غضون
- الإرهابي الذي فجر نفسه قبل يومين بحزام ناسف وأخذ معه إلى الآخرة خمسة أبرياء كوريين ويمنيين .. هل كان يعرفهم .. هل بينه وبينهم ثأر أو منازعة؟ قطعاً هو لا يعرفهم وليس بينه وبينهم أي خصومة، وأجزم أنه لم يقصد بهذه العملية إيذاء أولئك الأبرياء لذواتهم ، فهو قتل الكوريين لأنهم وجدوا في ذلك المكان ولو وجد في المكان نفسه ألمان وليس كوريين لقتلهم أيضاً .. فالعبرة عندهم هي القتل لإيذاء طرف ثالث وهو الدولة والمجتمع اليمني.- وعلينا أن نفرق بين الجريمة والإرهاب .. مثلاً يأتي أحدهم إلى مكان يترصد شخصاً بعينه ويعرفه ولديه معه مشكلة أو ثأر فيقوم بقتله، وهو بذلك يستهدف الضحية نفسها، فهذه هي جريمة القتل، أما العمليات الإرهابية فذات مدلول أو أهداف سياسية. فالجماعة الإرهابية تقتل وتدمر كل ما بوسعها .. والإرهابي الذي قتل السياح في حضرموت لا يعرفهم ولا يقصدهم لذواتهم وليس بينه وبينهم مشكلة ولكن قام بذلك - وبسهولة - لكي يلحق ضرراً و إيذاء للدولة .. فهو يعرف أنه عندما يقتل هؤلاء السياح الأبرياء سيحقق مجموعة من الأهداف .. إحراج الدولة سياسياً وتخريب علاقتها مع دولة صديقة تتبادل معها المنافع، وضرب السياحة لأنها من الموارد الاقتصادية.- ولذلك يعد الإرهاب تحدياً خطيراً، وقد كررنا القول إن الإرهابيين لن يتوقفوا عن إيذاء هذا المجتمع ومن الضروري أن نتحالف جميعاً ضد الإرهاب بحيث لا ندع للإرهابيين فرصة لإيذائنا .. علينا كشف ظهورهم وحرمانهم من الملاذ الآمن ومن مصادر التمويل.إنهم طامة كبرى .. ولكي نتخلص منهم علينا أن نفعل الشيء الذي أكد عليه نائب رئيس الجمهورية أمس .. فقد قال المناضل / عبدربه منصور هادي وإن الواجب يفرض القضاء على الإرهابيين أينما كانوا ومن أي مكان جاءوا منه.