على الجسد وتحت أكمام العباءات
دبي/ متابعات:نقوش تزين الأذرع والأكف مموجا مع ألوان الأجساد المختلفة، تارة تحت أكمام العباءة الخليجية ومن بين بريق الخواتم الذهبية، وتارة أخرى على أجساد غربية تتباهى به في الأسواق وعلى الشواطئ. هذا هو المظهر الجديد للحناء في مدينة دبي، ذلك النبات الذي خرج من وظيفة تزيين أيادي النساء وقت الأعياد والمناسبات، إلى تقليعة وظاهرة للتعبير عن شعارات وموضة شبابية جديدة.بدأت ظاهرة «الحناء تاتو» بجذب إهتمام الكثير من الأوربيين في مدينة دبي إذ يتوافد العديد منهم على محلات الحنة لنقش أشكال ورسومات على مناطق مختلفة من أجسادهم.وقد لوحظ إقبال السياح على هذا الفن التراثي الشرقي الجميل ما حدا بهم إلى فتح أماكن مخصصة لنقش الحناء في المعالم السياحية والتجارية الهامة مثل سوق مدينة الجميرا ومركز ابن بطوطة التجاري بل وجعله البعض جزءاً من البرامج السياحية كرحلات السفاري البرية لتكون إحدى العناصر الهامة لترغيب السياح بالرحلات.وتقول نسرين بيجوم، إحدى العاملات اللاتي ينقشن الحناء في مركز التراث للحناء بسوق مدينة الجميرا،: إن 90% من زبائنها هم أوروبيون وأن أغلبهم من النساء اللاتي يحببن النقوش الخليجية على أكفهن و أقدامهن. وأضافت نسرين أن الرجال الغربيين يحبون نقش أشكال شرق آسيوية على شكل «تاتو» على ذراعهم وتحديدا عند حد(كم التي شيرت). وأرجعت نسرين سبب إقبال الغربيين على الحنة إلى أمرين، أولهما الإعجاب بالتراث الشرقي و الخليجي تحديداً وهذا خاص بالنساء، والأمر الثاني فهو لسرعة زوال الحنة وبالتالي يمكن تغيير الأشكال بين الفينة والأخرى وهذا متواجد كثيراً عند الرجال.وبينت نسرين أن أسعار نقش الحناء تتراوح بين 150 درهماً إلى 300 درهم للكف الواحد بحسب شكل وحجم النقشة أو التاتو وان السعر قابل للزيادة إن زاد الحجم عن الكف.تقول نسرين بيجوم انه يأتيها عدد لا بأس به من الخليجيين من كلا الجنسين، وأن اغلب الفتيات وخاصة - بحسب قولها - الكويتيات يحببن أن ينقشن أشكالاً جديدة ودائما ما يسألن عن الجديد لديها. أما الشباب - والحديث لنسرين - فهم يحبون نقش «تاتو» صور وأشكال تذكرهم بفتيات لهم علاقة بهن، وأحيانا ينقشون رموزاً وشعارات بطولية. وتقول نسرين: إن الشباب الخليجي يلجأ للحناء تاتو بسبب انه يزول فلا يوقعهم في حرج اجتماعي مثل التاتو الدائم الذي يعتبر مخجلا وغير لائق في المجتمع الخليجي.وتضيف نسرين انه يمر عليها أحياناً أناس يطلبون منها نقش أمور غريبة ولا تفهمها إلا أنها تنفذ ما يطلبه الزبون، وذكرت انه جاءها ذات يوم رجل غربي ومعه ورقة مكتوب عليها بيت شعر عربي ومرسوم بخط مزخرف جميل فأراد منها أن تنقشه على ذراعه بكل تفاصيله.وقالت جود وهي إحدى الفتيات السعوديات العاملات في دبي بأنها نقشت يوما من الأيام جزءاً من مسرحية قد ألفتها باللغة الإنجليزية، وقالت جود إنها نقشت جزء المسرحية حول ذراعها بشكل حلزوني من الكتف إلى الكف.وقالت جود: إنها حازت إعجاب كل من رأى «تاتو الحناء» على ذراعها وانهم جميعا سألوها عن سبب الفكرة الجديدة والظريفة. وأبدت جود استعدادها وتحمسها لتكرار تلك التجربة المثيرة خاصة وأن الحناء تاتو غير دائمة وتزول في أقل من أسبوع ما يجعل للشخص فرصة التجديد في الرسومات والأشكال.