حملة (التحصين نحو التخلص من الكزاز).. انتصار للصحة
وزير الصحة أثناء حملة التحصين ضد الكزاز
الكزاز مرض من أصل جرثومي (بكتيري) عاصرته الأجيال منذ القدم ولا يزال خطره ماثلاً حتى زماننا . وهو شرس وقاتل، ينتشر في كثير من بلدان العالم الثالث والبلدان النامية وفي بلادنا أيضاً.ويعيش في أمعاء الحيوانات دون أن يسبب المرض والاعتلال لها على الإطلاق، ومع الفضلات والروث ينتشر ليعلق بكل شيء يتلوث بهذه المخلفات.ليس من متضررٍ من سائر الكائنات بهذا المرض عدا الإنسان، ويظهر لديه المرض وصولاً إلى المضاعفات بعد إصابته بجرحٍ غائر من اداة ملوثة (مسمار- قطعة حديد أو زجاج - شوكة) ولم يتداو أو يعتني بجرحه ودون تلقيه الحقنة المضادة للكزاز(التيتانوس). كذلك الأمر لدى تلوث الجرح بأيٍِ من المواد غير النظيفة التي تنتشر فيها جراثيم الكزاز، ولا يُشترط وضوح تلوث الأشياء أو المواد أو الأدوات بجراثيم المرض، لأنها لا تُرى بالعين المجردة. إن جراثيم الكزاز قادرة على البقاء حية لمدةٍ طويلة في الظروف القاسية، مثل ( ارتفاع درجة الحرارة- البرودة - الجفاف) مهما ساءت وتردت الأحوال الجوية. وهذا يعني أن جراثيم الكزاز موجودة في البيئة من حولنا..في كل مكان ؛ ومن هنا تأتي خطورتها لأن بإمكانها تلويث جميع أنواع الجروح. لذلك تقام دائماً حملات وأنشطة تحصين في المرافق الصحية للتخلص من هذا المرض.ولو تكلمنا عن الإجراءات اللازمة لمواجهة الكزاز الوليدي، فثمة الكثير مما يجب الحرص عليه سواءً من قبل القابلات (المولدات) أو من القائمين على رعاية الحوامل، وهي: أولاً: الولادة النظيفة: عبر قطع الحبل السري بأداة نظيفة ومعقمة مثل موس الحلاقة الجديد الذي يستخدم- عادة- لقطع الحبل السري، ولا بد - أيضاً- أن يكون الخيط الذي يستخدم لربطه نظيفاً ومعقماً وذلك بغليه بالماء مدة (30 دقيقة) على الأقل.ويُمنع هنا وضع أية مادة، كالتراب أو الكحل أو السمن أو أي مواد أخرى ملوثة، على سرة الوليد بعد الولادة مباشرة، لأنها قد تحتوي على ميكروب الكزاز.ثانياً : لحماية الأم من الكزاز مدى الحياة، ولحماية وليدها في الشهرين الأولين من عمره، يجب تحصين الفتيات والنساء من سن (15 - 45 عاماً) بخمس جرعات كفيلة بحماية طويلة الأجل لهن من الكزاز الوليدي وحماية مواليدهن لشهرين كاملين من ولادتهم .
إحدى الإمهات تتلقى التطعيم
[c1]أعراض المرض[/c]في معظم حالات إصابة المواليد لا تظهر الأعراض المرضية عقب تلقيه العدوى مباشرة، بل بعد الولادة بثلاثة أيام وحتى ثمانية أيام.. حينها تلاحظ الأم أن وليدها بعد أن كان بصحة جيدة تبدو عليه تصلبات وتشنجات في عضلات الفم والرقبة والجسم. كما ترتفع درجة حرارة جسمه وتحدث له نوبات من التشنج والاهتزاز ويزداد خفقان قلبه، ويضعف تنفسه، ويعجز عن الرضاعة والبكاء، ثم يتوفى. [c1]جرعات التحصين[/c]يولد الأطفال محميين من الكزاز إذا كانت أمهاتهم - أساساً - حصلن على وقاية وحماية منه اكتسبنها من خلال تلقيهن جرعات لقاح الكزاز. إذ أنه معطل لجراثيم المرض، سليم وفعال، ويؤدي إلى حماية تعتمد على عدد الجرعات. فإذا تلقت الفتيات والنساء من عمر(15 - 45 عاماً) خمس جرعات منه، فمعنى هذا أنهن سيحصلن على وقاية وحماية من المرض مدى الحياة، وإذا ما ولدن في الحاضر أو المستقبل سيلدن أطفالاً محميين ضد الكزاز الوليدي لفترة وجيزة تمتد إلى شهرين كاملين بعد الولادة.والتطعيم ضد الكزاز لا يقتصر على النساء فقط، فهناك تحصين الأطفال الرضع خلال العام الأول من العمر من خلال اللقاح الخماسي ضمن ما يسمى بمرحلة التحصين الروتيني وعلى النحو المحدد في بطاقة التطعيم الروتيني التي تُعطى للطفل.من الممكن -كذلك- تطعيم الرجال وغيرهم في حالات الحوادث الناتجة عن الإصابة بأداة حادة تُحدث جرحاً غائراً, مثل الشوكة أو المسمار أو الزجاج أو غيرها من الأدوات أو لدى تلوث جروحهم الغائرة .ولقاح الكزاز عبارة عن سائل في عبوة تحوي الواحدة منها عشر جرعات، ومقدار الجرعة الواحدة منه نصف ملم.. تسحب في حقنة صغيرة، ومن ثم تحقن بها المرأة في أعلى الذراع الأيسر(العضد) عميقاً في العضلة.أما الآثار الجانبية المترتبة عليه فهي نادرة جداً ؛ فقد تحدث حمى خفيفة في اليومين التاليين للتطعيم، وفي حالات نادرة يحدث ألم موضعي واحمرار خفيفين.وللعلم لا تعاد الجرعة أو الجرعات مطلقاًً بسبب الفواصل الزمنية الطويلة بين الجرعة والأخرى، مهما طالت وتباعدت، وإذا تأخرن عن أخذ الجرعة، فلا يعني هذا التخلي عن باقي الجرعات، بل لابد من استكمالها دون تفريط.وأعود لأؤكد أن الجرعة الواحدة من اللقاح لا تكفي لتأمين الوقاية الكاملة من الكزاز الوليدي مدى الحياة، بل يجب تحصين كل النساء في الفئة العمرية من( 15 - 45 عاماً) ضد مرض الكزاز الوليدي، بالجرعات الخمس كاملةً. [c1]لا موانع في التطعيم[/c]ينصح الأطباء الحوامل بعدم تعاطي الكثير من الأدوية لما لها من تأثيرات تضر بالحمل.. بينما لايؤثر لقاح الكزاز على الحوامل.في حين أن السياسة القديمة التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في العالم اقتضت عدم تطعيم النساء الحوامل خلال الشهور الأولى من الحمل وإنما من الشهر الرابع.لكن الأمر تغير منذ فترة طويلة حيث أصبحت المرأة الحامل ُتحصن حتى إذا كانت في الأيام الأولى أو الأسابيع الأولى من الحمل، لأن اللقاح لا يسبب لها أية مشكلة أو أي ضرر .[c1]الحملة في المحافظات و المديريات[/c]للتطعيم ضد الكزاز خصوصية تقتضي وجود كادر نسائي مدرب لاسيما في اليمن، لذا تنفرد محافظات ومديريات بعينها ويقع عليها الاختيار لتنفيذ الحملة، ذلك ألا مجال لتنفيذها في كل المحافظات والمديريات لعدم وجود الكادر الصحي النسائي للقيام بهذه المهمة، أي لتحصين النساء، إلى جانب أن عملية التحصين ضد الكزاز تتطلب مهارة لاعتمادها على الحقن، لا القطرات الفموية كحال لقاح شلل الأطفال. كما أن المهمة ليست سهلة كون المستهدفات اللواتي يحصلن على الجرعات فتيات ونساء من عمر(15 - 45عاماً). ولهذا السبب يفضل أن تنفذ حملة التحصين بالمحافظات والمديريات على مراحل ؛ وعلى ضوء المعلومات المتاحة عن مدى انتشار المرض في تلك المديريات والمحافظات ويتم اختيار أو تحديد موعد لها لتنفيذ الحملة فيها. لقد حرصت وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع على ضمان نجاح وجودة أنشطة التطعيم ضد مرض الكزاز وفي رفع وتيرة العمل فيها من خلال المتابعة للتغطية الروتينية ومراجعة الخطط في المحافظات والتنسيق والإشراف الميداني على التدشين. بالإضافة إلى إنهاء مسألة المركزية بين المديريات، مع دعم ومساندة المنظمات العاملة في الصحة، كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف اللتين مثل تعاونهما معها شراكةً حقيقية. وأؤكد أخيرا أهمية حصول كافة النساء في سن الإنجاب، عن عمر(15 - 45 عاماً) على جرعات لقاح الكزاز.