القاهرة/فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: قال مسئول أمس الأحد إن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يواصل إجراء اتصالات مع حركتي فتح وحماس في محاولة لوقف الصراع بين الحركتين الفلسطينيتين الكبيرتين. وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين محمد صبيح للصحفيين إن موسى يجري «اتصالات مكثفة» مع قيادات الحركتين لوقف الصراع الدائر بينهما خاصة في قطاع غزة الذي شهد يوم أمس الأول السبت مصادمات دموية بين نشطاء حماس وأفراد من عشيرة حلس الموالية لفتح أسفرت عن مقتل تسعة وإصابة 95 آخرين. وأضاف أن الأمين العام للجامعة العربية يجري اتصالات مع الطرفين «على مدار الساعة بهدف عودة الجميع لصوابهم ورشدهم.» وطالب صبيح فتح وحماس بتبادل الإفراج عن نشطاء الحركتين. في غضون ذلك أعيد نحو 30 فلسطينيا موالين لحركة فتح فروا إلى إسرائيل أمس الأحد مرة أخرى إلى قطاع غزة بعد اشتباكات ضارية شهدها القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس التي قالت إن قواتها اعتقلتهم على الفور. وهؤلاء من بين 180 من أنصار حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس سمح لهم باللجوء إلى إسرائيل يوم السبت بعدما قتل تسعة فلسطينيين وأصيب 95 آخرون بعد أن حاصرت قوات الأمن التابعة لحماس ضاحيتهم في مدينة غزة لاعتقال أشخاص. وقالت مصادر في فتح أن مجموعة أخرى من الفلسطينيين الذي فروا من قطاع غزة سينقلون في وقت لاحق إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث مقر حكومة عباس. وكانت اشتباكات السبت الأكثر دموية منذ سيطرة حماس على القطاع الساحلي وطردها قوات فتح قبل أكثر من عام. وجاءت الاشتباكات في إطار عملية بدأتها حماس بعد تفجير وقع يوم 25 يوليو الماضي وأسفر عن مقتل خمسة من نشطائها وفتاة. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أن عشرات ممن فروا من قطاع غزة أثناء القتال عادوا للقطاع وإنهم اعتقلوا. والرجال الثلاثون العائدون من عشيرة حلس الموالية لفتح التي تعرضت لانتقادات من مسئولي فتح في الضفة الغربية لتقاعسها عن مقاومة سيطرة حماس على القطاع في يونيو 2007. وقال متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن عباس طلب من إسرائيل إعادة رجال فتح إلى قطاع غزة. وأوضح أن المصابين سيبقون في إسرائيل للعلاج وستجرى إعادة البقية إلى القطاع الذي تسيطر عليه حماس. وامتنع مكتب عباس عن التعليق على ما إذا كان قد وافق على عودة أنصار فتح إلى غزة. وقال القيادي في فتح حسين الشيخ والمسئول الكبير بالشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية أن السلطة تبحث مع إسرائيل كيفية السماح بعودتهم إلى غزة. واندلع قتال السبت عندما طوقت قوات حماس حي الشجاعية بمدينة غزة لاعتقال 11 شخصا يشتبه بضلوعهم في تفجيرات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص بينهم خمسة من نشطاء حماس في 25 من يوليو الماضي. وقال مسئول أمني تابع لحماس إن من بين المعتقلين زكي السكني وهو أحد رجال فتح الهاربين والذي تقول حماس إنه متورط في تفجير يوم 25 يوليو الماضي وهجمات أخرى استهدفت مقارها في قطاع غزة. وأضاف المسئول أن السكني لجأ إلى المقر الأمني التابع لعائلة حلس. وأضاف أن قوات الأمن التابعة لحماس عثرت هناك على أسلحة وورش لصنع متفجرات إضافة إلى قاعدة لتدريب مقاتلي العائلة والأشخاص الهاربين من فتح. وقال مسئول بمستشفي بارليزاي الإسرائيلي القريب من القطاع أن 11 من رجال فتح الفارين من غزة يعالحون به. وقال عاطف حلس احد المصابين من على سريره في المستشفى إن قوات حماس أغارت على عشيرته وحرقت منازلها وروعت الأطفال مما دفعه للهروب من غزة. وأضاف أن حماس طلبت اعتقال بعض سكان المنطقة لكن الأهالي رفضوا تسليمهم وذكر أن حماس هاجمت المنطقة وأطلقت الصواريخ والقنابل عليهم. وقال أن عددا كبيرا سقط بين قتيل وجريح. وقال الكولونيل رون اشوف قائد القوات الإسرائيلية عند معبر ناحال عوز بين غزة وإسرائيل لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن مسلحين من حماس أطلقوا النار على أفراد عشيرة حلس أثناء عبورهم المعبر إلى إسرائيل يوم السبت. وقال اشوف «كان هناك مسلحون يطلقون الرصاص تجاه الأراضي الإسرائيلية. انتشلهم الجنود من تحت النيران. وأطلقنا النار على المجموعة (مسلحي حماس) لإبعادها.» وبدا أن الاشتباكات الأخيرة تشدد إحكام حماس لقبضتها على قطاع غزة دون المساس بالهدنة بين الحركة وإسرائيل والتي بدأت قبل ستة أسابيع وتم التوصل إليها بوساطة مصرية. ولا يزال عباس زعيم حركة فتح التي خسرت الانتخابات أمام حماس عام 2006 يسيطر على الضفة الغربية المحتلة بدعم مالي من الولايات المتحدة ومانحين آخرين. وتعثرت الجهود التي يقودها العرب للمصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين اللذين يديران حكومتين متنافستين في الضفة الغربية وقطاع غزة كما لم تحرز محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة بين عباس وإسرائيل أي تقدم ملحوظ.