ترسخت في ظل الوحدة والديمقراطية مداميك الهوية الوطنية وثقافتها الأصلية بأتساع درجات الوعي بالدلالات الهامة لمفهوم الهوية الوطنية القائمة على الارتباط الوجداني والقيمي للإنسان بوطنه.وهذه الحقيقة تدلنا وبما لا يدع مجالاً للشك على العمق والبعد الحضاري للمجتمع اليمني الذي يعتز بهويته الوطنية وهي خاصية شكلت له صمام الأمان في كل المراحل التاريخية ومنها تلك الفترات الصعبة التي مر بها الشعب وتمكن من تجاوزها بدءاً بتحرره من مآسي الإمامة والاستعمار وموروثات التشطير والتجزئة والتخلص منها دون رجعة وباستشراف هذه الوقائع والشواهد يغدو من الواضح أن منجزي الوحدة والديمقراطية قد أسهما في إبراز أهم مقومات ومفردات الهوية الوطنية المتأصلة في وجدان المجتمع اليمني بجوهرها النقي الذي يؤكد على أن الوحدة بالنسبة لهذا الشعب تمثل العقد الاجتماعي والثابت الوطني اليمني وأن الديمقراطية والتعددية السياسية التي أقترن إعلانها بتحقيق وإعادة وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م كانت بالنسبة لنا في اليمن الخيار الاستراتيجي لإحلال مبدأ التداول السلمي للسلطة وتعزيز الشراكة وخلق التوازن وتكريس روح الحوار والانفتاح على الآخر بما يخدم توجهات الاستقرار وأهداف البناء والتنمية والتعاون الإيجابي بين السلطة والمعارضة من إنجاز تلك الرؤى بمسؤولية عالية تكون فيها الغلبة للوطن ومصالحه العليا على أية مصالح حزبية أو ذاتية، وإذا ما سلمنا بأن الثوابت الوطنية ذات صلة وثيقة بالهوية التي نستمد منها وجودنا المصيري فإن ذلك يدعونا جميعاً أن نكون يداً واحدة في التصدي لأي تطاول على الثوابت سواء جاء من فرد أو أشخاص مأجورين رغم إدراكنا أن تلك الفقاعات التي يحدثها مرضى النفوس لن تؤثر في شيء ما وهي أعجز من أن تنال من الثوابت الوطنية أو تقوى على المساس بها لأنها أبعد على أولئك المأجورين والموتورين من عين الشمس، ومع ذلك من غير الجائز إلى والمقبول أن تؤدي بنا التقاطعات والتباينات الحزبية التزام الصمت عما يجري حالياً من تخريب وتدمير تقوم به عناصر خارجة على القانون في بعض مدن الجنوب أو على أية تصرفات تحاول التطاول على ثوابتنا الوطنية فمن لا غيرة لديه على ثوابته يصبح إنساناً بلا روح فقد أهم صفات النخوة والرؤية الصائبة ومعاني الخير والحق وفي جميع الأحوال فإن هناك حاجة ماسة لان تعي الأحزاب بأن حماية الثوابت والهوية الوطنية أمر يرتبط بالدفاع عن مشروعية بقائها وأن اللجوء إلى الصمت والمواقف المتخاذلة أمام التطاول على تلك الثوابت سيرتد بالضرر عليها قبل غيرها..كما أن مصلحة هذه الأحزاب أن تغير تلك المواقف السلبية التي تظهرها وكأنها ليست معنية بالتصدي لأية سلوكيات مسكونة بنزعات الغل والحقد على هذا الوطن وثوابته ومصالحه، كون هذه المواقف تظهر أن أولويات عملها السياسي لا يستند إلى منطلقات راسخة، وأنها قد تخلت عن كل شيء مقابل التركيز على أساليب المماحكة والمكايدة والجدل مع الطرف الآخر، افتعال الأزمات والتمرد على المبادئ وقيم الحوار وآداب الاختلاف البناء الذي يصب في خدمة الوطن ورفعته وأزدهاره وحفظ الله اليمن قيادة وحكومة وشعباً من كل مكروه وشر وأفشل كل مخططات التأمر والنيل منها وأسبغ عليها بنعم الأمن والاستقرار والتقدم في ظل القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الأخ/علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - حفظه الله...
الغارقون في الوحل والمصير المحتوم
أخبار متعلقة