في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي لإحياء مئوية المفكر الكبير علي أحمد باكثير في القاهرة
وزير الثقافة المصرية يكرم رجل الأعمال عبدالله بقشان
القاهرة / سبأ :يحتفي الوسط الثقافي في العالم العربي والإسلامي في العاصمة المصرية القاهرة بالذكرى المئوية الأولى لميلاد الأديب والمفكر اليمني والعربي والإسلامي الكبير علي أحمد باكثير عبر مؤتمر دولي يسلط الضوء على تجربته كأحد أعلام الفكر القومي ونتاجاته الإبداعية المتميزة الأدبية والشعرية التي أضاءت جنبات الإبداع والفكر الإنساني العالمي. وينظم المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام تحت شعار مؤتمر «علي باكثير ومكانته الأدبية» الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورابطة الأدب الإسلامي بمشاركة واسعة لقامات فكرية وثقافية وشخصيات أدبية بارزة من اليمن ومصر والوطن العربي والعالم الإسلامي. ويستعرض المشاركون في المؤتمر خلال ثماني جلسات 60 بحثا، يتناول فيها مفكرون وأكاديميون وأدباء ونقاد من الدول العربية والإسلامية خصوصية تجربة على أحمد باكثير المتنوعة في القصة والرواية والمسرحية والشعر، ومرتكزات ريادة الأديب ونتاجه المتعدد. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي عقدت مساء أمس في مقر اتحاد الكتاب بقلعة صلاح الدين في القاهرة بحضور وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي ونظيره المصري فاروق حسني وعدد من السفراء والمفكرين والكتاب والمثقفين العرب, تحدث وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي بكلمة ثمن فيها الجهود التي بذلت في الإعداد والترتيب لإقامة هذا المؤتمر بهذا المستوى المتميز من المشاركين والأوراق والأبحاث .. معتبرا هذا المؤتمر أنه يمثل احتفاءً بالأمة بكاملها ويجسد موقف الوفاء والمسئولية تجاه الرموز الخالدة من أبناء أمتنا العربية الأدبية، والإبداعية، والفكرية. وأستطرد قائلا :« إن هذا المؤتمر يحيي ذكرى الميلاد المئوية لابن بار بالأمة وبقيمها ومجاهد جهبذ طالما صال وجال في الخنادق الأولى لمعركتها الحضارية، وللتبليغ برسالتها الإنسانية السامية في أروع ماتجلّى به التجسيد العملي الإبداعي، متعدد الإنتاج في خدمة أمة وسطية ناهضة ومجاهدة ليكون بياناً ساحراً وناضجاً وغنياً في صدارة التعبير عن طموحات وجودها الفاعل والمؤثر، وعن ذاتها الأصيلة الحضارية وعن دورها الإنساني الواضح والملتزم في خدمة البشرية وفي المشاركة الإبداعية الأصيلة في فعل وحركة الحضارة الإنسانية».
وزيرا الإعلام والثقافة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي لإحياء مئوية المفكر الكبير علي أحمد باكثير
وقال : « لا بد لنا من أن نلتفت بكل الحب وبإملاء الواجب والامتنان الصادق والوفاء المستحق إلى هذه المبادرة الجليلة والحكيمة والرائعة لإقامة هذا المؤتمر الدولي حول الشاعر المجدد والمتفرد والروائي الحكيم والملهم والمسرحي المتصدر والنابغ والكاتب الكبير الملتزم الراحل العظيم علي أحمد باكثير». وأضاف : « كما نشكر للجميع هذا المسعى القومي والإسلامي والإنساني الحميد ونقول لهم بكل الصدق وبقوة كلمة الحق (السابقون.. السابقون) فلكم الفضل كله، وأنتم أحق باحتكار الشكر ليكون خاصاً بكم لمكارم أخلاقكم ولسبقكم في هذا الميدان الواسع للوفاء، والتعبير عن الامتنان والاعتزاز تجاه أغلى الرموز الثقافية في حياة الأمة علي أحمد باكثير».. مؤكدا ضرورة أن تكون هذه الذكرى المئوية غنية بالذكريات بل وبالكثير والدقيق والمتميز مما يجب أن يقال ويكتب في مثل هذا الحال. وأشار إلى أن المبدع باكثير لم يكن فرداً وأنموذجا إنسانياً عادياً، وإنما كان مثالاً حياً لقيم الأمة ومنارة مضيئة لخيالها الخلاّق .. ولإشراق فكر وشعر اللغة الغنية بحيويتها الأزلية وتجدد عطاء أدب وبلاغة أمة بارعة تحدّاها الله سبحانه بمعجزة القرآن الذي أخذ بنياته ومعماره من مفردات ذات اللغة التي أحبها وأخلص لها الراحل العظيم واستطاع أن يجعل من إبداعه على تنوعه هبةً ساميةً لشعبه وأمته وللإنسانية كنبراس تنوير شامل على كل الحقول الثقافية والاجتماعية والسياسية والفكرية. وقال وزير الإعلام :«كان باكثير شعباً في فرد عصامي وأمة في عبقري مبدع، وتاريخاً جديداً مشرقاً في حياة إنسان فاضت بالإبداعات الأدبية والثقافية والفكرية الجديدة والمبتكرة إذ يكفيه لو قيل فيه أنه استحوذ على صفة الرائد الأول للقصيدة العربية الحُرّة والمبشر الحكيم بالشعر الحديث وكما أنه واحد من مؤسسي المسرح العربي الحديث في القرن العشرين وروائي بكل ما تعنيه الكلمة وإن كان مبدعاً ملتزماً بأصدق وأوفى ما يدل عليه الالتزام». وأشار إلى أن المبدع باكثير شاء أن يعيش متميزا من بواكير حياته الإبداعية في كل عطائه الوطني والقومي والإنساني، وفي التعبير عن صورة وحقيقة عقيدته الدينية الوسطية المتسامحة، وروحه المجاهدة الأبية ضد كل صنوف الظلم والجبروت والعبودية والطغيان وكل أشكال الاستبداد والاستعمار دون مهادنة دون هوادة، ولينتصر للإنسان وللقيم والصفات النبيلة للإنسان وليكون متصدراً وفي الطليعة الفكرية والأدبية في كتاباته في كل هذه الجبهات النضالية. ومضى قائلا :«ولكننا هنا وقبل الاستمرار في تمثل المحتفى به في قراءة مسيرته، واستذكار مآثره وإنتاجه والشهادة الموضوعية والعلمية التي حاز عليها حين حظي بكل التقدير والعرفان من القيادات السياسية العليا في الوطن العربي ووطنه اليمن وكل الشواهد الأخرى الباقية في المآثر العظيمة التي صنعها لتبقى بصمات أبدية خالدة في حياة شعبه وأمته وفي السفر الإنساني الواسع العظيم الذي سيبقى مخضل الثمار مشرق الأنوار، فإننا نؤكد أن أبناء اليمن ينغمسون في ذات التفكير وينشغلون بهموم وواجبات الوفاء تجاه هذه المناسبة المئوية الغالية». ولفت إلى أن وزارتي الثقافة والإعلام والمؤسسات الثقافية والإعلامية في اليمن سبق وأن ناقشت كيفية الاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبة التاريخية الغالية والتعامل الراقي والخلاّق مع دلالتها الوطنية والقومية بصورة عامة والإبداعية بصورة خاصة. وأشار إلى أن شهر ديسمبر القادم سيكون الوعاء الزمني الحاضن للعديد من الأنشطة الثقافية المهمة المرتبطة بذات وجوهر هذه المناسبة بداية من إعادة نشر مؤلفاته وإعادة أنتاج أعماله المسرحية، وإعادة البث لأعماله السينمائية والمسرحية في كافة الوسائل الإعلامية، وقبل ذلك السهر لتطوير مطبعة مؤسسة باكثير العامة للصحافة والطباعة والنشر الذي أصدر فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القرار الجمهوري الخاص بإنشاء هذه المؤسسة الإعلامية الثقافية في الأسبوع الماضي تطويراً مهماً لما كان يسمى دار باكثير التي تم إنشاؤها عقب قيام دولة الوحدة كمنارة إشعاع ثقافية وإعلامية جديدة حيث تصدر عنها صحيفة يومية يرتبط اسمها بيوم التحرير وعيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر. وبين أن الإعداد والتحضير متواصل حاليا لتنظيم عدد من الندوات المتخصصة حول أعمال الراحل العظيم بهدف الاستيعاب الموضوعي المثمر والشامل لكافة جوانب حياة الراحل العظيم، وتناول أعماله وإبداعاته مع التركيز على الجوانب التي تميز بها وكان فرداً لامعاً فيها مع تعدد الموضوعات وشمولها لكافة جوانب الإبداع والإنتاج والعمل. وقال الوزير اللوزي: « ومع الإيمان بثراء كل الجوانب التي أشرنا إليها في حياة المحتفى به، وقدرتنا على الإنجاز والوفاء فإننا نضع هذا الأمر بين يديكم بهدف الاستفادة منكم ومن كافة أعمال هذا المؤتمر بهدف البلوغ وجوباً لكل ما تتطلبه المناسبة في وطن الراحل العظيم». وأردف قائلا : «سنظل حتى مناسبة الذكرى نشحذ أذهاننا ونعصر تفكيرنا حول ما يمكن أن يتم بإذن الله تعالى». وخاطب المنظمين للمؤتمر قائلا :«ومع ذلك فقد كنتم الأحق منا بامتلاك فضائل السبق واستحقاق كل معاني ومشاعر وعبارات الشكر والامتنان لإقامتكم هذا المؤتمر الدولي الذي تعجز الكلمات المعدودات إن تعطيه حقه من التقدير والتبجيل»..مؤكدا الاهتمام بالتفاعل والتعامل مع كل ما سوف يصدر عن هذا المؤتمر الدولي ويحتويه من أعمال ونشاط فكري وأدبي وسياسي وما سوف يقدم فيه من أوراق عمل ومشاركات متميزة للمشاركين في المؤتمر . وأعتبر الحضور والمشاركة النوعية للمشاركين في المؤتمر بأنه يقدم صورة بهية للوفاء القيمي والحضاري العربي والإسلامي والإنساني تجاه هذه الشخصية التي يصعب اختزال الصفات والنعوت الصادقة والرائعة التي استحقها في عدد من الكلمات. وقال :« الشخصية بحد ذاتها أغنى ما تكون وأبين من الأنوار الساطعة في تاريخ امتنا المعاصر وليس في تاريخ اليمن أو مصر وغيرهما فحسب برغم أنه لولا مصر وأحضان مصر العروبة ومصر الحرية والمعرفة ومصر الثقافة العربية والإسلامية الأصيلة ما كان ليكتمل ذلكم التشكل البديع في شخصية علي أحمد باكثير وفي قوة وعظمة عطائه الفكري والأدبي الذي انطلق وتوالى عطاؤه واندفاعه كفيض عظيم مما نهل منه وليأتي به وبما تفجر في ينابيع ذاته وملكاته وخياله وصميم قدراته وأصالة فطرته ليأتي بالأروع وبالمتميز والمتقدم الأمر الذي يجعل لمصر الحبيبة كنانة العرب الفضل الأوفر والأعظم».. مشيرا إلى أن هذا البلد المعطاء يجد فيه الإنسان العربي مساحة تتسع له في قلب كل مصري ومطرحاً في كل بيت في رحابها الحانية لأنه من الأهل والأحبة ولأنها رباط الوفاء والأخوة الصادقة والكرم العظيم والنخوة التي لا تمس ومعين العطاء الذي لا ينضب. وأختتم وزير الإعلام كلمته قائلا :« لا يكفي الشهادة هنا بان القيم العظيمة الوطنية والعربية والإنسانية التي جاهد من أجلها الراحل العظيم صارت اليوم معاشة في وطنه اليمن وصار لليمن الديمقراطي الموحد مكانه مرموقة لدى كل دول العالم لأسباب جوهرية أهمها لأنها صارت تقف في مقدمة الدول الديمقراطية الناشئة وتقدم صورة واضحة للالتزام بقيم الحرية واحترام حقوق الإنسان ، بعد أن حققت وحدتها المباركة وحصنتها بالالتزام بالنهج الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية كما حلم وتطلع علي أحمد باكثير وهي اليوم تقدم أنموذجا قادراً على مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة واستطاعت أن تصمد أمام العديد من مخططات التآمر وأعمال التخريب والإرهاب دون أن يجعلها ذلك تتوقف أو تحيد عن الالتزام بقيم العصر وبالديمقراطية كمنهج حكم وتغيير في الحياة وبالتنمية وبالحوار الوطني الشامل والمشاركة السياسية كسبيل لتكريس التعددية الحزبية والسياسية في بناء حياة جديدة طالما بشر بها الراحل العظيم واستمات إلى آخر لحظة في حياته العامرة بالعطاء في الدعوة للوحدة العربية كسبيل لخلاصها ولامتلاك القوة والعزة والمنعة». فيما تحدث وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي بكلمة شكر في مستهلها كل من أسهم في تنظيم هذا المؤتمر الإحتفائي بمئوية ميلاد علم وقامة فكرية عربية وإسلامية سامقة .. مبينا أن باكثير أحب مصر،واختارها وطنا له، واحتضنته مصر بكل حب، ليغرس في أرضها نخلة عالية من حضرموت اليمن تطل على النيل. وقال:« استطاع باكثير أن يشق طريقا لإبداعه وسط جيل من الرواد الكبار، دون إحساس بالغربة، ودون قلق من المنافسة الشريفة، ووجد باكثير في مصر مكانا للحرية وللكتابة والعلم. وأضاف:« إن علاقة باكثير بالمكان كانت كثيرة التبدل والتحول، وقبل أن يستقر به المقام في مصر ولد في إندونيسيا، وعاد في أول شبابه إلى حضرموت، واصطدم هناك بعادات وتقاليد بالية، وحاول الثورة عليها، لكنه لم ينجح، ولم يستقر به الحال في مدينة عدن، حيث كان الاستعمار البريطاني يشوه وجه المدينة». وأردف الوزير المفلحي قائلا :« إن باكثير بعد ذلك انضم إلى المتنورين من أهل عدن للمشاركة في النضال ضد المستعمر البريطاني، ومشاركته الأحرار اليمنيين في ثورتهم على الإمامة،وتنقل بين اليمن والحبشة والحجاز،ليستقر أخيرا في مصر، حيث عاش ودرس وأبدع، وأصبح اسمه يتألق بجانب أكبر أدبائها، توفيق الحكيم، ومحمد عبد الحليم عبد الله،وغيرهم». وتطرق إلى معاناة الأديب الكبير على أحمد باكثير بسبب مواقفه الفكرية الصريحة والواضحة..مبينا أن باكثير كان يدرك يقيناً بأن ما يحدث ويلاقيه هو نتيجة اختلاف في الإيديولوجيات التي لا تقبل بالآخر وتضيق بمحاورته بل أنها تلجأ إلى منع أعماله من الظهور في المسرح والتلفزيون والصحافة، وكان واثقاً أن مصر التي يعرفها لا يضيق صدرها عن كتاباته وفنه . وأشار الوزير المفلحي إلى ما توليه وزارة الثقافة في إطار احتفائها بتريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م، من اهتمام خاص بالأديب الكبير باكثير حيث تعتزم افتتاح بيت باكثير في مدينة سيئون كمتحف باسمه يضم فيه كل ما يتعلق بباكثير من أدب مطبوع ومسموع ومرئي ، وكل ما يتصل بحياته الشخصية، فضلاً عن طباعة أعماله الكاملة بالإضافة إلى تقديم مسرحياته ورواياته في عروض مسرحية وتلفزيونية . واختتم وزير الثقافة كلمته قائلا :«ها نحن اليوم نحتفي به، ونكرمه، بمبادرة كريمة من اتحاد الأدباء والكتاب العرب، وبمبادرة من رابطة الأدب الإسلامي العالمية, وهو يستحق هذا التكريم والاحتفاء نظير نتاجاته الإبداعية الزاخرة».. مجددا الشكر والتقدير لكل من أسهم في تنظيم هذا المؤتمر. فيما أوضح أمين عام إتحاد الأدباء والكتاب العرب - رئيس المؤتمر محمد سلماوي أن تنظيم هذا المؤتمر واختيار باكثير شخصية هذا الاحتفال يرجع إلى ما تمثله هذه القامة الأدبية البارزة من تجسيد للفكر القومي العربي، والمكانة المتميزة التي يتبوؤها في الساحة العربية و الإسلامية وتزامن المؤتمر مع المئوية الأولى لميلاده. وقال سلماوي:«إن باكثير جسد بمروره على جميع الدول العربية بين مقيم وزائر، الروح العربية ذاتها، وكان باحثا عن الأصالة داعيا لأن يكون الأديب عربيا في كل شيء من خلال «انتمائه، اعتزازه بوطنه وأمته، إيمانه بالحضارة العربية». بدوره أشار رئيس رابطة الأدب الإسلامي الدكتور عبد القدوس أبو صالح إلى أن مشاركة هذه النخبة من المثقفين والمفكرين والأدباء في العالم العربي والإسلامي ردا لاعتبار هذه القامة الأدبية وإسهاما منهم في تجلية مكانته الأدبية.. متسائلا «ربما كان فيكم من لا يعرف من هو باكثير،لأن أعداء باكثير مدّوا عليه سجف التعتيم في غفلة من الزمان». وقال :إن مؤتمر باكثير جاء لرد الاعتبار للأديب الكبير على أحمد باكثير، وإحلاله المنزلة الأدبية التي يستحقها، وموقعه المرموق في مصاف كبار الأدباء، قريبا من توفيق الحكيم في المسرح، وندا لنجيب محفوظ في الرواية، وشاعرا عربيا يجري في مضمار الشعر مع جيل الشعراء الذين خلفوا أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران. وبين أن حياة باكثير بدأت بمولده في إندونيسيا من أب عربي وأم إندونيسية، وتنقله ما بين إندونيسيا وحضرموت اليمن والسعودية، واستمد من مكة المكرمة ومن المدينة المنورة ذخيرة من المشاعر والرؤى الإسلامية، ثم يمّم وجهه إلى مصر كنانة الله في الأرض كما وصفها رسولنا الكريم.. ليكون سهما ماضيا في هذه الكنانة، يذود عن العروبة والإسلام،ويجلّي في أرض الكنانة عطاءه وإبداعه الذي يمكن أن يختصر في عبارة واحدة اقتبسها باكثير من قولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله). وذكر بشهادة الناقد الكبير محمد مندور الذي قال عن باكثير( إنه إذن مسلم عربي قبل كل شيء..وقد ظل في جوهره أديبا إسلاميا عربيا، وظل محور تفكير باكثير إسلاميا عربيا وفلسفة حياته إسلامية عربية). ولفت إلى أن موقف باكثير الأصيل وتمسكه بالعروبة والإسلام، ووقوفه في وجه الاستسلام للغزو الثقافي، وتقليد حضارة الغرب في كل ما يستحب منها وما يستنكره حتى نكون كالغربيين في حضارتهم، هو ما جعل المناوئين له ولفلسفة حياته الإسلامية العربية يتألبون ضده، ويحكمون حصاره، ويصادرون مكانته وعمله، ويضعون العقبات في نشر كتبه وتمثيل مسرحياته. وقال «إذا كان الكاتب الفرنسي العظيم «مونتسكيو» عمد في نشر آرائه إلى الرمز في الرسائل الفارسية، وإذا كان أبو حيان التوحيدي قد انتقم لنفسه في كتابه مثالب الوزيرين، فما أعظم انتقام باكثير من مناوئيه حين أبدع روايته «الثائر الأحمر» وهي الرواية العظيمة التي انتزعها من قلب التراث العربي فأدارها حول حركة القرامطة الذين حققوا ما لم تصل إليه الشيوعية المعاصرة في أوج ازدهارها». ونوه رئيس رابطه الأدب الإسلامي بمواقف باكثير المناصرة للقضية الفلسطينية. وقال :« لقد جرت منه مجرى الدماء في عروقه،حتى انه كان ينشر عنها مسرحية قصيرة في كل أسبوع،وبلغ بعضها 50 مسرحية قصيرة، وخمس مسرحيات مطولة عن قضية فلسطين.. فضلاً عن تمكنه من معارضة شكسبير في مسرحيته «تاجر البندقية»، إذ أصدر مسرحية «شيلوك الجديد» سنة 1944 متنبئَا ومنذرَا بقيام دولة إسرائيل قبل قيامها. واستعرض بعضا من أعمال باكثير ومسرحياته ورواياته وأشعاره وأعماله الإبداعية التي تناولت معظم البلاد العربية والإسلامية ومنها عن حضرموت مسرحية «همام في بلاد الأحقاف»ومسرحية«عاشق من حضرموت» وعن السعودية مسرحية« الوطن الكبير»، ومسرحيات كثيرة في مصر وعن مصر، منها عن الاحتلال البريطاني لمصر، إحداهما بعنوان« مسمار جحا» وأخرى« إمبراطورية في المزاد»، وعن إندونيسيا مسقط رأسه مسرحية «عودة الفردوس» . وأكد رئيس الرابطة أن مؤتمر باكثير ومكانته الأدبية جاء لرد الاعتبار للأديب الكبير علي أحمد باكثير، وإحلاله المنزلة الأدبية التي يستحقها، وموقعه المرموق في مصاف كبار الأدباء، قريبا من توفيق الحكيم في المسرح، وندا لنجيب محفوظ في الرواية، وشاعرا عربيا يجري في مضمار الشعر مع جيل الشعراء الذين خلفوا أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران. وقال « لقد عملنا على إعداد هذا المؤتمر بما يزيد على السنة،وتلقينا أكثر من(60)بحثا تقدم بها نقاد متمرسون وأساتذة جامعيون وأدباء مبدعون». من جهته أشار مقرر المؤتمر الدكتور محمد أبو بكر حميد إلى مكانة باكثير الأدبية وأوضح كيف تمنى أن يموت في مصر، وهي اليوم تضم رفاته، وتتذكره بعد 40 عاما وتعيده إلى الأذهان من جديد، وذكر أنه أعد كتابا حول باكثير سيصدر خلال المؤتمر ويضم كل شيء عنه. أمين اللجنة التحضيرية رئيس جمعية الأدب الإسلامي بالقاهرة عبد المنعم يونس أكد من جانبه أن باكثير لم يكن مسرحيا فحسب ولا قاصا فقط، ولا شاعرا، بل انه جمع بين الثلاثة، واتجه من اليمن إلى الجزيرة العربية ومن بعدها إلى مصر ليكون قريبا من النهضة الثقافية واللغوية، التي كان يسمع عنها حتى أنس بروادها وأصبح واحدا منهم. فيما أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب بسورية حسين جمعة في كلمة الوفود العربية المشاركة أهمية المؤتمر الذي يحتفي خلاله الكتاب العرب برائد من رواد الحركة الأدبية الذي كان واحدا من المؤمنين بالثقافة العربية، وقدرتها على تجاوز أزماتها.وقال :«إن علي أحمد باكثير كان أول من استنبط الشعر المرسل، لتأتي ريادته للشعر الحر قبل أن تخرج نازك الملائكة بذلك في قصيدتها الكوليرا أو غيره ممن كانت على أيديهم الريادة في الشعر الحر». وفي شهادة له عن باكثير قال الشاعر الكبير فاروق شوشة اليوم يرد الاعتبار لعلي أحمد باكثير بعد أن أسدل عليه الستار منذ رحيله منذ 41 عاما, فقد ظلم باكثير حيا ثم استمر الظلم له ميتا . وقال شوشة :«يجيء هذا الملتقى ليعيد هذه القامة إلى الذاكرة وإلى الذين سيقرؤون ابتداء من اليوم،لذا فهي فرصة لأن يشكر الإتحاد ووزارة الثقافة في مصر من خلال المجلس الأعلى للثقافة الذي جعل باكثير منشورا أو مطبوعا». واستطرد قائلا :«لقد عرفت باكثير عام 1964، وكنت مشغولا في تحقيق حول دور باكثير، وفي المراجع رأيت باكثير يذكر كثيرا، وظللت أسأل نفسي ما الدور الذي قام به باكثير في تجديد الشعر العربي، وقد وجدت قصائده في سياق الشعر كله، ولا تعكس معنى تجديده إلى أن دلني هو بنفسه على مسرحيته الشعرية الوحيدة «إخناتون ونفرتيتي» ، مؤكدا أن الشعر الذي دعا إليه يصلح للدراما الشعرية. وقال الشاعر الكبير فاروق شوشة« هنا رأيت أول محاولة فعلية عربية لتجديد الشعر، بكتابة الشعر الدرامي المرسل، وهو وجه طغى عليه كثيرا وجه باكثير المسرحي والروائي». وتحدث شوشة عن طريقة جلسة باكثير على الكرسي قائلا :«ما رأيته يجلس على كرسي كما يجلس الناس قط، لكنه كان دوما يجلس على طرف الكرسي، وكأنه يترك مساحة لمن يجلس جواره، ولما سألته قال «هذا يساوي حظي من الحياة...شريط من كرسي و شريط من ذاكرة الناس». وفي نهاية جلسة الافتتاح كرم وزير الثقافة المصري رجل الأعمال عبدالله بقشان، المشرف على مشروع تحويل بيت باكثير في حضرموت إلى متحف يضم كافة مقتنياته بمنحه درعاً وآخر للباحث الدكتور محمد أبو بكر حميد الذي أعطى من عمره ووقته الكثير ليجمع تراث علي أحمد باكثير، فيما كرم أمين عام إتحاد الأدباء والكتاب العرب , أمير جودة السحار صاحب مطبعة ومكتبة مصر التي نشرت أعمال على أحمد باكثير ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم . وجرى عقب الجلسة الافتتاحية افتتاح ركن باكثير الذي تم إعداده في مبنى اتحاد الأدباء، ويضم مجموعة متحفية من الوثائق الخطية غير المنشورة لباكثير، جنبا إلى جنب مع مجموعات توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويحيى حقي وعبدالرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس ويوسف السباعي وسعد الدين وهبة.هذا ويناقش المؤتمر 60بحثا علمياً لنقاد ومبدعين مصريين ويمنيين وعرب، تتناول جوانب الإبداع الأدبي المتنوع لدى باكثير، في القصة والرواية والمسرحية والشعر حيث يعد رائدا لمدرسة الشعر الحر. وتتوزع تلك الأوراق البحثية والدراسات العلمية على ثمان جلسات بحثية ونقدية تقدم في الجلسة الأولى(4 أبحاث)الأولى للدكتور أحمد درويش بعنوان (تقاطعات الإبداع المسرحي والتأويل التاريخي- قراءة في مسرحية دار ابن لقمان)،وبحث للدكتور حامد أبو أحمد حول (تطويع الأسطورة الأجنبية للفكرة الإسلامية في مسرح باكثير)،والثالثة للدكتور محمد حسن عبد الله عن (استلهام الكتب المقدسة في مسرح با كثير)وأخرى لمحمد جبريل (المرأة في أعمال علي أحمد باكثير).وتتناول الجلسة الثانية(4 أبحاث)للدكتور سعد أبو الرضا(ملامح الاتجاه الإسلامي عند باكثير) والدكتور أحمد السعدني (الفكر الإسلامي والأيديولوجيا العربية في الأدب التمثيلي السياسي عند باكثير) والدكتور عبد الحميد ألحسامي(جماليات البناء الفني في مسرحيات با كثير السياسية القصيرة) والدكتور مصطفى الضبع (مسرح باكثير- دراسة سيمولوجية).وتتضمن الجلسة الثالثة والرابعة ثمانية أبحاث أخرى هي(مسرح با كثير بين التسجيلية ودراما الأوتشرك) للدكتور أبو الحسن سلام، (التراث في أدب باكثير المسرحي)للدكتور عزة منير، (الحضارة المصرية القديمة في مسرح با كثير) للدكتور صوفيا عباس،(ملحمة عمر الإسلامية الكبرى) للدكتور محجوب برير محمد نور،(الشخصية اليهودية في أدب باكثير- رؤية تحليلية تداولية للدكتور إدريس مقبول،(مسرح باكثير وقضايا الجهاد الليببي ضد المستعمر في مسرح باكثير)للدكتور الطيب علي الشريف، (بلاد الشام والرافدين في مسرح باكثير- مقاربات فنية دلالية) للدكتور عمر عبد العزيز،(البدايات والنهايات في روايات باكثير التاريخية) للدكتور عبد الحكيم محمد صالح باقيس. وتقدم الجلسة الخامسة في اليوم الثالث من المؤتمر أربعة أبحاث«علي أحمد باكثير في رواياته التاريخية» للدكتور منصور الحازمي، و«الرؤية الإسلامية وأثرها في التشكيل الجمالي في أعمال باكثير السردية» للدكتور محمد صالح الشنطي،» مقومات الإبداع في روايات باكثير الروائية» للدكتور محمد جكيب، «التوظيف الفكري والفني للشخصية الثانوية في روايات باكثير التاريخية» للدكتور محمد أبو ملحة. في حين ستناقش الجلسة البحثية السادسة (4 أبحاث) أخرى لأحمد رشاد حسنين «باكثير وريادة التصور الإسلامي في الرواية التاريخية- وا إسلام نموذجا» ود. طه حسين الحضرمي (مقومات التواصل مع الآخر في رواية سيرة شجاع - دراسة البنية والدلالة ) د. يوسف نوفل (مصر في شعر ووجدان باكثير وفكره) د. حسن الأمراني (علي أحمد باكثير شاعرا مجددا).إضافة إلى جلستين بحثيثين سابعة وثامنة تتناول الأولى(4 أبحاث )، الدكتور وليد قصاب (الظواهر العروضية في شعر باكثير )، د. عبد الحكيم الزبيدي (علي أحمد باكثير وريادة الشعر الحر)عبد المطلب جبر(الوعي النقدي وحدود التجديد في شعر باكثير) الدكتور بن عيسى بويوزان (أناشيد باكثير - دراسة دلالية وفنية وإيقاعية) و4 أبحاث أخرى للدكتور عبد القادر باعيسى (مظاهر لغة باكثير الشعرية في المرحلة اليمنية - دراسة فنية بيانية) والدكتور عبد لله المعيقل (المرحلة السعودية في شعر باكثير)، والدكتور إنصاف علي بخاري (ظاهرتا الحب والحزن في شعر باكثير). والدكتور عيسى إلبي أبو بكر (القضايا الإنسانية في شعر باكثير - دراسة فنية بيانية).ومن المقرر أن يختتم المؤتمر في يومه الرابع مساء غد الجمعة بعقد الجلسة الختامية التي سيرأسها الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ويتم خلالها إعلان البيان الختامي، إضافة إلى التوصيات ويعقبها عقد مؤتمر صحفي يشترك فيه كل من الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ومقرر المؤتمر ثم يليها أمسية شعرية ستتضمن إلقاء قصائد مختارة من شعر باكثير.سيرة ذاتية لـلمحتفى به :هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد في 15 من ذي الحجة سنة 1328هـ الموافق 21 من ديسمبر1910م، في مدينة سوروبايا بأندنوسيا لأبوين عربيين من محافظة حضرموت اليمنية.. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 من رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م، وهناك تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير. ظهرت مواهب باكثير مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدارتها وهو دون العشرين من عمره، كما تزوج باكثير مبكراً ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في السعودية، وفي السعودية نظم مطولته (نظام البردة)كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو(همام أو في بلاد الأحقاف)وطبعهما في مصر أول قدومه إليها. وصل باكثير إلى مصرسنة1352هـ،الموافق 1934م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الانجليزية عام 1939م، وقد ترجم عام 1963م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين-أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي)بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي، والتحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م، وسافر إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة. واشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة.وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته.تزوج باكثير في مصر عام 1943م من سيدة مصرية لها ابنة من زوج سابق، وقد تربت الابنة في كنف باكثير الذي لم يرزق بأطفال.وحصل باكثير على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22 أغسطس 1951م، وحصل على منحة تفرغ لمدة عامين (1963-1961) حيث أنجز الملحمة الإسلامية الكبرى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في 19 جزءاً، وتعد ثاني أطول عمل مسرحي عالمياً،وكان باكثير أول أديب يمنح هذا التفرغ في مصر، كما حصل على منحة تفرغ أخرى أنجز خلالها ثلاثية مسرحية عن غزو نابليون لمصر(الدودة والثعبان - أحلام نابليون - مأساة زينب) طبعت الأولى في حياته والأخريين بعد وفاته.كان باكثير يجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والملاوية بالإضافة إلى لغته الأم العربية، وتنوع إنتاج باكثير الأدبي بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية،ومن أشهر أعماله الروائية (وا إسلاماه) و(الثائر الأحمر)ومن أشهر أعماله المسرحية(سر الحاكم بأمر الله) و(سر شهر زاد) التي ترجمت إلى الفرنسية و(مأساة أوديب) التي ترجمت إلى الإنجليزية، كما كتب باكثير العديد من المسرحيات السياسية والتاريخية ذات الفصل الواحد وكان ينشرها في الصحف والمجلات السائدة آنذاك، وقد أصدر منها في حياته ثلاث مجموعات وما زالت البقية لم تنشر في كتاب حتى الآن.شعره :أما شعره فلم ينشر باكثير أي ديوان في حياته وتوفي وشعره إما مخطوط وإما متناثر في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها، وقد أصدر الدكتور محمد أبوبكر حميد عام1987 ديوان باكثير الأول (أزهار الربى في أشعار الصبا) ويحوي القصائد التي نظمها باكثير في حضرموت قبل رحيله عنها.زار باكثير العديد من الدول مثل فرنسا وبريطانيا والإتحاد السوفيتي ورومانيا، بالإضافة إلى العديد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان والكويت التي طبع فيها ملحمة عمر.كما زار تركيا حيث كان ينوي كتابة ملحمة مسرحية عن فتح القسطنطينية ولكن المنية عاجلته قبل أن يشرع في كتابتها، وفي محرم من عام 1388هـ الموافق أبريل 1968م زار باكثير حضرموت قبل عام من وفاته.توفي باكثير في مصر في غرة رمضان عام 1389هـ الموافق 10 نوفمبر 1969م، ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية.رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة على ما قدم.