رئيسة مؤسسة الرحمة :
صنعاء / سبأ/ أبوبكر عبداللهبعد سنوات قضتها متنقلة بين منازل الاهل والاقارب وجدت طفلة يتيمة أما بديلة في احدى دور الرعاية بالعاصمة. تلك الطفلة واحدة من بين عدد من اليتيمات اللاتي حالفهن الحظ بالوصول إلى مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية لتجد هناك برنامجا رائدا في رعاية اليتيمات، وفر لها أما بديلة وأسرة وسكنا ورعاية تعليمية وصحية وهي لذلك تبدو اليوم بمعنويات مرتفعة وتحقق علامات جيدة بالمدرسة وتطمح لأن تكون معلمة.ومؤسسة الرحمة للتنمية الانسانية مشروع مطور لدار إيواء اليتيمات ودار الفرسان لإيواء ورعاية الأيتام، وقد قدمت خلال تجربتها على مدى عامين نموذجا لمشروع إنساني رائد في رعاية الأيتام المشردين سعيا للمساهمة في مواجهة مشكلة اليتم والتشرد خاصة في أوساط الفتيات اللاتي يصفن بكونهن الأكثرعرضه للضياع والانحراف بسبب الفقر وغياب الأسرة.وفي المقر الرئيسي للمؤسسة المكون من أربعة مبان مؤثثة ومجهزة بشقق إيواء ومعامل تدريب وتأهيل يلمح الزائر نظاما اسريا آمنا فالأمهات البديلات يعشن جنبا إلى جنب مع الأطفال في هذه الدار التي تحضن يتيمات وأيتام من كل المحافظات ومن مختلف الأعمار."سبأ" زارت المؤسسة والتقت رئيسة مجلس إدارتها رقية الحجري وأجرت معها الحوار التالي.سبأ: ترأسون مؤسسة للتنمية الإنسانية ماهي نشاطات هذه المؤسسة وما الخدمات التي تقدمها والشرائح المستفيدة منها ؟الحجري: مؤسسة الرحمة للخدمات الإنسانية وإيواء اليتيمات تأسست كدار في أكتوبر عام 2000م بغرض احتضان اليتيمات المشردات وتوفير المأوى الآمن والاحتياجات الأساسية وتقديم الرعاية لهن وتحقيق اندماجهن في المجتمع ثم تحولت إلي مؤسسة في عام 2003م.ومن ضمن الأهداف الأساسية للمؤسسة دمج الفتيات والفتيان الأيتام في المجتمع المدني وتوفير المأوى الآمن والتعليم والتدريب المهني والرعاية الصحية وتنمية مهارات اليتيمات وقدراتهن وتطويرها وفق خطط المؤسسة وتقديم الخدمات والكفالات للأيتام غير الملتحقين بها والمساهمة في التصدي لظاهرة التشرد والانحراف الناتجة عن اليتم والسعي لتطبيق الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان في كافة المجالات.سبأ:كيف تتم اجراءات كفالة اليتيم في المؤسسة وماذا عن نظام الأم البديلة المنفذ حاليا؟الحجري:الكفالة تكون للذين فقدوا الأب والأم والعائلة الكفء ويعانون الفقر المادي وغياب العائل وهؤلاء تقوم المؤسسة بكفالتهم كفالة تامة في قسم الإيواء (السكن الداخلي).وهناك الأيتام الذين فقدوا آباءهم ومازالوا يحظون برعاية أم كفؤه إلا أنها تعاني من الفقر وهؤلاء تمنح لهم المؤسسة كفالة لدى أمهاتهم وتقوم المؤسسة بمتابعتهم من الناحية التربوية والتعليمية والتأهيلية.أما نظام الأسرة البديلة فهذا النوع ينطبق على الكفالة للأطفال الرضع الذين تستقبلهم المؤسسة في الأشهر الأولى من أعمارهم وهم مجهولو الأبوين ولا يوجد لهم أي عائل أو كفيل وهذا النوع من الكفالات هو المتجه إليه عالميا وتسعى المؤسسة الخوض في مثل هذه التجربة الفريدة وذلك حسب شروط منها أن لا ينسب الطفل إلى الأسرة الكافلة وأن يعرف الطفل منذ نشأته المبكرة أن الأب والأم اللذان يحظى برعايتهما ليسا أبوية الحقيقيين.وفي هذا النظام تسلم المؤسسة الطفل الرضيع للأسرة الراغبة بكفالته على أن يلتزم الشخص الكافل للطفل بالحضور إلى المؤسسة مع صورة له وذلك كل ستة أشهر. ويحق للمؤسسة متابعة الطفل بالطريقةالتي تراها وفي الوقت المناسب لها ولا يحق للأسرة الاعتراض.وفي حال وجود خلل في التربية فيحق للمؤسسة سحب الطفل من هذه الأسرة ووضعه لدى أسرة أفضل.سبأ:هل من إحصائيات بشأن عدد المستفيدين منذ افتتاح المؤسسة وحتى الآن؟الحجري: ـالساكنون في المؤسسة من الأولاد الصغار 48 طفلا و75 من البنات الملتحقات والموظفين، وهناك أيضا600 أسرة فيها أيتام وتتعهد المؤسسة برعايتهم خارج المؤسسة.سبأ: ماذا عن أعمال الرعاية التي تتبناها المؤسسة للأيتام في المنازل؟الحجري: هناك من الأيتام الذين فقدوا آباءهم ومازالوا يحظون برعاية أم قد تكون تعاني من الفقر.. وهؤلاء تمنح لهم المؤسسة كفالة لدى أمهاتهم وتقوم المؤسسة بمتابعتهم من الناحية التربوية والتعليمية والتأهيلية وعدد المستفيدين في هذا النظام يصل إلى حوالي 180يتيمة ويتيم.سبأ: كيف تتم إجراءات كفالة اليتيم؟الحجري: هناك العديد من الإجراءات التي تتخذ منها أخذ البيانات الأولية للحالة وإثبات للهوية من شهادة ميلاد وشهادة صحية وشهادة مدرسية ثم إثبات حالة الأب بشهادة وفاة أو تصريح دفن أو حكم نهائي بالإعدام أو حكم انحصار الورثة أو فقدان أو جنون أو مرض موت بأوراق سليمة صادرة من جهات رسمية موثوقه.ويتم بعد ذلك عمل دراسة ميدانية للحالة الأسرية لمعرفة مدى استحقاق الحالة للالتحاق بالسكن الداخلي بالنزول إلى محل الإقامة والتقصي عن حالة الأسرة من الجيران وأعيان الحارة.وبعد استكمال البيانات الأولية يتم تحرير محضر استلام رسمي من قبل ولي الأمر المباشر لدى قسم الشرطة والتوقيع على تنازل للولاية للمؤسسة ثم التوثيق بتصوير الحالة فور استلامها لإثبات وضعها عند الالتحاق وتلحق الحالة بالسكن الداخلي حسب الطاقة الاستيعابية للشقة مع مراعاة جمع الأشقاء في نفس الغرفة وتصرف جميع الاحتياجات الأولية كما يتم عمل الفحوصات الطبية والنفسية للحالة وتسجيلها بالمدرسة.سبأ: برأيكم ما أهمية وجود دور أو مؤسسات متخصصة في رعاية الأيتام في اليمن؟الحجري: وجود دور ومؤسسات لرعاية الأيتام أمر ضروري للغاية لإنقاذ ورعاية من لا عائل لهم والسعي لتحقيق مستقبل واعد لكل يتيمة ويتيم من خلال تعليمهن في مدارس متميزة والارتقاء بشخصياتهم من الناحية السلوكية والنفسية وتوفير احتياجاتهم.سبأ: ماهي البرامج التي تنشط بها المؤسسة لتأهيل اليتيم بصورة عامة؟الحجري: تحاول مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية توفير الملاذ الآمن والرعاية التربوية والصحية التأهيلية والتدريبية. كماتحاول احتضان اليتيمات والأيتام من جميع المحافظات اليمنية ممن افتقدوا إلى أمان البيت ودفء الأسرة من خلال توفير المأوى الأمن لهم بكل ما يحتويه من احتياجاتهم الأولية من غذاء وملبس ورعاية تربوية وصحية بالإضافة إلى إلحاقهم بالمدارس, وإقامة برامج التربية والتدريب لهم بهدف إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وتوفير الحياة الكريمة لهم.وتهتم المؤسسة بالناحية التربوية للأيتام داخل السكن وإلحاق جميع الأيتام بالمدارس ومتابعتهم فضلا عن تنظيم دورات تدريبية لهم في المجالات التكنولوجية الحديثة وتأهيل الملتحقات في مجال التدبير المنزلي والنظام والنظافة والترتيب وتأهيل الملتحقين حرفيا لمواجهة أي تحديات أو صعوبات يمكن أن تواجهها في المستقبل ..وهناك العديد من الدورات تنظم في مجالات الخياطة والتطريز والرسم والخط والمشغولات اليدوية والتدبير والديكور وتنسيق الزهور وغيرها.سبأ:ما الذي تسعون إلى تحقيقه وما هي المشاريع التي تطمحون إلى تنفيذها مستقبلا؟الحجري: تسعى المؤسسة إلى تحقيق العديد من المشاريع الاستثمارية الخاصة بالمؤسسة منها إيجاد مدرسة استثمارية كما من أهدافها فتح فروع للمؤسسة في بقية المحافظات اليمنية وإيجاد مشغل خياطة.ونحن نعمل جاهدين لتحقيق الدور المرسوم للمؤسسة. ليس لوحدنا ولكن مع أهل الخير من أفراد المجتمع الذين يريدون أن يعيشوا في إطار هذه المعاني الجميلة ولن يتم ذلك إلا اذا ادرك رجال الأعمال والميسورين والقادرين واهل الخير اهمية هذا المشروع وتوجهوا لعمة بسخاء حتى يستطيع ان يواصل في تحقيق رسالته.سبأ:برأيكم ما أهمية وجود دور أو مؤسسات متخصصة في رعاية الأيتام في اليمن؟الحجري: وجود دور ومؤسسات لرعاية الأيتام أمر ضروري للغاية لإنقاذ ورعاية من لا عائل لهم والسعي لتحقيق مستقبل واعد لكل يتيمة ويتيم من خلال تعليمهن في مدارس متميزة والارتقاء بشخصياتهم من الناحية السلوكية والنفسية وتوفير احتياجاتهم.ودورنا كمؤسسة متخصصة هو الاهتمام باليتيمات والأيتام. ونعتبر تربيتهم مسئولية كاملة بما نستطيع تقديمه لهم من الناحية التربوية والتعليمية والتأهيلية والصحية كما أننا نركز على الجانب النفسي والسلوكي وفن التعامل والمظهر ونحقق لهم فعلاً ملاذ آمن لحياة كريمة.