المئات يشيعون جثماني محافظ الديوانية ومدير شرطة القادسية
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :أعلن الجيش الأمريكي يوم أمس الأحد مقتل خمسة من جنوده بينهم أربعة في انفجار واحد أثناء عمليات قتالية جنوبي بغداد يوم السبت.، وأصيب أربعة جنود في الانفجار ولكن لم يتسن الحصول على الفور على مزيد من التفاصيل بشأن الحادث.وقال الجيش الأمريكي في بيان منفصل إن جنديا خامسا قتل بنيران أسلحة صغيرة أثناء دورية سيرا على الأقدام جنوب شرقي بغداد يوم السبت.وقال الجيش الأمريكي إن الجنود كانوا ضمن قوة نشرت في مناطق جنوبي بغداد لوقف تدفق الأسلحة والمتفجرات والمتشددين من الشيعة والعرب السنة على العاصمة العراقية.وكان نحو 30 ألف جندي أمريكي إضافي أرسلوا إلى العراق منذ فبراير ضمن حملة أمنية تهدف إلى منح الحكومة الإئتلافية في العراق المزيد من الوقت للوفاء بسلسلة من الأهداف السياسية التي حددتها واشنطن.وترمي الأهداف إلى تعزيز المصالحة بين الأغلبية الشيعية والأقلية من العرب السنة التي كانت لها الهيمنة في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.وبعد مقتل الجنود الخمسة يرتفع عدد القتلى بين القوات الأمريكية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003 إلى 3689 قتيلا على الأقل.وقتل 31 جنديا أمريكيا على الأقل حتى الآن في أغسطس.وقال اللفتنانت جنرال ريموند أوديرنو الرجل الثاني في القيادة العسكرية الأمريكية في العراق يوم السبت إن عدد القتلى بين القوات انخفض بعد زيادة حادة في مايو ويونيو.وقال إن معدل القتلى بين الجنود يتفق تقريبا مع شهر يوليو تموز الذي قتل فيه 80 جنديا.وحذر قادة أمريكيون من زيادة مرجحة في عدد الضحايا بين القوات الأمريكية في الوقت الذي تشن فيه القوات عمليات داخل مناطق خطيرة لم تكن تدخلها من قبل.ويخشون أيضا تعرض الجنود الأمريكيين لمزيد من الهجمات التي تشنها الميليشيات الشيعية ومقاتلي تنظيم القاعدة قبل تقديم تقرير بشأن العراق إلى الكونجرس في منتصف سبتمبر.وقال أوديرنو أيضا إن إيران تزود المقاتلين الشيعة بمزيد من الأسلحة بما في ذلك القنابل التي تزرع على الطرق في محاولة للتأثير على النقاش في واشنطن قبل تقديم التقرير الذي يقيم التقدم الذي أحرز بالعراق.
يأتي ذلك فيما شيع مئات العراقيين في مدينتي الديوانية والنجف محافظ ومدير شرطة القادسية اللذين اغتيلا أمس الأول جنوب الديوانية بعبوات ناسفة استهدفت موكبهما لدى عودتهما من مجلس عزاء في قضاء عفك جنوب الديوانية، كبرى مدن المحافظة.ووسط إجراءات أمنية مشددة سار موكب التشييع الذي ضم أفراد عائلة المحافظ وعشيرته وعددا محدودا من المواطنين من شارع المحافظة الرئيسي وسط المدينة. وكان حظر التجول رفع الساعة الحادية عشرة صباحا بعد أن فرض حتى إشعار آخر، حسب ما ذكره ضياء عبد الكريم نائب المحافظ.ونقل جثمانا المحافظ وقائد الشرطة بعد ذلك من الديوانية إلى النجف ليتم تشييعهما رسميا وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق لمنافذ المدينة القديمة جميعها.واحتشد مئات العراقيين أمام مقر المجلس الأعلى الإسلامي الذي ينتمي إليه القتيلان بينهم مسؤولون حكوميون ومسؤولون في المجلس.وكان قائد شرطة الديوانية تولى منصبه بالوكالة منذ أسبوع بعد أن استقال سلفه.وكان المالكي أمر عقب الحادث بفتح تحقيق في ملابسات اغتيالهما وطالب بـ"التصدي بكل حزم وقوة مع كل من يحاول استغلال هذه العملية الإرهابية".وإثر الحادث، توالت ردود الأفعال المستنكرة حيث اعتبر المالكي أن الهجوم مثير للفتنة ويهدف إلى إشاعة عدم الاستقرار. وندد بالعملية أيضا الرئيس العراقي جلال الطالباني وأرسل برقية عزاء لذوي الضحايا أكد فيها أن "هذه الجريمة الوحشية تعكس الأفكار السوداء والعقائد الدموية لأصحابها حيث قاموا هذه المرة باستهداف المناطق الآمنة من بلادنا بعدما حوصروا وطردوا من بغداد والأنبار وديالى وسامراء".كما أدانها السفير الأميركي بالعراق ريان كروكر وقائد القوات الأميركية في العراق ديفد بتراوس, اللذان قالا في بيان مشترك إن "بناء الوحدة وسط العنف يتطلب التزاما وشجاعة خاصة, وهذان الرجلان كانا مثالا لشجاعة الشعب العراقي في مواجهة المتطرفين الهمجيين".