غريب أمر التصريحات التي خرج بها مسئولو الرياضة اليمنية بعد الإخفاق المخزي لمنتخبنا الوطني في بطولة خليجي عشرين التي تستضيفها بلادنا.. ويكمن وجه غرابتها في أنها اتخذت أسلوباً غير عقلاني ولا منطقي حتى أنها افتقرت للمنهجية واحترام الجمهور الكبير الذي سالت دموعه إثر الهزائم التي مني بها المنتخب اليمني ، فمن هؤلاء المسئولين من ذهب إلى التبرير بعدم الاستعداد المبكر للمنتخب الوطني فيما تصريحاتهم التي سبقت البطولة أكدت الاستعداد المبكر والقوي للمنتخب في خوض المنافسة بل ذهبوا إلى أن خليجي عشرين سيكون يمنياً خالصاً ، فيما لم يتوان آخرون لحظة عن تحميل فشل المنتخب لبعض الشخصيات التي كان لها أدوار مهمة في الإعداد والتنظيم لاستضافة البطولة. والحمد لله أن المشجعين اليمنيين رجالاً ونساء الذين احتشدوا في ملعب الوحدة بابين والـ 22 من مايو في عدن لمناصرة المنتخب اليمني لم يتحملوا حتى الآن وزر إخفاق منتخبنا الذي لم يكن عند مستوى المسئولية أو الجاهزية النفسية والتنظيمية .وعلى الرغم من أن تلك القيادات اعتذرت للجماهير الرياضية اليمنية إلا أن ذلك لم يرض الكثيرين من النقاد والمحللين الرياضيين الذين اعتبروا الاعتذار لا يسمن ولا يغني من جوع، وطالبوا بمحاسبة المقصرين والمتسببين في هذا الإخفاق اليمني في خليجي 20 .المشكلة أننا لم نر أحداً من تلك القيادات الرياضية يفند ويبرر أسباب خروج المنتخب الوطني بهذا الشكل بما يخفف من غضب وحزن الجماهير الرياضية اليمنية الذين لم يخفف عنهم سوى أنهم قد تعودوا على الانتكاسات المستمرة للرياضة اليمنية وخاصة كرة القدم في مختلف المشاركات التي تخوضها بلادنا في مختلف المحافل الرياضية الخليجية أو العربية أو الآسيوية وما يتبعها من تصريحات مهدئة لقيادات كرة القدم واتحادها الهمام .. تصريحات تسبقها حروف التسويف وعبارات تصب في غياهب المستقبل،ولا نرى مستقبلاً ولا حتى أملاً لمستقبل كروي يمكن أن يرسم صورة جميلة لكرة قدم يمنية تشرف اليمن وتبهج الملايين المحبة لكرة القدم.المشكلة التي نعاني منها بشكل مستمر تكمن في عدم اعترافنا بالأخطاء التي نرتكبها بل نسعى دوماً إلى التفنن في اختلاق المبررات والأعذار التي لا طائل منها في ظل الواقع الذي يزخر بصور الحقيقة الفاضحة لتلك السلبيات التي نختبئ من مفرداتها في صحراء الفشل الذريع،وإذا كنا لا نعترف بأخطائنا فسنظل ندور في دائرة التخاذل والتهاون دون تحقيق أية نجاحات تذكر ليس على صعيد الرياضة فقط بل في كل مجالات الحياة.حقاً استطعنا إنجاح استضافة خليجي 20 وهو نجاح يعود أولاً وأخيراً إلى الجمهور اليمني الذي نحت في قلوب الأشقاء الخليجيين والعالم أجمع صورة مشرفة وباهرة لأصالة وطيبة الشعب اليمني الذي تعرض للإجحاف وتغيير الحقيقة من قبل مرضى النفوس والمهووسين بقلب الحقائق وطمس الواقع بغبار الحقد والارتهان الأعمى .هذا النجاح قابله كما أشرنا فشل المنتخب في أرضه وبين جمهوره الكبير في تحقيق الآمال والطموحات.إذن لابد أن يتحمل المتسببون في خروج المنتخب الوطني دون أية نقطة تذكر في هذه البطولة المسؤولية بعيداً عن البحث عن ضحايا لا ناقة لهم ولا جمل في ذلك الفشل،ولا شك في أن الأيام المقبلة ستظهر حقيقة الصورة التي ظهر بها المنتخب اليمني وستكون حقيقة مرة ومفجعة وهو ما تعبر عنه التصريحات المتضاربة لأصحاب العلاقة التي تخفي ماهو أكبر من هزيمة منتخب !!؟
الانتكاسات مستمرة ياهؤلاء
أخبار متعلقة