أكثر من 320 شخصاً قتلوا في أكتوبر 2009
إسلام أباد / متابعات:يرى الخبراء أن أساليب العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة وتكتيك المتمردين، التي تلجأ اليها طالبان تغرق باكستان في دوامة أكثر دموية من النزاع في أفغانستان حتى أنه بات يأخذ منحى “السيناريو العراقي”.وخلال شهر أكتوبر وحده، قتل أكثر من 320 شخصاً بينهم 170 مدنياً، في اعتداءات ارتكبت في أسواق في بيشارو كبرى مدن شمال غرب البلاد بحسب حصيلة وضعت استناداً إلى مصادر أمنية وطبية.وعلى سبيل المقارنة، في أفغانستان المجاورة حيث يتوقع أن يتخذ الرئيس الامريكي باراك أوباما قراراً قريباً حول إرسال تعزيزات الى هذا البلد، فإن وتيرة الهجمات كانت أكثر انتظاماً لكن عدد القتلى أقل (132).وقال الخبير في القضايا القبلية رحيم الله يوسف ضائي إن “الخطر أكبر في باكستان. إنه بلد أكبر وأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية لحيازته السلاح النووي”. وأضاف أن “الاعتداءات الثلاثة او الاربعة الاخيرة التي وقعت في أسواق تذكر بالتكتيكات المعتمدة في العراق”.ومنذ الجمعة 13 - 11 - 2009، قتل 30 شخصاً في ثلاث عمليات انتحارية في شمال غرب باكستان. وأعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن اعتداءين.وكانت حركة طالبان المتحالفة مع القاعدة وعدت بتكثيف هجماتها في المدن للرد على الهجوم البري الذي أطلقه الجيش قبل أربعة أسابيع على معقلها القبلي في وزيرستان الجنوبية (شمال غرب). وتحدث الناطق باسم طالبان الباكستانية عزام طارق عن شن “حرب عصابات” في جبال وزيرستان وهجمات في المدن لإثبات أن الاسلاميين “قادرون على المحاربة لسنوات”.واستهدفت إحدى العمليتين الانتحاريتين الجمعة مكاتب أجهزة الاستخبارات في بيشاور.وقال مدير العلاقات الدولية في جامعة كراتشي مختار شيخ: “يمكننا توقع استراتيجية تلجأ اليها عادة حركات التمرد”.ويمكن للمقاتلين الإسلاميين أن يعتمدوا في معاقلهم على دعم السكان المحليين الغاضبين من الهجمات المنتظمة التي تنفذها طائرات من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات الامريكية (سي آي ايه) او الجيش الامريكي المنتشر في أفغانستان، على المناطق القبلية الباكستانية المتاخمة لأفغانستان.ومنذ 2008 أوقع 70 هجوماً شنتها طائرات أمريكية من دون طيار 600 قتيل في شمال غرب باكستان.وفي صيف 2007 كانت حركة طالبان الباكستانية التي أعلنت ولاءها للقاعدة، أعلنت الجهاد على إسلام أباد لأنها تحالفت مع واشنطن “في حربها على الارهاب”.ويقول خبراء إن هذه الاعتداءات التي تسبب مجازر يذهب ضحيتها مدنيون في الاسواق المحلية قد يكون لها “ثمن”. وقال يوسف ضائي إن “اي حركة تمرد لا تستطيع الاستمرار من دون دعم محلي”.وتراجع دعم قبيلة محسود، التي ينتمي اليها أبرز قادة طالبان الباكستانية، لهذه الحركة. وقال أحد أفراد هذه القبيلة ويدعى حجي خان محمد محسود “من الممكن أن يكون زعماء قبليون ساعدوا طالبان لكن الآن لسنا نحن قبائل محسود في صفها”.