فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/محمد السعدي وارشد محمد: أفرج الاحتلال الإسرائيلي أمس الاثنين عن 198 معتقلا فلسطينيا زعما أن هذه الخطوة تعزز من موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن السعي إلى معاهدة سلام تدعمها الولايات المتحدة. ومن بين المعتقلين المفرج عنهم سعيد العتبة (57 عاما) من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهو أقدم سجين فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية. وقال العتبة «هذا عرس كبير وفرحة كبيرة لأمهاتنا وشعبنا لكن تبقى خطوة صغيرة لن تكتمل إلا بإطلاق سراح كافة الأسرى». واعتقل العتبة عام 1977 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بالتورط في تفجيرات أدت إلى مقتل إسرائيلية وأصابت العشرات. وبدأت عملية الإفراج قبل ساعات من موعد الوصول المقرر لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل والتي ستحاول تحفيز الجهود لإحراز تقدم نحو معاهدة السلام التي تقول واشنطن إنها ما زالت تأمل في التوصل إليها بحلول نهاية العام. وارتدى بعض المعتقلين قمصانا عليها صور عباس والزعيم الراحل ياسر عرفات مشيرين بعلامة النصر من نوافذ الحافلات التي نقلتهم من سجن عوفر إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة. ولوح فلسطينيون يحتفلون بالإفراج عن السجناء بالأعلام الفلسطينية ورقصوا في الشوارع لدى استقبال 194 رجلا وأربع نساء من السجناء الذين استقبلوا استقبال الأبطال في حفل أقيم في (المقاطعة) وهو مقر السلطة الفلسطينية في رام الله. وقال عباس خلال الاحتفال بالسجناء «لا شك أننا طلاب سلام وأننا نسعى إلى تحقيق ثوابتنا الوطنية جميعا.. ولكن نقول لن يكون هناك سلام من دون تحرير جميع الأسرى»، ومضى يقول «معروف أن القضايا جميعها بما فيها القدس واللاجئون والمستوطنات والحدود إما أن تحل دفعة واحدة أو لا نقبل حلا».
ويوجد نحو 11 ألف سجين فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية ويمثل الإفراج عنهم قضية بالغة الحساسية لدى المجتمع الفلسطيني. وقال يارون زامير المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إنه كان من المقرر في بداية الأمر الإفراج عن 199 سجينا ولكن تم التحفظ على سجين في اتهامات جنائية منفصلة. وكان أكثر من نصف السجناء الذين وردت أسماؤهم في قائمة المفرج عنهم سيكملون عقوباتهم في العام المقبل ولكن كان هناك 43 سجينا مازال أمامهم خمس سنوات على الأقل لإتمام العقوبة. إلى ذلك بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس زيارة للشرق الأوسط امس الاثنين قائلة إنها ما زالت تهدف للتوصل لاتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني هذا العام لكنها هونت من فرص التوصل لأي اتفاق جزئي سريع. ووصلت رايس إلى إسرائيل في بداية زيارة تستمر 25 ساعة ستشمل محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار مفاوضي السلام من الطرفين. وفي تصريحاتها للصحفيين وهي في طريقها إلى تل أبيب أشارت رايس إلى أن الفرصة ضئيلة في التوصل إلى اتفاق ما في صورة مكتوبة في وقت مناسب للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ في سبتمبر. وقالت «من المهم بصورة بالغة مجرد مواصلة تحقيق تقدم بدلا من محاولة التوصل قبل الأوان إلى مجموعة ما من النتائج»، وأضافت «ما زال لنا نفس الهدف وهو التوصل لاتفاق بحلول نهاية العام. أمامنا كثير من العمل لانجاز ذلك ومن الواضح انه وقت معقد.. لكن الأمور دائما معقدة هنا». ووصفت رايس الإفراج عن السجناء بأنه «خطوة جيدة جدا». وقالت «هذا شيء له أهمية كبيرة للفلسطينيين... ومن الواضح أنها بادرة حسن نوايا.»