احد النازحين الفلسطينيين من مخيمات البدو في الضفة الغربية
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/دوجلاس هاملتون وعلي صوافطة: مارس جيش الاحتلال الإسرائيلي سلطته كقوة احتلال وبدأ إزالة مخيمات للبدو بالضفة الغربية من مناطق يرعون فيها منذ سنوات طويلة. ونزحت أكثر من 20 أسرة حتى الآن هذا الشهر في إطار عمليات إزالة لخيام سوداء متهالكة عند سفوح تلال جافة بشمال نهر الأردن. ويقول مسئولون فلسطينيون إن هناك نحو 200 أسرة مهددة. بينما تزعم سلطات الاحتلال الإسرائيلي إن نقل البدو هو لحمايتهم من مناطق إطلاق نار تابعة لجيش الاحتلال وتصف منظمة هيومان رايتس ووتش لحماية حقوق الإنسان العملية بأنها “سياسة متحجرة القلب.” قد تكون مساكنهم مجرد خيام لكن بالنسبة للبدو الذين يعيشون عند نبع يسمونه “المياه الحلوة” هي الديار إلى أن جرفها حفار آلي للجيش الإسرائيلي وحولها إلى كومة من الحطام. وسوى جيش الاحتلال الإسرائيلي حظائر الماشية بالأرض وتكومت في العراء قطع قليلة من الشراشف والأثاث المتهالك. يقول محمد الكعابنة (38 عاما) وهو أب لتسعة أبناء “نعيش على هذه الأرض منذ سبعة أعوام...الجنود اخبرونا أن نتركها لأن هذه منطقة عسكرية. لكننا ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه. ثم عادوا هذا الصباح.” اتسمت عملية الإزالة بالغرابة فلا توجد منازل ليهدمها الجيش مثلما يفعل في حالات أخرى يقول إنها بنيت بدون ترخيص وبالتالي يستطيع الرعاة ببساطة نصب خيامهم من جديد. وذكر متحدث باسم الإدارة المدنية التي يديرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة إن الإدارة كانت تحاول لبعض الوقت إقناع البدو بالانتقال إلى مواقع أكثر أمنا، وأضاف المتحدث “حين فشل هذا حذرناهم بأنهم يعرضون أرواحهم للخطر بنصب خيامهم في وسط منطقة عسكرية وأنهم مطالبون بالجلاء.” وفي الشهر الماضي وضع الجيش لافتات على الطرق الترابية التي يستعملها البدو كتب عليها تحذير “خطر. منطقة إطلاق نار. ممنوع الدخول.” وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إشعارات بالإخلاء دون حق بالطعن وأبلغت الأسر بأن عليها الرحيل في غضون 24 ساعة. بعد ذلك بثلاثة أسابيع جاء الجنود دون سابق إنذار وفككوا المخيمات. ويقول بعض الرعاة إنهم يعيشون على هذه الأرض منذ الخمسينات ويرفضون ترك المنطقة حتى الآن، لكن المخاطر حقيقية. وقال قدري دراغمة “فقدت ابني.” وأضاف أن ابنه وكان شابا في التاسعة عشرة من عمره قتل في انفجار في يناير كانون الثاني عام 2008 وقال محققون بالجيش إن هذا كان نتيجة لانفجار لغم خلفوه وراءهم بعد تدريب. واستطرد المزارع قائلا “ليس هناك مكان آخر نذهب إليه.” بعد بضع ساعات من مغادرة الجنود انتقلت أسرة الكعابنه على بعد نحو 200 متر ونصبت مظلة للاحتماء من شدة الحرارة. بينما استظل الماعز تحت نخلة كبيرة مستغلا كل ذرة من ظلها. ومضى دراغمة يقول “سنعيد البناء فحسب مثلما فعل جيراننا هناك على الفور” مشيرا إلى خيمة أسرة قال إنها أجبرت على النزوح أيضا قبل ساعات قليلة، وأوضح رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي زار المنطقة مؤخرا إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد يهدم المخيمات لكنهم “يهدمون ونعمر لان في ذلك الوسيلة الوحيدة من تمكين شعبنا البقاء على أرضه، “هم يجرفون ونحن سنعمر مصرين على ذلك وراح تشوفوا.” وأشارت هيومان رايتس ووتش الى أنه بموجب أمر أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1970 يمكن إجلاء الناس الذين يعيشون في منطقة عسكرية دون حكم محكمة باستثناء من يصنفون على أنهم “سكان دائمون.” ويقول مسئولون فلسطينيون إن منطقتي تدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي تغطيان نحو 150 كيلومترا مربعا من الأرض في المنطقة. ومنذ إعلانها منطقة عسكرية “قبل سنوات” قالت هيومان رايتس ووتش إن من الممكن صدور أوامر الإجلاء في أي وقت. ولا يوجد تفسير لتنفيذها الآن. ونوه دراغمه إن أسرا كثيرة لديها سندات ملكية موثقة للمراعي بما في ذلك سند ملكيته “من جدي.” لكن المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي استبعدت هذا لان البدو “رعاة” ولا يمكن اعتبارهم سكانا دائمين. ويشير بدو محليون إلى أن جيش الاحتلال ومسئولين إسرائيليين أبلغوهم بأنه سيتم نقلهم من المنطقة في الوقت المناسب وهو ما قد يشمل ألفي شخص في مخيمات متناثرة على سفح تل على جانبي طريق متعرج لمسافة نحو 20 كيلومترا. ويقول عارف دراغمة وهو مسئول فلسطيني محلي إن هناك ستة معسكرات للجيش الاسرائيلي في المنطقة. كما توجد عدة مستوطنات إسرائيلية منها روتم وميهولا ومسكوت التي قضت المحكمة الدولية بأن بناءها غير قانوني لأنها بنيت على أرض محتلة. وتقريبا كل بقعة كبيرة من الخضرة على الأراضي الخصبة في التلال المطلة على الطريق السريع الرئيسي عبر وادي الأردن صناعة إسرائيلية. وهذه زراعة لأغراض تجارية وليست مزارع تعاونية. وتعمل مزارع نخيل البلح والكروم وتسمين الماشية ومزارع الديوك الرومية على نطاق تجاري كبير، وعلى النقيض ليست مزارع البدو سوى محاولات لكسب قوت اليوم. وتقول أمل قاسم التي تعيش في خيمتين كبيرتين مع أبنائها حفاة الأقدام وتملك 12 عجلا تتجنب حرارة شمس الظهيرة في زريبة صغيرة مظللة “نحن هنا منذ 15 عاما.”، وأضافت “نأخذ الماء من النبع هناك. لكن الآن يأتي المستوطنون ليستخدموه كحمام سباحة ويأمروننا بالرحيل... للأسف سيأتي جيش الاحتلال قريبا ويطردنا.”