فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/نضال المغربي: قالت حركة حماس أمس الأربعاء إنها مستعدة لدراسة مقترحات للتهدئة في قطاع غزة تطالب الاحتلال الإسرائيلي بوقف الهجمات ورفع الحصار تماما عن قطاع غزة. وقال أيمن طه المسئول في حماس إن الحركة ستبحث المقترحات فور تسلمها وإنها ترحب بأي مبادرة توقف الهجمات الإسرائيلية وترفع الحصار. إلى ذلك قال الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء أن الظروف غير مواتية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وصعدت من استعداداتها لغزو محتمل للقطاع بعد أن وصلت صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى مستوطنات سكانية رئيسية. وقال ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي عقب اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بشؤون الأمن أمس أن الظروف غير مواتية الآن لوقف إطلاق النار في غزة لكنه لم يستبعد التوصل إلى هدنة في المستقبل. ونقل مساعد لاولمرت عنه قوله «إذا نضجت المواقف اعتقد انه يمكن أن يكون هناك حل دبلوماسي يضمن حقيقة أمنية أفضل في الجنوب حينها سندرس الأمر. لكن في الوقت الراهن لا يوجد هذا.» وفي وقت سابق رفضت إسرائيل اقتراحا فرنسيا بتطبيق هدنة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مدتها 48 ساعة لتمرير المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ووصفته بأنه اقتراح غير واقعي. ويرى دبلوماسيون أن الصراع في غزة وهو الأشرس منذ أربعة عقود يقترب فيما يبدو من نقطة الذروة في اليوم الخامس من الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت نحو 400 فلسطينيا وأعمال المقاومة الصاروخية الفلسطينية التي قتلت أربعة مستوطنين. وصعدت قوى خارجية من دعواتها لإسرائيل وحماس أمس الأول الثلاثاء لوقف الأعمال القتالية لكن الغضب الشعبي من اتساع مدى الصواريخ التي تطلق من غزة بعد وصولها إلى بئر السبع التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا داخل إسرائيل وهي أبعد نقطة وصلت إليها حتى الآن الهجمات الصاروخية الفلسطينية قد يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى تصعيد عملياتها. واجتمع أمس مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بشؤون الأمن لمناقشة الخيارات العسكرية والدبلوماسية المتاحة بما في ذلك اقتراح الهدنة الفرنسية لمدة 48 ساعة للسماح بدخول المساعدات لسكان غزة وعددهم 1.5 مليون نسمة. وعلى طول الحدود المحصنة بين إسرائيل وغزة واصلت أطقم الدبابات الإسرائيلية استعداداتها للمعركة بينما أخذ المقاومون المختبئون على بعد مئات الأمتار فقط يزرعون الألغام الأرضية والشراك تحسبا لاندلاع حرب برية. وداخل غزة غامر عدد كبير من السكان ولأول مرة بالخروج من منازلهم لتخزين الإمدادات مستغلين تراجعا نسبيا للغارات الإسرائيلية. وبدت غزة أمس أكثر هدوءا ولم تتعرض سوى لضربتين جويتين إسرائيليتين في تباين واضح مع الأيام الأربعة السابقة التي تعرض فيها القطاع الذي تسيطر عليه حماس لقصف جوي إسرائيلي مكثف. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الطائرات الإسرائيلية نفذت أمس الأربعاء غارتين أحداهما على أنفاق تهريب على حدود غزة ومصر والثانية على مكاتب حكومية في مدينة غزة. وذكر مسئولون طبيون فلسطينيون أن مسعفا قتل. لكن مسئولين إسرائيليين أوضحوا أنهم لن يعطوا حماس فترة راحة لالتقاط الأنفاس. وقال مئير شتريت عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر «لا نية لوقف النشاط العسكري» وأوضح أن العملية البرية مازالت مطروحة «على الطاولة.» وأكد مسئولون إسرائيليون أن إسرائيل لم ترفض الاقتراح الفرنسي قطعيا وإنها مستعدة لقبول تعديلات وبدائل تطرحها أطراف دولية أخرى. لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية وصفت الاقتراح الفرنسي بصيغته الحالية بأنه غير واقعي. وقال ييجال بالمر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أمس « هذا الاقتراح (الفرنسي) لا يشمل أي ضمانات من أي نوع بان حماس ستوقف إطلاق الصواريخ والتهريب.»، وأضاف في اليوم الخامس من الغارات الجوية الإسرائيلية «من غير الواقعي توقع أن توقف إسرائيل إطلاق النار من جانب واحد دون وجود آلية لتطبيق وقف الإطلاق والإرهاب من جانب حماس.» وقال مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت «إسرائيل تريد هدوءا حقيقيا مستداما في الجنوب. نريد أن نحرر سكاننا المدنيين من الذعر اليومي من صواريخ حماس القادمة. حل الإسعافات الأولية وهو غير مستدام وغير حقيقي سيعيدنا إلى ما نحن فيه اليوم بعد شهر آو شهرين. يجب أن نكافح من اجل حل حقيقي.» وسقطت أربعة صواريخ على الأقل على بئر السبع المدينة التي تعتبرها إسرائيل عاصمة النقب في الجنوب. وسقط صاروخ على مدرسة خالية. وكانت السلطات المحلية قد ألغت الدراسة عقب وصول صواريخ النشطاء الفلسطينيين لبئر السبع لأول مرة مساء أمس الأول الثلاثاء. وحشدت إسرائيل قواتها المدرعة على حدود غزة استعدادا لغزو محتمل للقطاع لكن الأمطار التي هطلت خلال الأيام القليلة الماضية واستمرار هطولها اليوم يمكن أن يؤخر أي تقدم قريب للدبابات داخل أراضي غزة وأيضا يحد من العمليات الجوية. وقال مازن أحمد وهو سائق سيارة أجرة عن الأمطار «أنها تهدئة من السماء.» وقال مسئولون طبيون في غزة إن عدد القتلى منذ بدء الهجمات الإسرائيلية يوم السبت الماضي ارتفع إلي 387 قتيلا إضافة إلي أكثر من 800 جريح. وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة إن 25 في المائة من القتلى مدنيون. وشنت حكومة الوسط التي يرأسها اولمرت الهجوم قبل ستة أسابيع من انتخابات العاشر من فبراير التي تتوقع استطلاعات الرأي فوز حزب ليكود اليميني فيها بهدف وقف إطلاق الصواريخ من غزة. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر قد اقترح أمس الأول على إسرائيل إن تقبل هدنة مدتها 48 ساعة للسماح بدخول المعونات. وكرر أمس دعوته لوقف فوري للقتال وقال أن وقف إطلاق النار للسماح بمرور المساعدات الإنسانية «يجب أن يكون دائما ويجب أن يحترم» لان اتفاقات الهدنة السابقة فشلت. ومع تنامي الغضب الفلسطيني من الهجمات على غزة قال مساعدو الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إن عباس سيطلب من مجلس الأمن تمرير قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. واندلع القتال بعد انتهاء فترة تهدئة استمرت ستة أشهر بوساطة مصرية يوم 19 ديسمبر وصعدت حماس من هجماتها الصاروخية من القطاع الذي تحاصره إسرائيل. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحكومة وافقت على تعبئة 2500 جندي من قوات الاحتياط معززة استدعاء سابقا لما وصل إلى 6500 جندي لنشرهم في ثكنات على حدود غزة. وقالت أمس متحدثة باسم الأمم المتحدة إن وزراء خارجية من المجموعة الرباعية لوسطاء السلام بالشرق الأوسط التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وجنوب إسرائيل بعد مشاورات هاتفية. وقالت فرنسا إنها ستستضيف وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لإجراء محادثات اليوم الخميس فيما قال مسئول إسرائيلي إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ربما يزور إسرائيل يوم الاثنين. وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وزراء حكومة اولمرت منقسمون بشأن الاقتراح الفرنسي. وقالت صحيفة هاارتس أن اولمرت يؤيد القيام بعملية برية بينما يؤيد ايهود باراك وزير الدفاع هدنة مدتها 48 ساعة لاختبار جدية حماس في الالتزام بوقف لإطلاق النار يمكن أن يستمر. وتعاني غزة من نقص حاد في إمدادات الغذاء وانقطاع التيار الكهربائي الذي يؤثر على معظم القطاع. وتحاول المستشفيات جاهدة التعامل مع عدد الخسائر في الأرواح والإصابات المتنامي.