يانجون / 14 أكتوبر/ رويترز:أخلت قوات الجيش والشرطة في ميانمار شوارع وسط مدينة يانجون أمس الخميس بعد أن أبلغت المحتجين بضرورة العودة إلى منازلهم خلال عشر دقائق أو إطلاق النار عليهم في الوقت الذي كثف فيه النظام العسكري الحاكم حملة القمع التي ينفذها منذ يومين ضد أكبر احتجاجات في البلاد منذ 20 عاما.وقال التلفزيون الحكومي في ميانمار أن تسعة متظاهرين قتلوا وجرح 11 اليوم الخميس في المدينة الرئيسية بميانمار. وذكرت محطة (ام.ار.تي.في) في نشرتها المسائية أن 31 فردا من رجال الأمن أصيبوا أيضاً في حوادث قالت ان المحتجين حاولوا خلالها الاستيلاء على أسلحة.وقالت (ام.ار.تي.في) ان جميع المتظاهرين القتلى من الرجال. أما المصابين فهم عشرة رجال وامرأة. ومن بين القتلى مصور ياباني يبلغ من العمر 52 عاما.وقالت وزارة الخارجية اليابانية أمس الخميس إن حكومة ميانمار أبلغت سفارة اليابان في يانجون بأن مواطنا يابانيا قتل في المظاهرات.
جانب من هروب المتظاهرين من قمع القوات
وتفرقت الحشود بعد أن انتشر أكثر من 200 فرد من الشرطة والجيش في الشوارع وأمروا السكان عبر مكبرات للصوت بالعودة لمنازلهم وإلا تعرضوا لإطلاق النار مما يعيد للأذهان ما حدث عام 1988 عندما قتل نحو ثلاثة آلاف شخص إثر سحق مظاهرات عارمة في أنحاء البلاد.وكان المحتجون قد عادوا إلى شوارع وسط مدينة يانجون رغم ما تردد عن مقتل محتجين أمس الأول.وراقب أفراد من الشرطة التي أعدت حواجز من الأسلاك الشائكة لإغلاق التقاطعات الرئيسية وسط أكبر مدن البلاد الموقف من خلف دروعهم حاملين معهم الهراوات.وانتشر الجنود أيضا في المنطقة التي يقول الرهبان البوذيون الذين يتزعمون الاحتجاجات ضد الحكم العسكري إن خمسة من زملائهم قتلوا فيها أول من أمس الأربعاء. وقالت صحيفة تديرها الحكومة أن شخصا واحدا قتل.وقال الشهود إن عدد المحتجين يتزايد باستمرار وإنهم يلوحون بقبضاتهم في الهواء ويهتفون بشعارات مناهضة للحكم العسكري.وانتشرت المظاهرات أيضا في عدة دول خارج ميانمار.ففي بانكوك شارك نحو 50 شخصا من الطلاب والنشطاء من ميانمار وتايلاند في مسيرة إلى مقر سفارة ميانمار للاحتجاج على حملة القمع ضد الاحتجاجات الشعبية القوية في هذا البلد.وردد المتظاهرون هتافات تطالب المجلس العسكري الحاكم بالرحيل.وقال أحد النشطاء ويدعى كو مين مين "شعب بورما يعاني من الفقر وشظف العيش تحت الحكم الدكتاتوري العسكري لأكثر من 19 عاما. إنهم اليوم يثورون مرة أخرى ويطالبون بالحرية والجنود يرفضون مطالبهم بقتل الرهبان."كما نظم عشرات من البورميين المنفيين أو الذين يعيشون في سول عاصمة كوريا الجنوبية مظاهرة وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط على المجلس العسكري الحاكم في ميانمار كي يوقف حملة القمع ضد المحتجين.وتجمع نحو 30 محتجا من ميانمار ورفعوا لافتات وعلم ميانمار أمام سفارة بلادهم في سول ورددوا هتافات مناهضة للنظام العسكري في ميانمار.وقال أحد المحتجين ويدعى زاو موي أونج "أطلقوا سراح المتهمين السياسيين من قبضة الحكم العسكري الدكتاتوري في بورما. لنبدأ مصالحة ونبدأ حوارا سياسيا. في الوقت الراهن ندعو الحاكم العسكري ألا يطلق النار على المتظاهرين من أجل السلام."وقال تلفزيون ميانمار ان المتظاهرين في يانجون أجبروا على المشاركة في المظاهرات.ودعا مذيع نشرة على شاشة التلفزيون الحكومي المواطنين إلى استدعاء الشرطة إذا واجهوا أي تهديدات لإجبارهم على المشاركة في المظاهرات ضد الحكم العسكري.كما عرض التلفزيون على شاشته رسوما تدعو للاستقرار والسلام ومعارضة العنف.واختتم التلفزيون النشرة بعرض ما وصفه "بالأكاذيب الصارخة لهيئة الإذاعة البريطانية وإذاعة صوت أمريكا".