الحمل مرحلة طبيعية في حياة كل أم، وما يجلبه من متاعب وعوارض، مثل “الغثيان - التقيؤ - الدوار - الأرق - قلة النوم - كره بعض الأطعمة”، وأحيانا انعدام الشهية طيلة الأشهر الثلاثة الأولى “مرحلة الوحم”، ثم بعد ذلك من الشهر السادس وحتى التاسع بسبب توسع الرحم المثقل بالحمل بسبب زيادة حجم الجنين ومن زيادة الضغط على المعدة والأمعاء والمرارة والكبد وما يترتب عليه من زيادة الحموضة وصعوبة هضم الطعام، فذلك كله يعد من دواعي تركيز الاهتمام على صحة الحامل ورعايتها والعناية بغذائها عناية خاصة وعدم تعريضها للإجهاد الجسدي والنفسي، وإبقائها بعيدة عن كل ما من شأنه التأثير سلباً عليها.[c1]مبررات الصيام والمنع[/c]ليس هناك ما يمنع صيام المرأة الحامل طالما كل حملها طبيعياً، لا مضاعفات فيه ولا مشكلات تصحبه، وطالما أنها ليست مصابة بأي من الأمراض التي تعيق الصوم ولا تستدعي حالتها أخذ أدوية بانتظام.ولا نجد في هذا المقام أفضل من التذكير بالحكم الشرعي في المسألة وما ذهب إليه جمهور العلماء، عملاً بقول المولى عز وجل “ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر” وقوله تعالى:”وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين” فقد ذهبوا إلى القول بجواز أن تفطر المرأة الحامل في شهر رمضان، بحكم أن هناك عوارض اعترضت الصيام وحاجة الحامل إلى المحافظة على نفسها وجنينها وحاجة المريضة للطعام والشراب، ومن ثم تؤجل الصوم إلى ما بعد رمضان عندما تكون لديها القدرة. أما إذا لم يؤثر عليها، فلا تحمل على شيء وهي باستطاعتها أن تصوم.فيما يؤكد الأطباء ذوو الاختصاص أن مرور الحمل بظروف وأوضاع فيها خطورة على الأم أو الجنين يعد من موانع الصيام، كمضاعفات الحمل أو إذا أصيبت الحامل بالتهابات بولية حادة، لأن الحامل ستحتاج وقتها إلى نظام غذائي معين وتناول الأدوية في أوقات منتظمة.كما يتعين على الحامل المصابة بفقر الدم لأسباب غذائية أن تفطر، ففي إفطارها ضرورة تلزمها بإتباع نظام غذائي جيد تتوافر فيه نسبة عالية من الحديد.أما المصاب بالسكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد وتسمم الحمل وهبوط عضلة القلب ففي أي من هذه الحالات يكون واجباً على المرأة الحامل الإفطار تلافياً لوقوع ما لا تحمد عقباه.واللواتي يتعرضن لانخفاض ضغط الدم وهبوط معدل السكر في الدم، هن بحاجة إلى الأكل في فترات متقاربة ولابد أن يفطرن، وعليهن القضاء في ما بعد وهو ما ينطبق - أيضاً - على من يعانين من حمل غير طبيعي أو من علامات ولادة مبكرة.وفي حال أن شعرت الحامل أثناء الصوم بتعب مع تسارع ضربات القلب وزيادة العرق وضيق التنفس أو الدوخة، عليها أن تفطر فوراً لا أن تواصل الصيام. فالشريعة الإسلامية السمحة أجازت ذلك لمنع أي ضرر أو أي خطر محتمل قد يلحق بها.وليس هذا كل ما في الأمر، إذ أن هناك أوضاعاً أخرى تتطلب أيضاً الإفطار كوضع التقيؤ الشديد المصاحب للحمل والذي لا يبقى على غذاء في المعدة. وبالتالي يفترض بمن يعايشنه تناول وجبات خفيفة على فترات متقاربة.[c1]غذاء الحامل [/c]يؤكد خبراء التغذية من جانبهم أنه من الضروري تناول الحامل لدى صيامها أغذية غنية بعناصرها المفيدة تحتوي على كمية كبيرة من الأملاح والفيتامينات والكالسيوم والماء، وأهمها الفواكه والخضروات واللحوم الغنية بالحديد، وأن تكون الأطعمة المطبوخة المقدمة مسلوقة أو مشوية قليلة الدهون، حتى لا تتعب المعدة. وأنصحها بزيادة تناول الأسماك الطازجة، حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتينات واليود والكالسيوم والفوسفور.ويحبذ أن تكون السكريات التي تتناولها تلك الأنواع السريعة الهضم، كتلك التي في الفواكه وعلى رأسها التمر، وعليها أيضاً أن تكثر من الماء والحليب واللبن والعصائر الطبيعية الطازجة التي لا تضاف إليها إضافات أو محسنات، فهي تعمل على تعويض ما يفقده الجسم من سوائل أثناء الصيام، وتنعش الجلد والجهاز الهضمي وأنسجة الجسم عموماً. كما تكثر من إدرار البول، وتعمل على غسل الكليتين من المواد الضارة وطردها من الجسم بتصريفها خارجاً مع البول.[c1]تنظيم الوجبات الرمضانية [/c]ينبغي على الحامل - بحسب توصيات خبراء التغذية - أن تبدأ إفطارها بتناول حبات من التمر بالسعرات الحرارية لمد الجسم على وجه السرعة بحاجته من السكريات، ثم تتبعها باحتساء الشربة فهي غنية بالسوائل مريحة للمعدة وتساعد على تعادل أحماضها الهاضمة.وإن كان لها الإكثار من شيء فعليها أن تكثر من تناول السلطة.وموعد عشاء الحامل في رمضان يبدأ عقب انتهائها من أداء صلاة المغرب، ويا حبذا أن تتألف من السلطة والسمك المشوي أو الدجاج مع القليل من الأرز والخضروات، وبعدها بساعتين يمكن أن تأخذ وجبة خفيفة أخرى، مثل الفواكه والقليل من الحلويات أو الفطائر.كذلك ننصحها بالإكثار من السوائل بين وجبة الفطور والسحور، مؤكدين أهمية تناولها وجبة خفيفة عند منتصف الليل مثل “الساندويتش” مع بعض الفواكه والقليل من التمر أو مادة سكرية أخرى مفيدة، منهية بعد ذلك وجباتها بوجبة السحور التي لا بد أن تكون قريبة من موعد الإمساك، ويفترض أن تكون وجبة خفيفة غير دسمة كي لا تهيج الحموضة في أثناء الصوم.علاوة على وجوب تجنب المنبهات، كالشاي والقهوة، وعدم الإكثار من الملح، والامتناع عن الأطعمة المقلية والمشروبات الغازية والبهارات الحارة كالفلفل والبسباس.. بقي أن أنوه إلى ضرورة تناول الأم الحامل أغذية سهلة الهضم في الأشهر الأولى من الحمل،فلمرحلة الوحم خصوصية تتأثر معها المعدة نتيجة ارتفاع هرمون الحمل،فتزداد القابلية للغثيان؟،والتقيؤ.كما أنصح بأن يكون عشاؤها في رمضان موزعاً على عدة وجبات صغيرة أو دفعات،خالية من الدسم.وفي الفترة الأخيرة للحمل يجب أن يحوي الغذاء كميات من الحديد والكالسيوم لأن هرمون الحليب يكون قد انخفض في هذه المرحلة،وبذلك ينبغي أن تتناول اللحوم والخضروات مع التقليل من الدهون،ذلك أن الكبد لا يتعامل مع الدهون بصورة جيدة في الفترة الأخيرة من الحمل.
صيام الحوامل مرهون بسلامة الأم وخلوها
أخبار متعلقة