مدن عربية وعالمية
مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، و من كبريات مدن الجزائر مساحة و تعداد في السكان.تتميز المدينة القديمة بكونها مبنية على صخرة الغرانيت القاسي، مما أعطاها منظراً فريداً يستحيل أن يوجد مثله عبر العالم في أية مدينة.للعبور من ضفة إلى أخرى شُيّد عبر العصور عدة جسور، فأصبحت قسنطينة تضم أكثر من 8 جسور بعضها تحطم لانعدام الترميم، و بعضها مازال يصارع الزمن، لذا سميت قسنطينة مدينة الجسور المعلقة.يمر وادي الرمال على مدينة قسنطينة القديمة و تعلوه الجسور على ارتفاعات تفوق 200 متر.بدأ تاريخ المنطقة مع قدوم البربر و انتظامهم في قبائل. أطلق الإغريق عليهم اسم الليبيين، النوميديين.وينسب تأسيس قسنطينة إلى التجارالفينيقيين.كان أسمها القديم هو (قرتا) ويعني بالفينيقية (القرية أو المدينة) وكان القرطاجيون يسمونها(ساريم باتيم).وقد مر تاريخ المدينة بعدة عهود للحكم فقد دخلت تحت حكم الاغريق الى الفينيقيين الى الرومان والمسلمين ، و منذ القرن الثالث عشر انتقلت المدينة إلى حوزة الحفصيين أصحاب تونس و بقيت في أيديهم حتى دخول الأتراك الجزائريين ، و قبل استقرارهم نهائياً في المنطقة حاول الأتـراك العثمانيون احتلال المدينة مرات عدة، و كانوا دوماً يصطدمون بمقاومة الحفصيين ، سنة 1568 م ، قاد الداي محمد صالح رايس حملة على المدينة، و استطاع أن يستولي عليها من غير قتال. و دانت له البلاد بعد أن طرد عبد المومن زعيم الحفصيين و معه قبيلة أولاد صاولة.و في سنة 1830 م، و مع احتلال الجزائر من طرف الفرنسيين رفض أهالي المدينة الإعتراف بسلطة الفرنسيين. قاد أحمد باي الحملة و استطاع أن يرد الفرنسيين مرتين في سنتين مختلفتين في معارك للاستيلاء على القنطرة، التي كانت تمثل بوابة الشرق. عام 1837 م، استطاعت الحملة الفرنسية بقيادة دوموريير عن طريق خيانة من أحد سكان المدينة اليهود (حيث استطاع الفرنسيون من التسلل إلى المدينة عبر معابر سرية توصل إلى وسط المدينة)، و عن طريق المدفعية أيضاً من إحداث ثغرة في جدار المدينة. ثم حدث الإقتحام، و اصطدم الجنود الفرنسيون بالمقاومة الشرسة للأهالي و اضطروا لمواصلة القتال في الشوارع و البيوت. انتهت المعركة أخيراً بمقتل العديد من الأهالي، واستقرار المحتلّين في المدينة بعد عدة سنوات من المحاولات الفاشلة. استطاع الباي أحمد و خليفته بن عيسى الفرار إلى الجنوب.توجد بولاية قسنطينة عدة معالم وآثار اهمها:- مقابر عصر ما قبل التاريخ ، و كانت مقابر أهالي مدينة قسنطينة على قدر كبير من الفخامة، كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت (كهف الدببة) وأخرى ناحية (بكيرة) ، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة الخروب ، و المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد 32 كلم عن قسنطينة . وطغت على قسنطينة صبغتها الثقافية والدينية منذ القدم، وتكرس هذا المظهر بعد استقرار الإسلام بها، فعرفت عملية بناء المساجد بها سيرورة دائمة، وسنسرد أسماء أهم هذه المساجد ، الجامع الكبيرالذي بني في عهد الدولة الزيرية سنة 1136م ، وجامع سوق الغزلالذي أمر ببنائه الباي حسن وكان ذلك عام 1730م حولته القيادة العسكرية الفرنسية إلى كاتدرائية وظل كذلك إلى أن عاد إلى أصله بعد ، جامع سيدي الأخضرالذي أمر ببنائه الباي حسن بن حسين الملقب أبو حنك في عام 1743م ومسجد الأمير عبد القادر: يعتبر من أكبر المساجد شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 107م وارتفاع قبته 64 م . وتتميز قسنطية أيضا بالعديد من الابواب الضخمة الاثرية والجسور والكهوف والحمامات .