الإضراب الذي برزت ملامحه بالتحديد في قطاع النظافة في عدن، وخصوصاًًَ خلال الأيام الماضية لا يمكن تبريره بأي منطق ، وخصوصاَ أن الإضراب دعت إليه النقابات في كل القطاعات ، فلماذا يركز فقط على قطاع النظافة في عدن تحديداَ ؟إن إضراب عمال النظافة في عدن ، وفي هذه الظروف التي تنتشر فيها الكثير من الأوبئة مسألة تشبه إلى حد كبير حال من يحكم على نفسه وغيره من الناس بالانتحار .نحن جميعاً نعيش في هذه المدينة ، وغالبية الناس عمالاً وموظفين مدعوون للإضراب ، ونحن بالمناسبة لسنا ضد أن يضرب الناس ، ويطالبوا بحقوقهم ، بالطرق الشرعية ، والقانونية .. ولكنا ضد هذه الحال.. هل يعقل اننا من أجل أن نكون مضربين ؛ نلوث بيئتنا، ونوجد الظروف المهيئة لتكاثر الحشرات والبكتيريا والقوارض والزواحف .. ؟!من الذي سيتضرر في هذه الحال ؟! ألسنا جميعاً معرضين للخطر ..ابتداء من التلوث البيئي ، وانتشار الكوليرا والتيفوئيد والاسهالات المختلفة ومروراً بالحميات (الملاريا ، وحمى الضنك ، والحمى الصفراء)، وإنتهاء بالطاعون .. ألسنا نقتل أنفسنا بهذا العمل ؟ أليس في مقدمة من سيتضرر العاملون المضربون في مختلف القطاعات . . ؟! ترى ، من الذي يوجه الناس هذا التوجيه ؟! ولمصلحة من تتم الإساءة إلى صحة الجميع ؟ ومن الذي سيفقد الأحبة والأقربين ومن سيعيد أو سيعوض عن الخسارة؟ ولماذا بعد ذلك يتم الإساءة لنظافة عدن التي تستعد للانتقال نحو مستقبل مشرق من العمل؟.فلماذا لا يركز الإضراب ـ إذا كان الناس يريدون الاضراب _ على القطاعات الأخرى ، إذ لايمكن تبرير الإضرابات في قطاعات الخدمات الأساسية ؟ وافرضوا أن عمال النظافة أضربوا ، وعمال المياه أضربوا وعمال الكهرباء أضربوا .. لو حصل ذلك ، وفي هذه الظروف فأي حياة ، وأي معيشة ستبقى ؟! ومع من سنعمل ؟ ولأجل من سنضرب ؟ لا شك في أننا سنكون ـ وللأسف، شئنا أم أبينا - قد قتلنا أنفسنا بإيدينا .. فأين العقل يا أهل العقول ؟! نصيحة مخلصة .. نحن مع أصحاب الحق .. ولكن لنبحث جميعاَ في الوسائل دون الإضرار بالنفس .. فنحن فقراء لا نملك القدرة على العيش سوى في بيوتنا ، وينبغي أن نعلم ان القادرين لايعيشون بيننا .. وإذا أصيب أحدهم بالحمى في شعره ؛ فإن بإمكانه أن يعالجها ولو في أمريكا ، أو لندن !!هذه نصيحتي ، ولكم أن تفكروا ، وما خاب من استشار.
ما هكذا يكون الإضراب !!
أخبار متعلقة