الذين خابت آمالهم البائسة بقيام (خليجي 20) في عدن بنجاح منقطع النظير! رغم الظروف الصعبة للبلاد؛ والذين راهنوا على إلغائه لاشك في أنهم عضوا أناملهم من الغيظ، وذهبوا كعادتهم يتقيؤون قذارات أفكارهم السوداء على الملأ ، آخرها ما ذكره أحد ملالي الإسلام السياسي بأن سبب إخفاق منتخبنا الوطني في مبارياته الثلاث هو جزء من حالة الأمة وضعفها (!) إضافة إلى أن المنتخب مع الجمهور لم يخرجوا لصلاة المغرب (!) هكذا زعم هذا العبقري الفذ (!) في الوقت الذي أسقط استنتاجه الوضع القوي للمنتخب العراقي مع ما يعيشه العراق الأبي من أوضاع صعبة خلفها انهيار اعتى نظام دكتاتوري كان بقاؤه وانتهاؤه وبالاً على شعب عظيم أثبت جدارة لملمة أوضاعه وتضميد جروحه وقهر كل محاولات الإرهاب تركيعه وإعدامه !! .والأمر الآخر لم يكن أداء الصلاة - مع عظم فرضها - سبباً لانتصار الشعوب والعلوم والسياسات عامة! لأن نجاح هذه الأمور يعتمد على قوانين علمية وقواعد معرفية منهجية في شتى الفنون والعلوم والمواهب التي يراد التفوق فيها! مع ما للصلاة من مكانة عظمى في نفوس المسلمين وعقائدهم. ثم إن كان الأولى به وأمثاله أن يعلم الناس في مثل هذه المناسبات طريقة الجمع بين الصلاتين تقديماً وتأخيراً(!) استناداً إلى حديث ابن عباس الذي أخرجه مسلم في صحيحه تحت باب الجمع بين الصلاتين في الحضر كما في مختصر صحيح مسلم للعلامة المنذري برقم (290) طبعة مكتبة الصفا سنة 2005م، قال ابن عباس: «جمع رسول الله - صلى الله عليه وآله - بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر» وفي رواية أخرى: «من غير خوف ولا سفر ولا مطر» قال وكيع: قلت لابن عباس: «لم فعل ذلك» قال: «كي لا يحرج أمته»!!.ورواه الترمذي في حديث (553)، والنسائي (587)، وأبو داود حديث (1206، 1208، 1220) وابن ماجة حديث (1070).. وهو حديث يعترف به السلفيون ويخفونه عن الناس ويشترطون له من عند أنفسهم شروطاً ما أنزل الله بها من سلطان كقولهم: شرط ألا يتخذ عادة(!!) على طريقة (ملكيون أكثر من الملك)!! ومسلمين أكثر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي رخص في الجمع بين الصلاتين ولو بغير عذر لكي لا يحرج أمته ، فما بالك بمناسبة تليق أن تكون عذراً كمهرجان أو عيد أو مرض أو حضور ضيوف أو انشغال يتعذر معه الانصراف منه إلى الصلاة وذلك من يسر الإسلام العظيم الذي قال فيه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ! ، وصنف السيد المحدث الراحل أحمد محمد الصديق الغماري رسالة ثمينة سماها (( إزالة الخطر عن الجمع بين الصلاتين في الحضر )) حشد فيه من الأدلة وأقوال أهل العلم ما يسد حاجة المتلهف إلى معرفة حكم الشرع في هذا الباب ! والحمد لله الذي جعلهم مغلوبين وخائبين أينما ذهبوا (!) .ثم يا ترى ، من نصب هؤلاء أوصياء على الناس يحاسبونهم على كل صغيرة وكبيرة؟ بدلاً من أن يكونوا ناصحين ومرشدين؟ جاعلين من أنفسهم وكلاء على رحمة الله يوزعون صكوكها وفق أهوائهم المريضة والعقيمة ! .أما أداء منتخبنا وإن لم يحالفه النجاح والفوز فهذا لنا لا علينا لأنه كشف لنا كم هي مكامن الضعف وحجم التفريط في التأهيل والإعداد وأعطانا درساً يجب أن نستوعبه جيداً في المستقبل إذا أردنا النجاح! ثم إن هذا (لعب ومباريات يسقط فيها كم من كبير ويصعد فيها كم من صغير) وهذه رياضة وألعاب لابد فيها من صعود وهبوط!انتصرنا بتنظيم البطولة وقيامها ونجاحها.. وهو نصر لكل الوطن والشعب وهو نصر تاريخي أغاظ بالمليان أعداء عدن الذين لا يزالون ينظرون إليها شزراً ويصفونها كما وصفها هذا العبقري وأسلافه بأن فيها مراقص ومنكرات تصاحب البطولة ولا يزالون ينظرون إليها بأنها مدينة (الفل والبخور) وقد علقوا لافتة برعاية إحدى شركات الاتصالات في الطريق البحري قرب المنصورة ترحب بالحاضرين في (مدينة الفل والبخور) (!!) .وهم بحماقتهم وفساد عقولهم ينتقصون الفن والجمال والإبداع والتقدم! ومن هنا يأتي نظر أرباب الإسلام السياسي والطالباني القاصر والسافل لهذه المدينة الباسلة التي شرفها الله وصانها بأن جعل أعداءها من هذه الشاكلة المعادية لكل تقدم جميل!! تأبى الإبداع وتعلن الحرب ضد العقل والذوق والفن والفهم والمعرفة!! .أعود فأقول للعبقري الإخواني إن عدن قد اتهمتموها بالكفر وأصدرتم فتواكم السلفية الوهابية بجواز إبادة أبنائها إذا تستر بهم الاشتراكيون الكفرة في حرب صيف 94م - سيئة الصيت - ! واليوم لا زلتم تدورون في فلك انتقاصها وسبها وتفسيقها ! عدن هي قلب اليمن النابض بالحب والعطاء والصدق والإخلاص والعلم! عدن هي عروس اليمن، والبحر العربي! ولن يكون نجاح في تاريخ اليمن المعاصر إلا إذا مر من عدن! وأيدته عدن! وأجازته عدن! وأعداء عدن هم أعداء اليمن جميعاً! وهم أعداء صنعاء وحضرموت وتعز وأبين وكل الوطن! والإسلام بخير والحمد لله! والوطن بخير! وهو بحق كما قال الله: «بلدة طيبة ورب غفور» ولكن أدعياء الوصاية عن الله على الناس لا يفقهون!!
عدن .. تنعى الخائبين إلى البوار !!
أخبار متعلقة