واشنطن / رويترز / 14 أكتوبر :كثف الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي هجماتهم على الدول الاعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) أمس الخميس وهددوا بتعطيل مبيعات اسلحة بمليارات الدولارات لأعضاء مثل المملكة العربية السعودية اذا لم تتخذ هذه الدول اجراء لخفض أسعار النفط. وقال بيان للمشرعين إن اعضاء بمجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي منهم تشارلز شومر من نيويورك وبايرن دورجان من نورث داكوتا وآخرون طالبوا البيت الابيض باستخدام نفوذه لاقناع اعضاء اوبك بزيادة انتاجهم أو “المخاطرة بان يعطل الكونجرس صفقات سلاح ضخمة للسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودول أخرى في المنظمة المنتجة للنفط.” وقالت مجموعة الأعضاء بمجلس الشيوخ الامريكي في البيان “ترفض ادارة بوش التشدد مع ما يسمى بالحلفاء في اوبك وفي واقع الامر تستمر في تقديم صفقات سلاح ضخمة رغم المواجع الاقتصادية التي يشعر بها دافعو الضرائب.” واصبحت ادارة بوش في وضع هش بسبب سياستها في الشرق الاوسط كما ان اسعار النفط القياسية التي اقتربت من 120 دولارا للبرميل تعد واحدة من العديد من القضايا المعقدة في المنطقة. وحث الرئيس بوش مرارا اعضاء بمنظمة اوبك مثل السعودية على زيادة الانتاج لكنه يحاول ايضا استخدام مبيعات الأسلحة الأمريكية لمعادلة النفوذ الايراني في الشرق الاوسط. وقال سكوت ستانزيل المتحدث باسم البيت الابيض ان خطة المشرعين هي “تصرف خاطيء عندما يتعلق الامر بامننا وطاقتنا.” وانتقد الديمقراطيين لاعاقة خطط للتنقيب عن النفط في منطقة برية في الاسكا. واضاف ستانزيل “مبيعات الاسلحة لحلفائنا تتم لانها في مصلحة امننا القومي وليس لانها ورقة مساومة.” وأخطرت ادارة بوش الكونجرس بعزمها على ان تبيع للسعودية معدات توجيه قنابل في صفقة تقدر قيمتها بنحو 120 مليون دولار. كما تريد الادارة ايضا ان تبيع للامارات والكويت انظمة صاروخية متطورة في اطار صفقة سلاح قيمتها عشرة مليارات دولار. وانحت دول كبرى في منظمة اوبك مثل السعودية مرارا باللائمة عن ارتفاع اسعار النفط على عدم وجود طاقة تكرير اضافية ومضاربات وليس بسبب نقص امدادات النفط. وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي امام مؤتمر عن الطاقة عقد في روما هذا الاسبوع ان” القدرة المحدودة في مختلف مراحل سلسلة الامداد هي السبب الحقيقي وراء الضغوط على الامدادات في الوقت الراهن.” وقال جريج بريدي وهو محلل لدى مؤسسة اوراسيا جروب ان من المرجح ان يستخدم البيت الابيض حق الاعتراض على الجهود التي تربط مبيعات الاسلحة الى الشرق الاوسط باسعار النفط . واضاف بريدي “حتى في وجود ادارة ديمقراطية فانهم سيريدون بالتأكيد ان تحصل دول الخليج العربية على قدرات دفاعية في مواجهة ايران.” وقال انه على الرغم من ان المشرعين سارعوا بالقاء اللوم على اوبك في ارتفاع اسعار النفط الا ان المنظمة “فقدت فعليا السيطرة على السوق في هذه المرحلة.” وقال فرانك فيراسترو وهو خبير في مجال الطاقة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان ربط اسعار النفط بمبيعات الاسلحة قد يدفع دولا منتجة للنفط بالشرق الاوسط لعقد اتفاقات اسلحة مقابل النفط مع دول مثل روسيا والصين الامر الذي يضر بالمصالح الامنية الامريكية. وقال فيراسترو ان “ربط مبيعات الاسلحة بزيادة الانتاج قد يضر بالفعل الولايات المتحدة اكثر من الدول المستهدفة في الشرق الاوسط.” واضاف “عندما تكون لديك مطرقة كبيرة ...فان كل شيء يبدو مثل مسمار.” وفي العام الماضي مرر الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي مشروع قانون يسمح للحكومة الاتحادية بمقاضاة منظمة اوبك بسبب التلاعب في الاسعار. وقال البيت الابيض انه سيعترض على مشروع القانون وحذر معارضو الاجراء من ان الدول الاعضاء بالمنظمة قد ترد على مثل هذه الخطوة بقطع الامدادات.