في اليوم العالمي للاجئين
ظلت قضية اللاجئين طوال السنوات المنصرمة أطول قضية لجوء في العالم حيث تم إحياء الذكرى الثانية والستين ليوم النكبة 1948م هذا العام، وقضية اللاجئين الفلسطينيين ذات خصوصية في وجدان الشعب الفلسطيني، وهو ما لم يترك مجالا لظهور اجتهادات تتعارض مع هذا الإجماع الشعبي، وحقيقة هذه الخصوصية، لا تعود الى الاعتبارات الوطنية والسياسية فحسب، ولكن لاعتبارات المصالح والمستقبل المباشر لقطاع واسع من قطاعات الشعب الفلسطيني المتمثل باللاجئين، وبالأخص سكان المخيمات، وهذا بالتأكيد ساهم في تعزيز التوافق العام بين مختلف اتجاهات الرأي العام الفلسطيني، وقد عزز هذا الموقف العام وجود موقف إسرائيلي مطلق يرفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين.النظام الرسمي العربي أوجد في كل مرحلة من مراحل العذاب الفلسطيني صورة نمطية للإنسان الفلسطيني، ما بين الدونية والتخويف، ويعاني الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في بعض دول اللجوء من سوء المعاملة والحرمان من ممارسة حقوقهم المدنية التي نصت عليها المواثيق الدولية وقرارات الجامعة العربية والاتفاقات الموقعة بين الأمم المتحدة والدول المعنية.[c1]الوضع القانوني للاجئين[/c]القرار (194) ـ 11 / 12 / 1948م يقضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، وهذا القرار جرى التأكيد عليه أكثر من مائة مرة في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث وقفت الجمعية العامة بعد هذا التاريخ في دوراتها المتعاقبة أمام موضوع اللاجئين بدءاً من الدورة (4) 1949 حتى يومنا هذا، دون ان تتمكن من تنفيذ هذا القرار بسبب الرفض الإسرائيلي أولا لعودة اللاجئين، وبسبب الموقف الأمريكي المتبني للموقف الإسرائيلي بالكامل ودعمه ومساندته، واليوم تجري محاولات لإيجاد حلول لقضية اللاجئين بعيدا عن القرار (194).وفي كل الاحوال يبقى السؤال: ما هو واجبنا كأنظمة عربية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في اليوم العالمي للاجئين؟. ما هو موقفنا تجاه الفلسطينيين في الإقامة، في التنقل، في التعليم والطبابة، وفي الحصول على فرص العمل، وفي الحصول على مساكن.هناك اتفاقية بخصوص اللاجئين اعتمدت في 28 تموز 1951م من قبل الأمم المتحدة، وفقا لهذه الاتفاقية اعتبرت الأمم المتحدة كل الفلسطينيين الذين هجروا وابعدوا عن أراضيهم لهم صفة اللاجئين بفعل القرار (194)، وعبر المجتمع الدولي عن مسؤوليته تجاه هذه القضية.. هل يعمل بهذه الاتفاقية؟ وهل فعلا يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه اللاجئين؟.وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين التي شكلت بقرار من هيئة الأمم المتحدة لتقديم المساعدات اللازمة للاجئين الفلسطينيين هل تقوم بدورها اليوم، هل يوجد لديها إمكانيات؟ هل تلقى دعماً من المجتمع الدولي؟.. في كل عام تتراجع المعونات التي تقدم للاجئين الفلسطينيين وعلى كل الصعد، وهناك تهديد حقيقي بإيقافها.هل يحظى اللاجئ الفلسطيني بالإقامة في البلدان التي يسكنها بسهولة وبعيدا عن التعقيدات، والكثيرون يعيشون بلا إقامة وتحت طائلة التهديد بالترحيل في أي وقت.هل يحظى اللاجئ بفرص العمل؟ وكم من البلدان يحرم فيها الفلسطيني من العمل في مهن كثيرة.ماذا عن التنقل؟ اذا كان الفلسطيني يحمل وثيقة من دولة يشملها قرار 28 تموز 1951م ولا يتمكن من دخول هذه الدولة الا بتأشيرة دخول مسبقة، وهل يحق للفلسطيني ان يتنقل بحرية للعلاج او التعليم او لزيارة قريب له في بلد ما؟.لماذا -على سبيل المثال- لا يعامل الفلسطيني كما هو حاصل في سوريا الشقيقة معاملة المواطن السوري في كل شيء؟ هل هذا كثير على الفلسطيني اللاجئ الذي أمضى حتى الان 62 عاماً في الشتات.اللاجئ الذي خرج من فلسطين وعمره سنة الآن عمره 63 سنة أليس من حقه ان يعيش؟.في يوم اللاجئين العالمي نقول من حقنا ان نعيش كأي مواطن عربي، وكأي مواطن في هذا العالم.
أطفال فلسطينيون لاجئون
مخيمات لاجئين فلسطينيين