سيظل يوم 22 مايو / 1990 م الذي تحتفل بذكراه العشرين يوماً خالداً في ذاكرة التاريخ تتوارثه الأجيال اليمنية جيلاً بعد جيل بوصفه اليوم الذي أعاد للشعب اليمني حقاً ظل يناضل من أجله عقوداً طويلة من الزمن ذلك هو يوم إعادة تحقيق وحدة اليمن أرضاً وأنساناً وقيام الجمهورية (الجمهورية اليمنية) ليدخل شعبنا اليمني العظيم التاريخ من أوسع أبوابه .فقد جاء ذلك الحدث الذي تفردت به اليمن دون سواها في وقت شهدت فيه الكرة الأرضية مع نهاية القرن العشرين اضمحلال وتفتت وتشرذم كثير من الأنظمة السياسية خصوصاً ما كانت تدعى المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي السابق لتتحول تلك الأنظمة إلى دويلات متعددة ومع هذا التغيير الذي طرأ خرج اليمن من بوتقة التشطير ليعلن للعالم أجمع على أن اليمنيين قد كسروا قاعدة ظاهرة التفرق والتمزق بإعلانهم الوحدة بين شطري اليمن شمالاً وجنوباً وعلى أسس ديمقراطية وقناعات راسخة بأن ذلك يعد هدفاً من أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.تحققت الوحدة اليمنية بالطرق السلمية بحيث لا غالب فيها ولا مغلوب .. بل اعتبرته كثير من القيادات والزعامات العربية والدولية إنجازاً قومياً يأتي في الزمن الصعب . ومكسباً ليس لليمنيين وحدهم بل لكلا الأمتين العربية والإسلامية عموماً.ولكل القوى المحبة للسلام.لقد شكلت الوحدة اليمنية منعطفاً تاريخياً بارزاً في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ونقطة مضيئة في مسار التجربة الثورية اليمنية وحركتها الوطنية .وبرغم تلك العراقيل والمعوقات التي كانت تعصف بالوحدة وهي مازالت في الرابعة من عمرها وما شهدته تلك الفترة من مشادات ومؤامرات بين الوحدة وأنصارها وبين الانفصال وأنصاره استطاع الوحدويون كسب الرهان إذ هب أبناء الوطن اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه للذود عن الوحدة ضد دعاة الانفصال وقدمت من أجل الانتصار لها قوافل من الشهداء بحيث أصبحت الوحدة اليمنية اليوم أكثر قوة ومنعة لا يمكن أن تهتز أركانها بفضل تلك الأعمال الصبيانية والمشاريع السياسية الصغيرة والهزيلة والتي تسعى وبكل قوتها وبدعم من قوى الشر إلى غرس ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وقيامها بالأعمال التخريبية من قتل للأنفس البريئة وقطع الطرق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتدمير كل ما هو جميل من صنع الوحدة .. ظناً منهم أن هذه الأعمال يمكن أن تعيد عجلة التاريخ إلى الوراء لكنهم واهمون في تفكيرهم هذا .لقد تحقق لشعبنا الكثير من المنجزات والمكاسب وخاصة في فترة ما بعد الوحدة المباركة 22مايو 1990م بحيث لا تجد قرية أو مدينة ولا صحراء ولا وادياً إلا وقد حصل على نصيبه من خيرات الوحدة .. ومنجزات لا ينكرها إلا جاحد أو أعمى بصيرة .. ولأننا لسنا في هذا المقام بصدد تعداد تلك المنجزات ومستوى للانفاق عليها ومدى تأثيرها على مختلف شرائح المجتمع اليمني ،فأنه يكفينا القول وكما قال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إنه لا خوف على الوحدة وأنها وجدت لتبقى .وإذا كان لي من كلمة أخيرة فأنني وباسم السلطة المحلية محافظة حضرموت وكل أبناء المحافظة نتوجه بالشكر الجزيل أولاً إلى فخامة الأخ الرئيس على النتائج الطيبة التي تمخضت عن زيارته الأخيرة ونرفع إليه وعبره إلى كل أبناء الوطن اليمني الواحد أخلص التهانئ والتبريكات بمناسبة الذكرى العشرين ليوم 22 مايو المجيد يوم تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية.[c1] * محافظ محافظة حضرموت رئيس المجلس المحلي[/c]
الوحدة أدخلت اليمن التاريخ من أوسع أبوابه
أخبار متعلقة