مدارات
نعمان الحكيمكانت نسمة هواء عليل وأريج هواء عطري يفوح شذاه صباح كل يوم كنا نلاقيها في مبنى الصحيفة (القديم) .. كانت الابتسامة لا تفارقها بأدب وأخلاق وإحترام .. كانت –رحمها الله- مثالاً للشباب بروحهم المرحة الدفاقة الطموحة وبعزيمة الكبار أهل الخبرة والتجربة والعطاء المتدفق الذي يغترف منه الشباب وحديثو التجربة ! أنسام .. أيتها النسمة المغادرة أيتها الروح الطاهرة .. يامن كنت المعين للمحتاجين أيتها الملائك البريئ كم كانت عاطفتك تجاه أولئك الذين يأتون لتقديم (تعزية) أو (تهنئة) في الصحيفة جياشة مقدرة لهم لقد كنت تحسين بآلامهم كما كنت من معين معاناتك تغترفين لتعطيهم إبتسامة وأملاً وأنت في داخلك المعاناة ومضاعفات المرض الذي انتهرت عليه لكن مؤقتاً .. أين أنت يا أختنا يا إبنتنا الحبيبة اليوم ؟! أين أنت يا أنسام بعد كل هذا العطاء ؟! لقد فجعنا وكانت الصدمة في يوم جمعة ..نقول إنها مباركة .. نعم فجعنا ودعينا الله لك في صلاة الجمعة بأن تكون من الفائزين بالجنة وأن تكون شفيعنا يوم أن نلقاك إن شاء الله !آه يا أنسام .. آه وآه على فقدك مبكراً .. وربنا يصبر أهلك الكرام الذين بذلوا معك ما استطاعوا .. لكن إرادة الله كانت قد سطرت وهي الفيصل فلا راد لقضائه ومشيئته تعالى .. فقط نحن نتحسر ونتألم وهي سنة الحياة في أن نفرح ونبكي ونحزن على موتانا .. خاصة من نعزهم ونحبهم أمثالك وأمثال المرحومة فقيدة الشباب (ضياء محمد عبدالله) التي فقدناها قبلك وكنت أنت إحدى الحزينات عليها .. مثلما أهلها وزملائها (في الصحيفة وكذا قيادتها الاكارم).أنسام عبدالله علي .. يازين الشباب وتاج رؤوسهم .. نستودعك الله تعالى أمانة لأنك قد عدت إليه سبحانه وها قد عادت الأمانة لخالقها سريعاً ربما رأفة بك ورحمة لك من الألم الذي لا يحس به إلاّ من يقاسيه .. أنسام وعبير أكتوبر أنت .. أيتها الغالية يصعب أن ندلف الى إدارة الاعلانات بدون رؤيتك باحثة مرحبة مبتسمة يصعب علينا بعد اليوم أن لا نراك وكنت أنت مصدر السعادة للكثيرين ممن عاشوا معك وعرفوك من زملاء وزميلات ومن مواطنين كانوا قد تعاملوا كثيراً معك في سياق الوظيفة يصعب عليهم بعد اليوم عدم رؤيتك الأفي المخيلة والتذكار لأن أمثالك يظلوا في الذاكرة لنقاء أفكارهم وكياسة تعاملهم ولأخلاقهم العالية التي هي إرث أسرة كريمة أنجبتك وربتك وتقربك (حياً وميتاً) لأنك أكدت أنك سليلة أسرة عريقة 100 % هكذا نحن نحكم من خلال المعايشة والمعرفة والادارك فهل مثلك ينسى .. أبداً أبداً والله لا يكون ذلك الأمن المستحيل !لك الرحمة والخلود يا أنسام مع رحمة المولى التي تتغشاك وأنت في ترابك .. الثرى الطاهر الذي يحتضنك إحتضاناً أبدياً بديلاً لأمك التي كانت الحضن الدافئ الذي هو الجنة الصغرى في دنياك الفانية لك الجنة والخلود ولأهلك جميعاً جميل الصبر والعزاء .. وهي كلمات تعجز عن أن تفيك حقك .. أختي إبنتي ، زميلتي .. أنسام !إنا لله وإنا إليه راجعون!