جنيف/مقديشو/وكالات/رويترز: أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أمس الثلاثاء ان نحو 173 ألفا من سكان مقديشو فروا من المدينة في الأسبوعين الماضيين بسبب تصاعد المعارك بين المتمردين والقوات الصومالية والإثيوبية.وأوضح رون ريدموند المتحدث باسم المفوضية ان نحو 90 ألف شخص انضموا إلى 150 ألف نازح في بلدة افغوي على بعد حوالي 30 كلم غربي مقديشو حيث أصبحت الحاجات الإنسانية "ضخمة".وأضاف للصحافيين ان "الكثير من الأسر تعيش ببساطة تحت الأشجار" في ظروف "بالغة القسوة".وكانت آخر أرقام للمفوضية العليا للاجئين تشير إلى 90 ألف نازح منذ عودة العنف نهاية أكتوبر.ويعد الصومال 850 ألف نازح بينهم 450 ألفا غادروا منازلهم منذ الحملة الحكومية في بداية 2007.على صعيد أخر اقتحمت قوات حكومية صومالية تقاتل متمردين يقودهم إسلاميون إذاعتين أخريين في العاصمة مقديشو أمس الثلاثاء وأمرتهما بوقف الإرسال مما أثار احتجاجات من قبل جماعات مدافعة عن حرية الصحافة. وأغلقت السلطات في الدولة المضطربة الواقعة في القرن الإفريقي إذاعة شابيلي المحلية المستقلة يوم الإثنين واحتجزت لفترة وجيزة اثنين من كبار موظفيها. واتهمت شابيلي وإذاعات محلية مستقلة أخرى من قبل الحكومة بتأييد المتمردين. وقال مصطفى حاجي كبير محرري راديو سيمبا "قالوا إن أمر إغلاق الإذاعة سيشمل كل الإذاعات المستقلة في مقديشو." وفي إذاعة بنادير التي أغلقت أيضا أمس الثلاثاء فر العاملون عندما دخلت قوات مزودة بأسلحة ثقيلة إلى المقر. وقال نائب المدير فيها على محمد آدن "لقد روعوا الموظفين... أصيب كل الصحفيين بالرعب وفروا." وفي حين يدفع انعدام الأمن المنفلت غالبية المراسلين الأجانب بعيدا عن الصومال يتولى الصحفيون المحليون مسؤولية إخبار العالم بأنباء تمرد يستهدف حكومة انتقالية وحلفاءها العسكريين الإثيوبيين. وأدت أحدث جولة من القتال مع المتمردين إلى مقتل 70 على الأقل وتشريد عشرات الآلاف من منازلهم. وقالت منظمة صحفيون بلا حدود ومقرها باريس أن السلطات الصومالية تظهر "إزدراء" لوسائل الإعلام المستقلة. وقالت جماعة للصحفيين في الصومال أن الإجراء الحكومي "لا يمكن التسامح بشأنه على الإطلاق." وذكرت شابيلي التي بقيت مغلقة أمس الثلاثاء على موقعها على الانترنت أنها لم تتلق أي تفسير لإغلاقها ولم تبلغ إلى متى سيستمر الإغلاق. وقالت إن هذه هي المرة الثامنة التي تغلقها الحكومة هذا العام. وأضافت "كان هناك ضغط وترهيب وتهديدات بالقتل لصحفيين من جانب الحكومة وأناس آخرين." وقتل ثمانية صحفيين محليين أثناء عملهم في الصومال هذا العام معظمهم لقي مصرعه على أيدي مسلحين مجهولين.