صافرة قلم
- من المتوقع أن يصبح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم خلال الفترة القليلة المقبلة بلا مدرب بعد أن أكد المدرب المصري المعروف محسن صالح ابتعاده عن عالم التدريب مجبرا لظروف صحية كما أخبرني في اتصال هاتفي أجريته معه يوم الأربعاء الماضي عندما علمت بالحالة الصحية التي تعرض لها والتي تمثلت بإصابته بمضاعفات في قلبه بعد إصابته بنوبة قلبية قبل عدة شهور .- حسن صالح أكد أنه مجبر على المغادرة إلى القاهرة حيث سيتلقى العلاج , وقد يتوجه منها إلى لندن لإجراء فحوصات طبية أو عملية جراحية إذا ما تطلب الأمر ناهيك عن عملية القسطرة التي يجب أن يجريها بمجرد وصوله القاهرة , حيث ينتظره طبيبه الخاص الذي عمل على إرسال ملفه الطبي إلى أحد المستشفيات في لندن لتأكيد الطريقة التي يمكن أن يخضع لها الكابتن محسن “ شفاه الله وعافاه “ للعلاج في الفترة القادمة .- عرفت محسن صالح خلال تعاملي معه في فترة عمله في اليمن شخصا جادا ومثابرا , ويسعى دائما إلى تحقيق أقواله وتحويلها إلى أفعال , ولعلي من الذين أشادوا بخطوة إتحاد كرة القدم عندما تعاقد مع المدرب محسن صالح في الفترة الماضية وطلبت منحه فرصة تكرار تجربة الأردن الشقيق مع المدرب المصري الكبير محمود الجوهري , غير أن هذا الأمر لم يتم لعدم اقتناع الأخوة في إتحاد كرة القدم بإمكانية تحقيق الأمر على الأرض الواقع , أو لعدم وجود الإمكانيات المناسبة لتكرار التجربة الأردنية , وربما خشي البعض في إتحاد الكرة وهم قلة من فقدانهم أهميتهم ومواقعهم عندما يتدخل محسن صالح في كل شئون الكرة اليمنية من خلال الصلاحيات الممنوحة له وقد يعمل على تعرية بعض جوانب القصور أو التوجهات الخاصة والمصالح الضيقة , ناهيك عن قبول قيادة إتحاد الكرة بهكذا أمر قد يتسبب بوجع الرأس ويحد من كثير من “الطموحات الخاصة جدا” .- ولا ينكر تأثير محسن صالح على مسيرة المنتخب الوطني ولاعبي المنتخب إلا جاحد أو مستكبر أو جاهل بمعايير كرة القدم , ويمكن القول أننا بدأنا الخطوة الصحيحة من العمل الفني المستقر , بعد أن بذل جهدا طيبا في الفترة التي عمل فيها , وغير كثيرا من المفاهيم الخاصة بلاعبي المنتخبات الوطنية الذين كانوا في فترات سابقة من المدللين وممن يخشاهم المدربون أيضا , كما انه واجه الكثير من المواقف بشجاعة وقوة ولم يتوان في كشف بعض الأخطاء والسلبيات الخاصة بالاستجابة لمطالبه كمدير جهاز فني محترف , وكان واقعيا ومنطقيا في كل تصريحاته وأحاديثه حول مستقبل الكرة اليمنية وإمكانية تطورها , وبات المنتخب الوطني اليوم في جاهزا للقطاف , وما يحتاجه هو الاستمرارية بنفس برنامج الإعداد وبنفس الوتيرة حتى يؤتي كل ذلك أكله .- وما نخشاه الآن بعد أن يتأكد عدم إمكانية رجوع محسن صالح لقيادة المنتخب وهو أمر يطالب به الكثيرون ممن لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب وممن يهوون التغيير في كل لحظة وحين , أن يظل منتخبنا فاقدا لهويته وليس له عنوان في الفترة المقبلة بعد أن قطع محسن صالح مع المنتخب الحالي بعناصره الشابة شوطا طيبا , وبعدها نندم حيث لا ينفع الندم , فما نأمله هو أن يسارع إتحاد كرة القدم إلى تكليف مدرب وطني في أسرع وقت لقيادة المنتخب ومواصلة برنامج إعداده الذي وضعه محسن صالح ثم العمل على إيجاد مدرب خارجي على مستوى عال من الخبرة والكفاءة لمواصلة المشوار وليس للبدء من الصفر كما يحلوا للبعض العمل .- وما أخشاه هو أن يبادر إتحاد كرة القدم إلى الاستجابة لمطالب البعض بتكليف المدرب الإثيوبي “ ابراهام “ المكلف من رئيس إتحاد كرة القدم الشيخ الجليل لإعداد المنتخب الأولمبي , ليحل خلفا لمحسن صالح , وتصوروا المأساة التي يمكن أن تقع بها الكرة اليمنية من خلال تكليف مدرب بهذا الحجم ليكون على رأس المنتخب الوطني الأول في نفس الوقت الذي لم يقنع فيه أحدا أنه أصلا مدرب كرة قدم وتجاربه مع الهلال تؤكد هذا الكلام , ولا ندري ما هو السر الذي يربط بينه وبين إتحاد العيسي أو مجموعة العيسي .[c1]صافرة أخيرة[/c]- بإمكان إتحاد كرة القدم الآن إيكال مهمة تدريب المنتخب للمدرب الوطني القدير أمين السنيني الذي ليس بغريب على المنتخبات الوطنية وليس بخاف على إتحاد الكرة ما تراكم لديه من خبرة توجها مؤخرا بإعادة التلال إلى مصاف أندية النخبة والأضواء , وبإمكان العيسي نسيان الخلافات التي ضربت بينه وبين أمين السنيني عندما كان العيسي خارج هرم إتحاد كرة القدم وأمين السنيني مدربا للمنتخب الوطني ويومها قام العيسي بسحب مجموعة لاعبي الهلال وقيل أنه فضل مصلحة النادي على مصلحة المنتخب الوطني الذي كان يومها يستعد لاستحقاقات هامة , وكانت تلك بداية الضربة التي قصمت ظهر المنتخب “ منتخب الأمل “