل الأوضاع في المنطقة.وأشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية بجمهورية السودان كمال الدين حسن «بالمبادرات الخلاقة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الرامية إلى إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يعانيها اليمن وتشجيعه للمسلك الحضاري في التعاضد وتغليب منطق الحوار بين الفرقاء وخلق عوامل الاستقرار وتهيئة الأجواء التي تمكن من انطلاق حوارات مفيدة تفضي إلى الحفاظ على الوحدة والسلام في اليمن».وثمن عاليا الدور الرائد الذي تضطلع به اليمن ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية في رعاية التجمع والدعم اللامحدود لأنشطته وفعالياته.وأكد أن السودان ينظر بعين الرضى لما تحقق في الصومال منذ انتقال الحكومة للعمل في العاصمة مقديشو مستندة إلى الأمن والاستقرار الإقليميين وناشد المجتمع الدولي ومنظماته مساندة الجهود الرامية إلى إحلال السلام في الصومال.وأشاد بالجهود اليمنية التي أدت إلى الحد من ظاهرة القرصنة البحرية مشيرا إلى أن القضاء على الظاهرة مرهون بحل المشكلة الصومالية داعيا في الوقت ذاته المجتمع الدولي ومحبي السلام إلى العمل من أجل تبني مشاريع سياسية جريئة تعين على الاستقرار وتسمح بالنمو الاقتصادي في هذا البلد.وأكد التزام الحكومة السودانية «بالسعي الحثيث لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل الموقعة مع الإخوة في الجنوب في 2005 »مشيرا إلى أن السودان شهد في الفترة الماضية تطورات مهمة في الجهود المبذولة لتنفيذ الاتفاقية بإجراء الانتخابات وتعيين حكومة جديدة للإشراف على استفتاء تقرير المصير في يناير المقبل مؤكدا التزام الحكومة بمنح جنوب السودان حقه الكامل في الاختيار.ولفت إلى أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير تعهد باحترام خيار مواطني جنوب السودان في الوحدة أو الانفصال مع التأكيد على العمل من أجل تغليب خيار الوحدة وعبر عن تطلع بلاده إلى دعم الأشقاء في دول تجمع صنعاء لخيار الوحدة.وأكد سعي السودان إلى الارتقاء بعلاقاته مع دول التجمع وبناء جسور لتبادل المنافع والمصالح بما يعزز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة منوها بحرص السودان على العمل من أجل أن يحقق تجمع صنعاء أهدافه المنشودة.وعبر وزير الخارجية بجمهورية الصومال يوسف احمد إبراهيم عن تهاني ومباركة بلاده حكومة وشعبا لفخامة الرئيس علي عبدالله رئيس الجمهورية لما اتخذه من خطوات ثابتة نحو المحافظة على مكتسبات الوحدة اليمنية المباركة وحل المشاكل عن طريق الحوار.وقال إن اجتماع وزراء خارجية دول تجمع صنعاء يأتي في ظل ظروف بالغة الأهمية بالنظر إلى التحديات التي تواجهها دول التجمع من الناحيتين الاقتصادية والأمنية ما يتطلب بذل جهود إضافية لتحقيق الأهداف التي أسس من أجلها.وقال إن الصومال يعترف بوقوف الدول الأعضاء إلى جانب الشعب الصومالي في محنته ويأمل بذل المزيد من الجهود من أجل إخراجه من أزمته الراهنة واستعادة أمنه واستقراره.وقال إن التحدي الأكبر الذي يواجه الصومال في الوقت الراهن يتمثل في وجود جماعات متطرفة تشن حربا ضروسا ضد الحكومة الصومالية وتحاول تنفيذ أجندة خارجية لا تمت بصلة إلى ثقافة وتقاليد وأخلاقيات الشعب الصومالي ناهيك عن رفضهم كل دعوات الحكومة للحوار والمصالحة.وأكد تنديد ورفض الصومال لظاهرة القرصنة البحرية.. مشيرا إلى أن إزالة هذه الآفة يمكن أن يتحقق بتعاون الجميع، مشددا على أن قيام حكومة صومالية قوية تفرض سيطرتها على الساحل الصومالي وبناء جيش قوي لها سيتيح القضاء على الظاهرة.وبعيد إلقاء الوزراء المشاركين كلماتهم أكد وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي أن تجمع صنعاء للتعاون هو تجمع للسلام والتنمية ويرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.وقال إن كلمات الوزراء حملت تطمينات عن أوضاع دول التجمع والنجاحات التي تحققت في مسيرة الديمقراطية والتي كان آخرها تنظيم الانتخابات في اثيبوبيا والسودان وستتوج في اليمن بالانتخابات النيابية المقررة في أبريل العام القادم.وأكد أن تجمع صنعاء للتعاون صار يمثل تجمعا مؤثرا في المنطقة وجسرا بين الفضاءين العربي والأفريقي مشيرا إلى التزام الدول الأعضاء بأهمية هذا التجمع وتفعيل دوره في هذا الإقليم.ولفت إلى أن دول التجمع لا تزال تواجه مشكلات كبيرة في ظاهرة التطرف والإرهاب ما يستدعي تعزيز التعاون الأمني بينها لمواجهة هذه الظاهرة مع الاهتمام بالأبعاد الأخرى للتعاون (الثقافية والاقتصادية والعلمية) لما يمثله ذلك من ضمانات لتعزيز مصالح دول التجمع.ونوه بإجماع الدول الأعضاء على ضرورة دعم الصومال وأن يكون هذا الدعم متصدرا اهتمامات دول التجمع في الفترة المقبلة مؤكدا عدم التهاون مع أي عناصر تهدد أمن واستقرار دول التجمع في إطار شراكة حقيقية ومتينة.