واشنطن / 14أكتوبر / مات سبيتالنيك : ردت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما بتوبيخ حاد لاسرائيل يوم الجمعة على الخطة التي أعلنتها الحكومة الاسرائيلية بالموافقة على مزيد من البناء في المستوطنات اليهودية ما يزيد من تعقيد الجهود الامريكية الرامية لاستئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط.وأعرب البيت الابيض عن استيائه لما أعلن عن أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيسمح ببناء عدة مئات من المساكن الجديدة لمستوطنين في أراض محتلة قبل النظر في تجميد مثل هذا البناء.وضغط الرئيس الامريكي باراك أوباما على حكومة نتنياهو اليمينية من أجل وقف البناء في المستوطنات وهي عقبة رئيسية في عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين حتى يمكن الاعلان عن استئناف مفاوضات السلام بينهما.وعرضت ادارة أوباما امكانية عقد اجتماع ثلاثي في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر بين الرئيس أوباما ونتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس اذا كان هناك تقدم كاف باتجاه استئناف جهود السلام.وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز “نحن نأسف لما أعلن عن خطط اسرائيلية للموافقة على بناء المزيد في المستوطنات.”ووصف جيبز الموافقة الاسرائيلية بأنها غير متسقة مع خطة خارطة الطريق القائمة منذ وقت طويل.وقال “كما قال الرئيس من قبل لا تقبل الولايات المتحدة شرعية التوسع المستمر للمستوطنات ونطالب بتوقفه. نحن نعمل على خلق مناخ يمكن أن تجري فيه المفاوضات ومثل هذه التصرفات تجعل خلق مثل هذا المناخ أصعب.”وكانت تلك علامة أخرى على أن أسوأ شقاق في العلاقات الامريكية الاسرائيلية خلال عشر سنوات سيكون من الصعب اصلاحه في الوقت الذي يحاول فيه أوباما تنفيذ تعهده بأن يجعل عملية سلام الشرق الاوسط أولوية أعلى مما كانت عليه في عهد سلفه جورج بوش.وأصر الفلسطينيون على أنهم لن يقبلوا أقل من التجميد الكامل للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة التي يريدونها جزءا من دولتهم المستقبلية.كما يواجه نتنياهو أيضا ضغوطا من العديد من المشرعين في حزبه اليميني الليكود لمقاومة ضغط أوباما باتجاه تعليق البناء في المستوطنات.وقال مساعد لنتنياهو طلب عدم نشر اسمه انه بعد التصريح ببناء عدة مئات من الوحدات السكنية سيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي مستعدا لبحث وقف للبناء يستمر بضعة أشهر.وتبني اسرائيل ما يقرب من 2500 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية مازالت في مراحل البناء المختلفة.ويقول المسؤولون الفلسطينيون انهم لن يستأنفوا محادثات السلام حتى توقف اسرائيل كل البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية بما يتماشى مع خطة خارطة الطريق الموقعة برعاية أمريكية عام 2003 والتي طالبت الجانب الفلسطيني أيضا بكبح جماح هجمات النشطين على اسرائيل.وقال جيبز ان الولايات المتحدة تقدر ما ترى انه “نية اسرائيل المعلنة بوضع قيود على النشاط الاستيطاني وستواصل مناقشة ذلك مع الاسرائيليين مع تحديد هذه القيود”.لكن نبيل أبو ردينة أحد مساعدي عباس قال ان الوقف الجزئي لبناء المستوطنات ليس كافيا.وعلى الرغم من التطور الأخير قال مسؤول أمريكي ان إدارة أوباما تعتقد أنه من الممكن التوصل الى اتفاق لاستئناف محادثات السلام الشاملة التي تعثرت منذ ديسمبر كانون الاول.وقال المسؤول “مازلنا نعتقد أن بامكاننا أن نصل بهذه المرحلة الى نتيجة إيجابية بما في ذلك إجراء اسرائيلي بشأن المستوطنات خلال الأسابيع القليلة القادمة.”والتقى جورج ميتشيل مبعوث أوباما الخاص الى الشرق الاوسط بمساعدين لنتنياهو في نيويورك هذا الاسبوع من أجل العمل على اتفاق لاستئناف المحادثات في وقت يناسب احتمال الاعلان عنها خلال دورة الجمعية العامة للامم المتحدة أواخر سبتمبر أيلول. وقال المسؤول انه من المتوقع أن يزور ميتشيل المنطقة مرة أخرى أواخر الاسبوع القادم.واتخذ أوباما موقفا معلنا بضرورة وقف اسرائيل جميع أنشطتها الاستيطانية بما في ذلك “النمو الطبيعي” الذي يتضمن بناء مساكن جديدة داخل المستوطنات الحالية لاستيعاب نمو العائلات المستوطنة.لكن بعض المسؤولين الامريكيين ألمحوا بشكل غير معلن الى مرونة في موقف الادارة الامريكية اذا ما اتفق الجانبان على تسوية. ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات المبنية على أرض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 ستحرمهم من امكانية اقامة دولتهم.وتسعى الادارة الامريكية الى تقريب المواقف بين الفلسطينيين والاسرائيليين واقناع الدول العربية باتخاذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية لكنها لقيت مقاومة بشأن من يجب أن يكون البادئ بالخطوة الاولى.ويرى أوباما الانخراط في صنع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين حيويا لاصلاح صورة الولايات المتحدة في العالم الاسلامي وجذب الدول العربية المعتدلة الى جبهة موحدة في مواجهة ايران.
أمريكا وإسرائيل على طريق صدام بسبب المستوطنات
أخبار متعلقة