غضون
- أعتذر لقراء هذا العمود وللزملاء في الصحيفة لعدم قدرتي على التواصل معهم في اليومين الماضيين.. وقلت مرة ليس في نيتي ترك هذه المساحة بإرادتي..بعد هذا القول سأدخل في الموضوع.. المؤتمر الشعبي منزعج من قيادات في المشترك لأنها توجه نحوه ونحو السلطة قصفاً عشوائياً من مختلف الجهات الإعلامية والسياسية والمحاور الشمالية والجنوبية.. ويقول إنهم مستمرون في ذلك، في الوقت الذي تتهيأ هذه الأطراف لبدء الحوار حول القضايا التي تضمنها الاتفاق الأخير الذي اتفق فيه المؤتمر وأحزاب المشترك على تمديد ولاية مجلس النواب عامين إضافيين يتم خلالهما إجراء حوارات لإحداث تعديلات دستورية وقانونية لتطوير النظامين السياسي والانتخابي وتشكيل لجنة انتخابات جديدة.. وهذا القصف الذي يشنه المشترك ضد المؤتمر وحكومته لا يوفر جواً مواتياً للحوار.- وفي اعتقادي - وهذا ما يحدث دائماً - سيضطر المؤتمر إلى الرد على القصف العشوائي بقصف مماثل، وعندئذ يزداد الجو توتراً.. وبالتالي إذا تم الحوار في ظل هذه المعارك لن ينجح في تحقيق أهدافه.. وعلينا أن نتذكر أن تبادل القصف الإعلامي والسياسي بين الطرفين كان من أهم أسباب تعثر الحوارات السابقة، فكان تصريح ساخن لإحدى القيادات أو حملة إعلامية معادية كفيلاً بخروج طرف ما من جلسة الحوار.. والشواهد على ذلك كثيرة.. ولن يكون الحال في المرحلة القادمة مختلفاً إذا تم الحوار في أجواء الحرب الكلامية أو الإعلامية أو غيرها مما يوتر العلاقات أو يسخن الأجواء.- وعندي للمؤتمر والمشترك مقترح.. وهو أن يبدؤوا أول ما يبدؤون به في الحوار التوقيع على اتفاق يوجب على جميع الأطراف توفير أجواء ملائمة للحوار والالتزام بوقف الحرب الإعلامية أو الامتناع عنها.. على أن يتجنب الاتفاق أي محذور يمثل خطراً على حرية الرأي والتعبير ونقل المعلومات للجمهور.ولكي يعرف الناس ما يجري في جلسات الحوار يجب على هذه الأطراف أن تعين ناطقاً إعلامياً يطلع الصحافة وأجهزة الإعلام على ما دار في كل جلسة وذلك حتى لا يتركوا مجالاً للتكهنات والتخمينات والتسريبات التي كثيراً ما أضرت بالحوار والعلاقة بين الأطراف السياسية.