الطيب فضل عقلان :[c1]توطئة:[/c]أي بلد في الدنيا يعتمد على تاريخه وماضيه الذي تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، كالآثار والتحف والصناعات والعادات والتقاليد، كإبداع صنعوه الأجداد في مختلف المجالات الإنسانية والثقافة تلك البلد هي التي تعكس قيمتها وحضارتها، والإبداع له أشكال وألوان وأصناف عديدة ومتنوعة، ومربط الفرس في قضيتنا اليوم الإبداع الفني والموسيقي، ونفتخر أن هذا الوطن الذي نحبه مليء بنجوم هذا الإبداع، بل ونجوميتهم تجاوزت المحلية إلى العالم الأوسع ولا أبالغ إن قلت إن كثيراً من فناني دول الجوار كان مورثنا الفني زادهم في بداية المشوار بل وتألقوا من خلاله وإن أدعى بعضهم الحق الأدبي والمعنوي لهذا الإبداع (لأن المال السايب يعلم السرقة) وللأسف لا توجد الحماية للمنتج الفني ولا لحقوق المبدعين في قلب الوطن والأدهى من كل هذا وذاك أن المبدعين (صغاراً وكباراً) - مهمشون - وليس هناك من يعطي لهم أدنى اهتمام حتى أصابهم الإحباط ولا أدري سر هذا العداء الغريب بين الجهات المختصة في بلادنا وبين أبناء الوطن والمبدعين، رغم أن أي دولة لا تقوم لها قائمة إلا بإبداعها ومبدعيها.. أولئك المبدعون الذين صنعوا مجد هذه الدولة وأزرها في كل حركاتها السياسية والنضالية بالكلمة المعبرة والصوت الجميل وكانوا وراء ما تحقق من منجزات ومكاسب للوطن العظيم الذي نحبه جميعاً، سنتذكر في هذه العجالة بعض أسماء العظماء الذين إهمالهم رغم أدوارهم الإيجابية وغيرهم من الأقزام يتنعمون بخيرات الوطن ونأمل من الدولة والقيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الرئيس حفظه الله أن يهتموا ويعيروا الموضوع جزءاً من وقتهم الثمين فالمحافظة على المبدع في أي مجال كان مثل المحافظة على الآثار فالمبدع قامة شامخة يوازي (صيرة والصهاريج) إننا نأمل ونتمنى!![c1]شيخ الشعراء أحمد الجابري[/c]الشاعر الأستاذ الكبير أحمد غالب الجابري أبو نبيل، غنى له فطاحلة الغناء وعمالقة الطرب في بلادنا. شاعر رقيق ذو إحساس مرهف جميل كتب في الحب وتغنى بالوطن وخلد تاريخ الوطن الجميل، عاش بعيداً عن الوطن كجسد ولكن روحه منغمسة في قلب هذا الوطن، هذا الإنسان العظيم انتهى به المشوار (معتكفاً) في مدينة الراهدة زاهداً بتاريخه الجميل وقانعاً بأنه سطر أسمه بماء الذهب في سماء الأغنية اليمنية العاطفية والوطنية، هجر الإعلام وابتعد عن الصحافة لأنه واثق من عطاءه وليس مثل (الذباب الذي يتهافت على الحلوى)، أين الدولة منه؟ هل سألت عنه؟، ماذا يعني؟ ماذا يحتاج؟ ماذا يجب أن نقدمه لهذا العبقري الحالم بأن تكون اليمن فردوساً تنعم بخيراتها؟، في الدول الأوروبية يعين لاعب كرة قدم النجم وزيراً للشباب والرياضة مكافأة على عطاءه في ميادين كرة القدم.. ونحن نرمي العظماء من أبناء هذا الشعب في أرصفة الظنى والحاجة والعوز، ألا نتقي الله فيهم ونشكر عطاءاتهم من خلال المواساة وتخفيف معاناة الحياة وهم أحق بذلك،[c1]صادق المشاعر الشاعر علي عمر صالح[/c]هذا البدوي الذي يتمتع بكل قيم الحضارة، يكتب بفطرة المحب ولغة العاشق وبصدق المشاعر غنى له الكثيرون من فنانينا وكانت أغانيه تاريخاً يمجد شعباً ويرسم لوحة التعبير الصادق لكل مراحل الحياة بإيجابيته تفوق اجتهادات الباحثين الذين يعتمدون على الكتب والوثائق، علي عمر صالح عملاق ببساطته ودماثة أخلاقه ونبل علاقته مع كل من يعرفه. الأغنية تأتي منه بتلقائية وعفوية تحمل الصدق والمودة، تاريخ هذا الرجل جميل وتواصله الإبداع أجمل وأرق رغم أن المرض لم يرحمه (حيث بترت ساقاه) وأصبح (معوقاً) في السير فقط لكن بعطاءه ظل ذلك الجميل الحالم، نقول المرض لم يرحمه وهذا قضاء الله وقدره، ولكن قساوتنا نحن الذين نتمتع بإبداعاته ماسببها؟ متى سنرحم هذا الإنسان ونعيد له الابتسامة بيد حانيه وقلب روؤف؟ ألا يستحق منا ذلك، أقول يا جهات الاختصاص في بلادنا أرحموا عظماءً ضحوا من أجل الوطن، ليس شفقة ولكن حقاً مجبرون على رده، إن لم نتذكر هؤلاء العظماء هل ممكن أن نتذكر الآخرين الذين ليس لهم (ناقة ولا جمل) في حياتنا!![c1]صوت عدن خليل محمد خليل[/c]مرت سنوات طويلة وهذا الإنسان الجميل راقد على الفراش الأبيض يجتر مرارة الألم ويتجرع آهات النكران، وينتظر قدره رغم أنه سيظل مخلاً في قلوبنا (خليل محمد خليل) صوت عدن الشجي بألحانه المميزة وكلمات زميل دربه الأديب الشاعر الفقيد محمد عبده غانم، خليل محمد خليل مؤسس أول تجمع موسيقي لأبناء عدن والذي من خلال ذلك التجمع كان انطلاقة العديد من الأصوات الخالدة حرام أن لا نسأل عليه، هل هو قادر على (شراء الأدوية)؟ هل يحتاج إلى زيارة المستشفيات؟ وهل هو قادر على ذلك؟ (لأن العلاج والمستشفيات) زيارتهم فقط تصيبك (بالضغط وترفع السكر) للغلاء الفاحش. قدم خليل عطاءً فنياً عظيماً وكانت عدن بالنسبة له قبلة العاشقين، زوروه، تفقدوا حالته، اسألوا عنه قد لا يمد يده لكم، ولكن عليكم أن تمدوها أنتم وعلى أكفها الرحمة والتقدير والمحبة، خير الوطن لا بد أن يكون لخيري هذا الوطن، عظماء رسموا أسماءهم بعمق التاريخ فدعونا نسجل بالتاريخ موقفكم الإنساني فأنتم كرماء وهم يستحقون ذلك.[c1]فاصل حاد [/c]الذين ذكرناهم نماذج فقط والقائمة طويلة لمن لا زال على قيد الحياة من مبدعين هذا الوطن، أما من انتقلوا إلى الحياة الأبدية فهم كثر وبعيدون عن خارطة التفكير (إذا كان الأحياء مهمشين فكيف بالأموات)! لم أحاول التوسع وإلا لن أجد صفحات تكفي هذا الوجع، وبالمناسبة هناك أيضاً من الفنانين الشباب الذين يدفع بهم الإهمال ذاته إلى الإحباط وهم لا حصر لهم وإن اخترت نماذج فقط فهدفي أن تبدأ الدولة بجهاتها المختصة متابعة الأمر حتى نصل إلى حل ينقذ هؤلاء المبدعين من مغبة التصرفات ألا مسؤولة..[c1]صوت الشباب عصام خليدي[/c]صوت رقيق مثقف واعٍ يصنع نغماته من هدير بحر صيرة وحقات ويكتب من غسق الفجر على أطراف جبل شمسان الأغنية عنده قضية وليست تسلية الطرب عنده موضوع وهدف إذا غنى أطرب وإذا لحن أبدع وإذا كتب أتقن أنه صوت الشباب الذي يملك مخزوناًَ غنائياً لكبار الشعراء يتحسر أنه لم يجد الفرصة لتسجيل تلك الأعمال لقد عافت نفسه الوسط الفني بشكل عام لأنه وسط مليء (بالنميمة ووجع القلب) فخلد بنفسه يبدع ويحتفظ بذلك العطاء الذي نتمنى جميعاً أن يجد فرصته عصام خليدي فنان متمكن شامل العطاء والإبداع وأضاف أن سياسة الإذاعة والتلفزيون في بلادنا إلغاء الجديد القادم من الإبداع.. أتمنى أن لا يكون ذلك وأهمس لأخي وحبيبي عصام وأقول له (كن واثق الخطوة وأمشي ملكاً) فمثلك لا تغلبه تصرفات طفيلية لا تحترم المبدع والإبداع..[c1]فيصل الصلاحي عطاء بحجم الحب[/c]صوته جميل مميز من بين أقرانه من الفنانين القادمين بقوة إلى سماء الطرب والإبداع، يعشق الغناء ويتقن الأداء لكافة الألوان الغنائية في بلادنا، يتحلى بالحياء أثناء الأداء مما يجمل عطاءه له فترة ليست قصيرة في الساحة الغنائية ولسان حاله يقول (نمشي الهوينا ولكننا سنصل) .. فيصل الصلاحي، أحمد سعيد، محمد علي محسن، هزاع عبده، صادق خالد، عبدالله الصنح، محمد الشعراني وكثيرون ينتظرون فرصة التسجيل للإذاعة والتلفزيون وهم أصوات أثبتوا جدارتهم في الاحتفالات الوطنية والمناسبات المختلفة والجلسات الخاصة في مختلف المنتديات وهم أصوات ناضجوا العطاء تمرسوا من خلال شقهم لفن الغناء الكل يشهد لهم وإذاعة عدن (البرنامج الثاني) وفضائية يمانية لا تتعامل معهم ولا تعترف بهم أليس هذا ظلماً.[c1]رسالة حب[/c]إلى الشاعر المبدع والإداري المحنك الأستاذ عبدالله باكدادة مدير إدارة الثقافة بعدن، رائع هذا الإنسان يعشق عمله ويجيد صنع كثير من المكاسب للفنانين رغم شحة الإمكانيات (رضى الناس غاية لا تدرك) في جعبته كثير من الأفكار يتمنى تحقيقها على الواقع العملي وليكن له ذلك علينا أن نقف معه ونسانده كزملاء في هذا الهدف بدلاً أن (ننهش وننم ونفتن) لخلاف ما وأغلبه خلاف شخصي بعيد عن المصلحة العامة، عبدالله باكدادة يملأ منصبه باقتدار وكفاءة ويشهد له الجميع بذلك وما لمسناه منذ توليه قيادة الفرع يؤكد ذلك وليس عليه بغريب فهو شاعر متمكن وإعلامي مميز من خلال برامجه في الفضائية وقدرة جميلة في إكتساب قناعة الجميع بدماثة خلق وحسن التعامل فتحية تقدير وحب له ولكل منسوبي إدارة الثقافة بعدن..[c1]همسة[/c]مشكلة في الناس إن راضيتهم عادوك وأن عاديتهم طلبوا رضاك.
|
ثقافة
أعلام يمانية ثقافية ... ولكن؟!
أخبار متعلقة