سطور
عبدالله الضراسي يحسب لدولة الكويت الشقيقة وسندباد الخليج العربي الثقافي وعلى امتداد أكثر من نصف قرن انه كان ولا يزال جزيرة عربية خليجية ممتلئة بالبحث عن المعرفة والدهشة مثلما كان ( حالها) حتى عقود قريبة بحثاً عن ( اللؤلؤ الطبيعي) قبيل أن تطال تكنولوجيا العصر و( تصنعنا) بلؤلؤها التكنولوجي لتصادر مفردات رحلة ربعنا الكويتي عاشق البحر واللؤلؤ وما كان يرافقه من مفردات دفتر البحر السندبادي مع مخرجات بحرهم حتى امتدت تلكم المفردات إلى ( متون) وأحبار دراما القصص ودراما مسلسلات هذا العشق وكانت هذه فضاءات فصل كويتي من الإبحار مع فلسفه الدهشة للامساك بناصية كويت جديد وهو ما جعله يتلو فصلاً وراء الآخر لإكمال مداميك كويت ما بعد النفط الذي اعتبرته وسيلة كويتية لا غاية بحد ذاتها... لهذا تم الإمساك بفصل كويت المعرفة عندما احتضنت خير عقول الإبداع العلمي والمعرفي والثقافي فكانت مجلة ( العربي) الكويتية إحدى علائم وطرائق كويت الدهشة والمعرفة وكان الدكتور والعالم احمد زكي رئيساً لتحرير هذه المجلة وتلاه المفكر احمد بهاء الدين حتى استقامت المجلة ليتسلم رايتها بقية الجيل الجديد من المثقفين الكويتيين حتى غدت مجلة ( العربي) منارة ثقافية عربية لم ترتق إلى مصافها سوى أكاديمية المسرح العليا بالكويت التي أسسها رائد المسرح المصري زكي طليمات والتي دفعت بالفن المسرحي الكويتي إلى أرقى صفوف الحركة المسرحية العربية لتكتمل ( حبات) المشهد الثقافي الكويتي كبديل عن حبات اللؤلؤ الطبيعي الكويتي وهي العملية التي للكويت حضور فاعل فيها حتى على مشهدنا الفضائي وأتذكر عندما كنت في بداية مشواري الصحفي مع الثلاثي الصحفي الكبير الأساتذة شكيب عوض وعوض باحكيم وعبدالله مولى الدويلة نغطي في 84م فعاليات المهرجان الثقافي الكويتي بعدن تأكدنا أن دولة الكويت سندريلا الشاطئ الخليجي قد وضعت أقدامها في الطريق الصحيح لهذا ليس غريباً أن ( تحول) فضاءات مجلة “ العربي” إلى قناة فضائية ثقافية ضمن شبكة قنوات الكويتية الفضائية ولكن بتميز وتفرد وتألق لم يشهد مثله في أية شبكات فضائية عربية إذ اتخذت مساراً ثقافياً وأدبياً وإعلامياً وتاريخياً ورحلاتياًا بحيث تجد نفسك حين تشاهد قناة العربي الثقافي وكأنك تتصفح مجلة (العربي) الثقافية الكويتية بدءاً من الحديث الثقافي والاستطلاع حتى عوالم الحيوان والأسماك وحياة وعادات الشعوب المختلفة وكذا سيرة العلماء ووقائع التجارب. أي أن التألق والإبداع والتميز الذي رافق ولا يزال مجلة ( العربي) الكويتية الثقافية قد امتد بفعل التجربة والخبرة إلى قناة ( العربي) الثقافية الفضائية ،( لا نهما وجهان لعملة ثقافية إبداعية واحدة ) بينما تسخر مئات الفضائيات ( لمخرجات فضائية هابطة) لا تقترب ولا ترتقي لماهية قناة العربي الثقافية خاصة وأننا نفتقر إلى فهم عوالم الحيوان والحياة البرية ( الطبيعية) وعوالم حياة الأسماك تحت ( قيعان البحار) وكذا عادات قبائل لا تزال مسكونة بروائح البدائية بينما عقارب ساعات المدن الحضارية تدق الألفية الجديدة وهذا كله ( وفرته) لنا قناة العربي الثقافية الفضائية بكل حب وشفافية وأمور كثيرة لا يتسع ( المقام) لذكرها لان مجلة ( العربي) الثقافية الكويتية مسكونة بهاجس الإبداع على عكس غيرها ولهذا جاءت فضائية العربي الثقافي لتمثل هي ومجلة ( العربي) خطين إبداعيين متوازيين .