قضية للنقاش
تنوع الاجابات وتباينها واختلاف الاسباب كانت وبطبيعة الحال متشابهه مع اختلاف الاعمار وتقاربها في هذا الموضوع الذي اشركنا فيه عدداً من الشباب من الجنسين كما اشركنا فيه عدداً من اساتذة الجامعة واساتذة علم النفس والمهتمين بشؤون الشباب لمناقشة نتائجه وتقديمها للقارئ والمسؤولين على هذه الشريحة. مابين خاطر السؤال وطرحه تزاحمت كثير من الرؤى والافكار والاحلام والانفعالات نحن نسأل لاننا نجهل بالفعل مانسأل عنه .. واحياناً نسأل لنتأكد من الحقيقة كما اننا نسأل لنصل الى الحقيقة وهكذا توزعت اسئلتنا على الشباب .. وتوزعنا نحن بين الشوارع والازقة .. استوقفتنا المشاهد على الارصفة وتحت اعمدة الكهرباء .. وامام المدارس والمعاهد .. وجدنا انفسنا نقف امام مجموعة من الشباب في سن متقاربة بعضهم يدخن بشراهة وبعضهم يدخن لمجرد التدخين وقليلون هم الذين لم يجربوا التدخين بعد .. ظنوا في البداية اننا تائهون نسأل عن بيت او اسرة معينة فقد عرفوا للوهلة الاولى اننا غرباء عن المنطقة واننا لسنا من ابناء شارعهم ..* فسألنا معظم شباب اليمن عبر الانترنت ردوا برسائل كثيرة قائلين فيها بصراحة .. معظم الوقت نقضيه في الشارع انا وهؤلاء الاصدقاء الذين هم خريجون مثلي ، ونحن نبحث عن عمل ضمن تخصصنا او حتى غيره ولكننا لم نوفق، ولهذا فالوقت نقضيه اما امام الشاشة المرئية أو في الشارع انا واصدقائي حياتنا فراغ في فراغ.. وكانت احلامنا كثيرة قبل التخرج .. وبعد تخرجنا مع الاسف وجدنا الفراغ والشارع في انتظارنا..وسألت عبر الانترنت ايضاً شباب اعمارهم مابين السبع عشرة والثماني عشرة سنة عن كيف يمضون اوقاتهم ؟فاجابوا ...في اعتقادنا الوقوف في الشارع امر عادي جداً ومشهد نراه في اي مكان في العالم... والامر يحدث عادة قبل وقت الدخول الى المدرسة او في وقت الانصراف ، اما في العطلة الصيفية فكثيراً مانقف مع الاصدقاء لتبادل الحديث ، وهذا لايعني اننا نعاني من فراغ ، على العكس فاغلبنا يكونون جماعات للقيام بنزهة او لحضور مباريات رياضية او لارتياد مقاهي الانترنت.[c1]فراغ في فراغ[/c]هذا مانطقت به فتاة جامعية فالعطلة الصيفية بالكامل في البيت ، بالرغم من ان اسرتها كبيرة وهي الرابعة بين اخواتها اللاتي يمثلن صديقاتها وبالرغم من وجد وسائل التسلية التي وفرتها الفضائيات المتعددة فهي تشعر بالفراغ .. سألناها عن دور الكتاب والمكتبة في حياتها؟فردت بامتعاض.. العطلة للراحة .. للكتب المنهجية ( ويالله).فراغ .. فراغ .. فراغ .. هذا الرد تلقيناه من مجموعة من سيدات وفتيات، ربات بيوت وطالبات متبرمات من العطلة الصيفية.ظروفهن الاجتماعية لاتسمح لهن بارتياد النوادي العائلية وغير العائلية ولا الشواطئ ولا الحدائق شعارهن .. ( كيف ماعاشوا اهلنا نعيش ) غير عابئان بالظروف النفسية وما تجره من حالات مرضية متعددة ولنتوجه الى ذوي الاختصاص ليفيدونا بآرائهم في هذا الموضوع..موضوع الشباب والفراغ يحتاج الى اكثر من وقفة ، فهو يشكل مشكلة يجب معالجتها ذلك لان الشباب هم السواعد التي نعتمد عليها في بناء المستقبل ، كما نعتمد عليها في ازدهار الحاضر ، وهم اولادنا وبناتنا الذين يجب ان نهتم بهم ونشرع لهم كل الابواب . ونهييء لهم كل الفرص ليعملوا وينتجوا ويبدعوا ولايجب ان نكتفي بالطرح النظري للحلول كما هو حاصل الآن..واخيراً كان لزاماً علينا زيارة بعض المواقع الشبابية التي من المفترض ان تستقطب الشباب كوسائل عصرية ذات جدوى كبيرة لذلك كانت لنا زيارة قصيرة لبعض مقاهي الانترنت لمعرفة كيف يقضي الشباب وقتهم في هذه الامكنة العصرية ؟ وهل التكنولوجيا كفيلة بمعالجة مشكلة فراغ الشباب؟وكانت الاجابة من خلال غرف الدردشة ( التشات) التي وجدنا عدداً كبيراً من الشباب متحمسين لها ويدافعون عن فوائدها الثقافية والنفسية والعاطفية ، فهي وسيلة جيدة حسب وجهة نظرهم لسد اوقات الفراغ اذا ما استخدمت في مسارها الصحيح، البعيد عن التفسخ الاخلاقي الذي نراه عند بعض الشباب السيئين فهي تحقق فائدة التعارف والتخاطب مع الآخرين ، وهي وسيلة عصرية قربت المسافات بين الناس وألفت بين قلوبهم ..[c1]الخريجون والتعطل وأثره على المواهب والقدرات[/c]البطالة شبح يحيط بالخريجين العاطلين ولها آثار اجتماعية خطيرة حيث نجد العاطل يشعر بالاحباط واليأس وعدم الانتماء للدولة ، هذا الاحساس يؤدي الى انتشار الجريمة بانواعها ، الى جانب الانحرافات الفكرية ، وكلما طالت فترة التعطل كلما صار ضررها جسيماً حيث تؤثر تأثيراً سلبياً على المواهب الفنية والعقلية للعامل فتضمحل مهاراته بل يفقد الانسان ميزة التعود على العمل واتقانه ويتدنى مستواه ، كما تؤدي البطالة الى هدر في الطاقات الانتاجية وانخفاض مستوى الناتج المحلي والدخل واختلال الاسعار، الامر الذي ينجم عنه زيادة اعتماد الدولة على العالم الخارجي لتأمين الاحتياجات الاساسية لمواطنيها ، ومزيداً من اللجوء الى القروض والمعونات لتمويل شراء هذه الاحتياجات، مما يعيد انتاج التبعية لمراكز الاقتصاد العالمي ، وتضعف القدرة التنافسية للاقتصاد المحلي في الاسواق الخارجية، وعلى مستوى الفرد يتضح انه يكون عالة على الآخرين - الابوين غالباً- وتهدد البطالة الاستقرار السياسي للمجتمع لان الشباب المتعطلين عن العمل يضيقون باوضاعهم المتردية ، ولها ايضاً اثار ديموغرافية نتيجة لإهمال الدولة للريف وتردي انواع الوظائف والبنى التحتية مقارنة بما هو عليه واقع الحال في الحضر في العديد من الدول النامية ، الامر الذي أدى الى هجرة متزايدة من الريف الى المدن اضافة الى الهجرة الخارجية، وهجرة العمالة الماهرة ذوي الكفاءات العلمية كذلك ونتيجة لعدم توفر فرص عمل ولعدم حصول الشباب على اجر يمكنهم من مواجهة متطلبات الحياة المتزايدة ينحو الشباب في كثير من الدول النامية ، الى تاجيل ارتباطهم الى سن الـ 35 وحتى الـ 40 عاماً الامر الذي ادى الى تفشي ظاهرة العزوبية والعنوسة والعزوف عن فكرة تكوين اسرة.[c1]ارقام حول البطالة عالميا واقليمياً [/c]طبقاً لإحصاءات عام 2004م الصادرة عن مكتب العمل الدولي يجنيف بعنوان اتجاهات التشغيل في العالم ، نجد انه حتى عام 2003م كان اجمالي عدد المتعطلين عن العمل نحو 185.9 مليون فرد ، عدد الذكور منهم نحو 108.1 مليون ، عدد النساء 77.8 مليون ، إجمالي الشباب 88.2 مليون شاب ، ومن هنا يتضح كيف ان البطالة تجتاح العالم وتنتشر بأعداد هائلة ، اما عن الحال في عالمنا العربي فتعتبر بطالة الشباب فيه من اعلى معدلات البطالة في العالم.وقد اشار الى هذه الحقيقة، نفس التقرير الصادر عن منظمة العمل حيث تصل معدلات البطالة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى 12.2 والشباب منهم معدل بطالته 25.6 وبمقارنة هذه النتائج بالمعدلات العالمية سنجد انها 6.2 في حين معدلات البطالة للشباب 14.4 ونظرة اخرى على البلدان الصناعية المعدلات فيها عند 6.8 وبطالة الشباب 13.4 ويزداد الامر سوءا قليلاً في الاقتصاديات الانتقالية لتصل معدلات البطالة إلى 9.2 والشباب 18.6 وعلى العكس تماماً تقل المعدلات كثيراً في البلدان الاسيوية فهي في شرق اسيا 3.3 وفي جنوب شرق اسيا 4.6 وفي جنوب اسيا 4.8 وتظل افريقيا شبه الصحراوية عند معدلات مرتفعة غير انها لاتصل الى المستوى الموجود في العالم العربي حيث وصلت 10.9 نسبة الى العدد الاجمالي للسكان.وهذا الامر يفرض وفق تقديرات البنك الدولي على منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا مواجهة تحد غير مسبوق في العقدين المقبلين ، ففي عام 2000 بلغ إجمالي عدد القوة العاملة في المنطقة (104) مليون شخص ويتوقع لهذا الرقم ان يرتفع ليصبح (146) مليون في العام 2020م.وارجو من كل شاب يود ان يمشي بالطريق الذي يرضي الله ان يشاهد الفيلم المصري ( اوقات الفراغ) لانه يناقش جميع قضايا الشباب.