الحديث عن تاريخ الاستعمار الغربي لوطننا العربي الكبير من فراته إلى النيل هو كدق مسمار فوق جرح لم تستطع سنوات طويلة أن تمحوه..فما تعرضت له شعوبنا العربية من ظلم وإرهاب واغتصاب حقوق وتدنيس مقدسات وقتل وتقتيل وسلب ونهب لا يمكن اختزاله في هذه السطور.وبالرغم من كل ذلك، خرجت جماهيرنا العربية من تحت ركام كل هذا الظلم والعدوان وتلاحمت تلاحماً اسطورياً خلاقاً، أنجبت من خلاله ثورات وطنية حولت الشوارع والأزقة إلى نار التهمت أطماع وجسد المستعمر.وكان من الطبيعي أن تمتزج الثورات العربية وتتلاحم بهذا الشكل الأسطوري، وهو ما أرعب المستعمر وزلزل الأرض تحت أقدامه المهتزة.واستمرت مسيرة النضال الوطني العربي وتعالت الأصوات الوطنية الشريفة، فقال شرفاء مصر ورددوا (الاستقلال التام أو الموت الزؤام)، وقال شرفاء عدن الباسلة آنذاك بصوت وطني صادق (برع يا استعمار برع من أرض الأحرار برع).. لتصبح الأخيرة بعد ذلك من أشهر الاغاني الوطنية الخاصة باليمن.لقد خاضت شعوبنا العربية نضالاً مريراً ضد الوجود الاستعماري هنا وهناك، ولقنته دروساً قاسية معبرة عن عظمة الإنسان العربي وكيفية ومدى اعتزازه بحريته وكرامته وترابه الوطني.لقد كانت الأرض جهنم من نوع آخر تحت أقدام المستعمر البغيض، الذي كان ولا يزال يتشدق بإنسانيته وإيمانه المطلق بالحرية والعدل والديمقراطية، بينما هو في واقع الأمر صورة طبق الأصل من (حرامي الجامع) والفرق هو في نوع المسروقات!!فالاستعمار يقوم بسرقة خيرات الشعوب والأرض والإنسان والتاريخ والمقدسات والموروثات الحضارية والإنسانية وحاضر ومستقبل الأجيال، ويرسم لوحة مخيفة أبرز ألوانها الجهل والفقر والمرض والمعاناة بكل صورها ومعانيها، بينما (حرامي الجامع) يقوم بسرقة الأحذية الخاصة بالمصلين رغم قدسية المنبر، لكنه لا يستطيع سرقة أشياء أخرى لأنه لا يتمتع بأي نفوذ في منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ولا الكونجرس والبنتاجون!!
أيها الشباب .. الاستعمار يخطط للعودة!!
أخبار متعلقة