باريس/ 14أكتوبر/ متابعات:قدم الأكاديمي الكويتي الدكتور محمد الشطي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) دراسة عن التحديات التي تواجهها المنظمة في مطلع الألفية الجديدة، وذكر الدكتور الشطي وهو نائب المندوب الدائم لدولة الكويت لدى المنظمة أنه قدم الدراسة إلى رئيس الدورة الـ35 للمؤتمر العام لليونسكو السفير دافتسون هيبورن.وقال الشطي «إن الدراسة تضمنت التحديات والمشكلات التي ستواجهها المنظمة والحلول التي يمكن تطبيقها لتخطي أو التقليل من آثار تلك التحديات» مضيفا أنه تم استعراض الأزمات والتحديات التي تواجه المنظمة في الألفية الثالثة والتي منها الموروثة من القرن الماضي وأخرى مستجدة على هيئة أزمات برزت خلال العقد الحالي.وأشار إلى أنه «تم تصنيف التحديات الهائلة التي تواجهها (يونسكو) والبشرية بعد انقضاء عشر سنوات على دخولنا الألفية الثالثة بأنها تتمثل في تحديات موروثة من القرن الماضي استعصت على المنظمة من أبرزها الأمية وأخرى مستجدة على هيئة سلسلة من الأزمات برزت خلال العقد الحالي افتعلها الإنسان بدءاً من أزمة الطاقة مرورا بالأزمة الغذائية ووصولا إلى الأزمة المالية».وأوضح في السياق ذاته أن «الدراسة أشارت إلى معاناة العالم وشعوبه من الأزمات والتحديات حيث إن الخطر الرئيسي يتمثل في تفاقم الفوارق بين الدول من جهة واتساع الفوارق الاجتماعية في الدولة الواحدة من جهة أخرى وهو ما يعرف بالتفكك الاجتماعي».و ذكر أن الفقر وتفاقمه بصورة مستمرة وتحديدا عند النساء والأطفال الذين يمثلون الغالبية العظمى من الفقراء في العالم يشكل عائقا يحول دون تنمية مجتمعات بلدانهم كما أن هذا يتزامن مع واقع مؤلم آخر يتمثل في وجود 770 مليوناً من الأميين في ثلاث قارات وهي آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وأكثر من 80 مليون طفل خارج أسوار المدارس».وأوضح أن ثمة تهديدات برزت تحدق بالسلام والأمن وحقوق الإنسان ومنها ظهور أشكال جديدة من العنف والنزاعات وتفاقم التعصب بأشكاله سواء أكان عرقيا أم دينيا أو سياسيا وكذلك ما نصفه بعولمة الإرهاب بالإضافة إلى التهديدات الأخرى كنقصان الموارد المائية وانتشار التلوث البيئي وتغيير المناخ واتساع الفجوة الرقمية وفقدان وغياب الحريات والإصلاحات في العديد من دول العالم.وحول الحلول لهذه التحديات ذكر الدكتور محمد الشطي «إن أكبر تحديات منظمة (يونسكو) هي تكييف آليات برامج المنظمة مع عصر التحويلات السريعة ومع تغيير دور وشكل التعاون مع الدول الأعضاء.وشدد على ضرورة تصنيف برامج المنظمة وفقا لطبيعة تحديات كل منطقة جغرافية على حدة أي أن تعد هذه البرامج تبعا لأولويات وحاجة كل منطقة جغرافية بالإضافة إلى بحث المنظمة عن آليات تنفيذ جديدة تتميز بالمرونة والفعالية وسرعة الاستجابة لمواجهة تسارع وتيرة التحديات وتفاقمها وجعل القطاع الخاص شريكا أساسيا للمساهمة في تنفيذ برامج المنظمة.وأكد ضرورة أن يكون للدول الأعضاء دور مهم وأساسي لتتمكن اليونسكو من القيام بمهامها في ظل التحولات السريعة» قائلا «إن هذه الدول معنية قبل الآخرين بما يجب القيام به» مضيفاً أننا نعيش تحت أحضان منظومة عالمية سريعة تبدو موصدة أمام المتأخرين وميسورة أمام الآخذين بالأسباب المدركين للتحديات الجسيمة التي فرضتها أحداث الثورة العلمية والتكنولوجية والانفجار المعرفي المتواصل.وذكر أن عصر التحولات السريعة يتطلب منا جميعا صيانة الرأسمال الاجتماعي بجميع عناصره حيث إن إرساء الحريات واحترام حقوق الفرد وحرية التعبير وإبداء الرأي وشيوع الأمن والعدالة والسلام وترسيخ المواطنة والالتزام بالحقوق والواجبات كل ذلك يعمل على خلق مناخ يسمح بإطلاق القدرات وتنمية ملكات الابتكار والاختراع والإبداع.
دراسة عربية حول التحديات التي تواجه اليونسكو في الألفية الجديدة
أخبار متعلقة