في دراسة حديثة أعلنت نتائجها أمس الأربعاء
صنعاء/عبد الواحد الضراب :أظهرت الدراسة التي قام بها مركز دراسات وأبحاث النوع الاجتماعي والتنمية بجامعة صنعاء أن نسبة انتشار الزواج المبكر في أوساط النساء في محافظتي الحديدة وحضرموت، اللتين أجريت فيهما الدراسة قد بلغت (52.1%) أما في أوساط الرجال فبلغت النسبة (6.7%)، في حين أوضحت أن هناك فجوة عمرية كبيرة بين الزوجين وعادة ما يكبر الأزواج الزوجات بحوالي (7 – 10) سنوات.وقالت الدراسة التي أعلنت نتائجها في حفل نظمه المركز أمس الأربعاء بجامعة صنعاء أن هناك اختلافاً في سن الزواج بين المناطق الحضرية، ففي المناطق الحضرية تظهر الدراسة أن سن الزواج يتراوح بين(2.2%) للفتيات تحت سن 18 عاما و(0.9%) للفتيات في الفئة العمرية فوق 18 سنة، أما بالنسبة للذكور فقد أظهرت النتائج اختلافا بسيطا حيث يشكل هذا الاختلاف(2.2%) من الفئة العمرية أقل من 18 سنة و(0.9%) للفئة العمرية أكبر من 18 سنة.وعزت الدراسة إلى أن الفقر هو السبب الأول للزواج المبكر، ويأتي بعده في المرحلة الثانية المعتقدات والاتجاهات التي تؤكد قيم العفاف والطهر وغيرها من المعتقدات، وتلي هذه العوامل أسباب أخرى مثل التخلص من الفتاة، والخوف من العنوسة ووجود عرض للزواج من قبل شخص غني وغيرها من المسببات. وبينت الدراسة أن نسبة (61.3%) من إجمالي المبحوثين يرون أن الزواج المبكر يؤدي إلى الحمل المبكر مما يؤثر سلبا على صحة الأم وصحـــة وليدهـــا.. كما بينت أن نسـبــة (94.98%) من إجمالي النساء اللاتي شملهن البحث البالغ عددهن(1495) امرأة وصفن أنفسهن بأنهن ربات بيوت أو أنهن يمارسن عملا غير مأجور سواء في المنزل أو في قطاعي التجارة والزراعة ومعظمهن تزوجن قبل بلوغ سن الثامنة عشر(18) عاما.وأشارت إلى أن (564) مبحوثة بنسبة (37.7%) لم يسبق لهن الالتحاق بالتعليم وأن (187) مبحوثة بنسبة (12.5%) فقط يستطعن القراءة والكتابة بصعوبة.وتوضح الدراسة بأن هناك علاقة بين الفقر والزواج المبكر حيث أرجع(32.91%) من المبحوثين أن الزواج المبكر للأولاد الذكور إلى توفر الإمكانيات المادية، أما حالة البنات فإن الأسر الفقيرة تسعى إلى تزويج بناتها بمجرد بلوغهن سن الزواج فقد أشار (388) من المبحوثين بنسبة(22.32%) إلى أن الفقر يمثل السبب الرئيسي في زواج الفتيات حيث تعتبر الأسر الفقيرة البنات عبئا على مواردها فتسعى إلى تزويجها في سن مبكرة.وفقا لنتائج البحث الميداني فإن الفقر يمثل أحد أهم أسباب الزواج المبكر للفتيات حيث بلغت نسبته (22%) في جميع محافظات الجمهورية، وأن كانت النسبة أكبر في محافظة الحديدة حيث بلغت(32%) بينما بلغت في المكلا(29%) أما في سيئون فقد بلغت(9.0%) فقط، ويتمثل السبب الثاني في الرغبة لصون البنت من الإغراق حيث بلغت النسبة(21%).وفي محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر فإن النسبة بلغت(30.4%) بينما بلغت في المكلا (23.9%) وبلغت في سيئون (13.2%) والسبب الثالث هو التخلص من مسؤولية البنت فقد بلغت النسبة (8.3%) حيث بلغت في الحديدة(10.3) أما في المكلا فقد بلغت (5.9%) و(8.6) في سيئون.وأشارت الدراسة إلى تركز الأمية في أوساط الإناث حيث بلغت نسبة ذلك من هن أقل من 18 سنة (6.6%) أما البقية فقد كانت النسبة على النحو التالي(4.3%) يعرفن القراءة والكتابة و(92.9%) تعليم أساسي وثانوي، مقارنة بالذكور حيث بلغت نسبتهم(3.6%) للأميين، و(3.6%) لم يعرف القراءة والكتابة و(85.1%) للتعليم الأساسي والثانوي وهذا يدل على أن نسبة تسرب الفتيات من المدارس أعلى من تسرب الفتيان في هذه السن.وخلصت الدراسة إلى العديد من النتائج وأهمها ضعف صحة الفتاة والطفل وازدياد حالات السقط والإجهاض، وكذا الحمل المتكرر وارتفاع معدل الخصوبة وفقر الدم والهزال الشديد بالإضافة إلى الطلاق المبكر والتعسف وضرب الزوجة وطردها من المنزل وغيرها من النتائج.كما خرجت الدراسة بالعديد من التوصيات ومنها ضرورة توفر الإرادة السياسية الداعمة لمثل هذه الحملات والدراسات وذلك من خلال التنسيق مع المؤسسات الحكومية على المستويين المركزي والمحلي وكذا ضرورة التنسيق مع المجالس المحلية وإشراك المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية بالإضافة إلى قيام وسائل الإعلام بدورها في التوعية بمخاطر هذه الظاهرة الزواج المبكر وغيرها.