صـباح الخـير
الحياة دوماً بحاجة إلى جد ولعب وضحك وحب وفرح والا فقدت معناها ومغزاها ، وتصبح حياة لاطعم ولارائحة لها ، هدفية الحياة في بهجتها ومتعتها ، وقديماً قيل العافية والصحة والسعادة وطول العمر هي غاية الإنسان اولاً واخيراً ولهذا كانت عنوان تبادل التهاني في كل المناسبات ، ومع ذلك لازالت هناك مساحة من الحزن والكدر تنغص حياة الناس حتى في مواسم الاعياد الوطنية والدينية على حد سواء ، لاسيما اولئك الذين لايتدبرون شؤون حياتهم بصورة أفضل والذين لايزالوا يمارسون العبثية والعدمية في منهج حياتهم بسبب جهلهم وضعف ارادتهم وانعدام الطموح والأحلام والآمال في ثقافتهم الحياتية . ومايلزم ذلك النفر من الناس أن يتخلصوا من عاداتهم البالية والمدمرة والتخلص من التقليد والمحاكاة العمياء لبعض الأنماط الاستهلاكية التي لا معنى لها ولا جدوى أو فائدة ، ليعيشوا حياة أكثر متعة وبتكاليف مبسطة دون مغالاة فذلك يجعلهم يعيشون حياة أكثر بهجة وفرحاً واستمتاعاً ، ونحن نعرف أن كمية النقود في الجيوب تساعد على اتساع رقعة الفرح عن الناس ، ليس الفلوس التي تأتي عن طريق الصدقة او السحت والتطفل ، بل التي تأتي من حصيلة الجد والعمل والانتاج ، لهذا غير العاملين عن العمل او محتر في الشحاتة لايجدون متعة حقيقية في الحياة . كذلك فأن مايعكر صفو الحياة وأفراح الناس هو عدم الانضباط في ممارسة البيع والشراء ، وانعدم رقابة الضمير فيما يتعلق بالاسعار وغياب الرقابة التموينية عليها ، وغياب جهاز يكون معنياً بالرقابة على الاسعار بحيث تكون الاسعار مدونة على السلع بصورة دائمة ومستمرة وفي كل المواسم ، ومعلقة في لوائح مثبتة على كل المحلات اسوة بكل بلدان العالم ، لئلا تفقد ايه زيادة في الدخول قيمتها ، ولئلا تصبح الامور ( كأنك يازيد ماغزيت ) فقدر معقول من ضوابط السوق تزيد من مساحة الفرح والبهجة في حياة الناس بعيداً عن الاستغلال والإحتكار حتى أماكن السياحة الداخلية والخارجية ، لم تعد تتسع لكل الناس ، وذلك لتكاليفها الباهضة ولذلك يضطر الكثير من الناس اللجوء إلى النوم وتناول القات ، يزيدوا أحزانهم وكدرهم ويفقدوا متعة قضاء وقت الاجازات والاعياد فيما هو جديد وممتع ، ويجد الناس نشاطهم وحيويتهم بعد الاجازات والاعباد .اذا ليست هي شحة الدخول التي تتحكم بمساحة الفرح والبهجة والمتعة فقط ، ولكن ايضاً سوء التدبير ، ومحدودية البدائل من حدائق ومنتزهات ومسابح ومسارح وغيرها من انواع الفنون التي انحسرت في الآونة الاخيرة ، ومحدودية المقاهي والبوفيات والمطاعم الرخيصة الاطفال والكبار على حد سواء ، وهذه وغيرها هي احدى سمات الحياة الحضارية المعاصرة ، وقد صارت حاجة ضرورية لحياة الناس خارج منازلهم ، وزيادة الاجور والرواتب وضبط الاسعار ستسهم كثيراً في انقشاع بقايا الكآبة ومساحات الحزن من وجوه الناس ، وسيظل شعارنا : ( بأن أجمل أيامنا هي التي لم تأت بعد ) .