بيروت / وكالات :استمر نزوح اللاجئين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد في طرابلس بلبنان، مستفيدين من الهدنة السارية بين الجيش اللبناني ومجموعة "فتح الإسلام" منذ صباح أمس.وناهز عدد النازحين من مخيم نهر البارد الى مخيم البداوي نحو 15 ألفا، بحسب ما أوضح مسؤولون في مركز "الاونروا" واللجان الشعبية في البداوي. في حين أشارت نائبة مدير منطقة "الاونروا" في الشمال سناء علي أبو فرج ان النازحين تمت استضافتهم في المدارس السبع في مخيم البداوي، وفي الروضات والأندية والمؤسسات الاجتماعية، فضلا عن بيوت السكان في المخيم.وتوقعت ابو فرج ان يتكاثر توافد اللاجئين الى البداوي، لافتة الى استعداد "الاونروا"، بالتعاون مع اللجان الشعبية لاستيعاب الأعداد المتزايدة.بدوره، أشار مدير مركز "الاونروا" الطبي الدكتور أكرم يوسف الى ان المركز عالج منذ مساء أمس الأول حتى قبل ظهر أمس أكثر من 200 إصابة، وان شاحنة محملة أدوية قدمتها "الاونروا"، في حين ان قافلة أخرى من "الاونروا" محملة مواد غذائية وصلت عصر أمس الى المخيم. وأفيد عن وجود 4 جثث، وأكثر من 20 إصابة خطرة في مستشفى الهلال الطبي.سياسياً، هاجم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع المعارضة اللبنانية، آسفا لاكتفائها بمتابعة هجومها على الحكومة "في هذه الأوضاع الرديئة على الحكومة، بدل التضامن لينتصر لبنان كما يحصل في باقي الدول، وأنا لست في وارد الدفاع عن الحكومة بل عن لبنان وبقائه، وهناك مؤسسستان دستوريتان مطوقتان كرئاسة الجمهورية والمجلس النيابي".واعتبر جعجع أن الحل "هو ان يتعقب الجيش المجموعة حتى اعتقال آخر فرد منها. فالحكومة أعطت الجيش الضوء الأخضر حتى إنهائهم ومشكلتنا مع مجموعة مجرمين في نهر البارد، وليس مع المخيم ككل، وبالتالي الحكومة هي الوحيدة التي تجسد الدولة والحسابات الداخلية نعالجها لاحقا". في المقابل، اعتبر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان ظهور المجموعات المتطرفة في لبنان ناتج عن "فراغ السلطة", داعيا الى "حل سياسي" للازمة السياسية الراهنة في هذا البلد. وحمل "من يعرقلون تشكيل حكومة وحدة وطنية ويستندون الى دول أجنبية" المسؤولية. وأضاف الشرع خلال لقاء مع طلاب في جامعة دمشق ان "إلقاء اللوم على الآخرين يعكس عدم القدرة على إدارة الوضع". وتابع ان "الحل الوحيد هو حل سياسي (...) لا يمكن انقاذ لبنان من دون مشاركة كل القوى السياسية كما نص اتفاق الطائف" الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان. من جهة اخرى, انتقد الشرع الولايات المتحدة التي "تتبنى الفوضى البناءة". وأوضح ان "سوريا وإيران قبلتا التفاوض مع الولايات المتحدة (...) لكننا لسنا ساذجين لنصدق نية الولايات المتحدة الوصول الى تسويات في فلسطين والعراق ولبنان". على صعيد متصل، أعلنت الولايات المتحدة دعمها الكامل لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مؤكدة استعدادها لمنحه مساعدة عسكرية عاجلة لمواجهة تصاعد العنف الذي يهدد بزعزعة استقرار البلاد. وصرحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس "يحق للبنان السعي الى حماية شعبه وفرض احترام سيادته ونحن ندعم , لذلك, كثيرا جهود حكومة السنيورة". وقالت إنها "قلقة على لبنان حيث تواجه حكومة السنيورة عدوا متطرفا شرسا". وقررت واشنطن التحرك بسرعة والاستجابة لمطلب السنيورة لمساعدة عسكرية عاجلة، فأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك للصحافيين في واشنطن "إننا ندرس حاليا طلب مساعدة من الحكومة اللبنانية". ولم يحدد قيمة هذه المساعدة, لكن متحدثة باسم وزارة الدفاع تحدثت عن ذخائر وشاحنات وقطع غيار لمروحيات وآليات بقيمة 30.4 مليون دولار. وأشارت اللفتنانت كولونيل كارين فين الى وجوب موافقة الكونغرس على هذا المبلغ، وأمامه 15 يوما لرفضه. في غضون ذلك أعربت جامعة الدول العربية في بيان نشر أمس الأربعاء في القاهرة عن "إدانتها الشديدة للأعمال الإجرامية" التي ارتكبتها منظمة فتح الإسلام في لبنان.وأعلن البيان ان مجلس الجامعة عقد دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين مساء الثلاثاء وأكد على "الإدانة الشديدة للأعمال الإجرامية والإرهابية التي اقترفتها المجموعة الإرهابية والمسماة + فتح الإسلام + (...) والتي لا تمت الى القضية الفلسطينية أو الإسلام بصلة".وتعترف منظمة فتح الإسلام المحاصرة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بصلاتها بتنظيم القاعدة غير أنها تنفي أية علاقة تنظيمية لها بهذه الشبكة الإرهابية.وأكدت الجامعة العربية على "الدعم التام للجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني لضبط الأمن والاستقرار" في لبنان.وأوقعت المعارك المستمرة منذ الأحد بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الإسلام 68 قتيلا هم 30 جنديا لبنانيا و18 مسلحا من فتح الإسلام و19 مدنيا فلسطينيا ومدني لبناني. وانسحب مقاتلو فتح الإسلام الى داخل مخيم نهر البارد حيث يطوقهم الجيش اللبناني.