[c1]مسؤولية أميركا عن تفتيت الدول[/c] نقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» تحذير أكاديمي لاتيني مرموق من تزايد القلق في أميركا الجنوبية من احتمال تعرض بعض دول القارة مثل فنزويلا وبوليفيا وكولومبيا وبيرو وحتى البرازيل والأرجنتين وتشيلي وأروغواي إلى التفتيت. وأنحى خوان غابريل توكاتلين -أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سان أنريه في بوينس أيرس بالأرجنتين- باللائمة في ذلك على ما وصفه بأجندة الحريات التي تتبناها الولايات المتحدة لنشر الديمقراطية في العالم.وكتب الباحث في مقال نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أمس يقول «إن تشجيع واشنطن لانفصال إقليم كوسوفو عن جمهورية الصرب، وبحثها احتمال فصل مناطقي بين الشيعة والسنة والأكراد في العراق، ودعمها القوي لتايوان يقف شاهدا على النزعة الأميركية للترويج أو على أقل تقدير الموافقة على التفتيت».ويضيف أن مثل هذه السياسات هي نتاج «أجندة الحريات» الأميركية، ذلك أن الترويج للديمقراطية في أرجاء العالم غالبا ما يعني دعم الجهود لنيل قدر أكبر من الاستقلال وتقرير المصير, على حد قول الكاتب.ويرى توكاتلين في مقاله أن ما انتهت إليه واشنطن من سياساتها تلك أنها تبنت خيار التقسيم فاتحة بذلك «صندوق الشرور».ويقول إن عملية العولمة غير المتكافئة أضعفت الدول, ووسّعت الفجوة الاقتصادية بين الموسرين والمعدمين, وفاقمت التوترات الاجتماعية, وأحدثت تآكلا في الهوية الوطنية، ويردف قائلا: «أكثر من ذلك, فإن بروز أجندة عرقية فعالة مع تداع جزئي واستبدال للنخب التقليدية، يفرز معه ظاهرة جديدة في المنطقة. ظاهرة تساعد على التمزق الجغرافي, والانقسام السياسي, وقيام حكم ذاتي رمزي».ونصح الكاتب البيت الأبيض بالسعي لإيجاد شركاء رئيسيين في أميركا الجنوبية لمواجهة ما وصفه بالمطالب الاجتماعية المعقدة والمتناقضة، والتي «تدفع دولا عديدة نحو التفكك والتحلل الجغرافي».وخلص إلى القول إنه من المهم للولايات المتحدة أن تدرك أن التمتع بضرب من الاستقلال الثقافي والعرقي الإقليمي يفضي إلى ازدهار ومساواة وأمن, بينما يحدث الانفصال عكس ذلك.وختم توكاتلين مقاله بالتأكيد على أن رسالة الولايات المتحدة المنحازة لصالح خيار الانفصال قد ينتج عنها عواقب يصعب التنبؤ بها، وربما تؤثر بدورها على أمنها الوطني. «لذا, فإن على الولايات المتحدة وبقية العالم انتهاج الواقعية بدلا من الأيديولوجية, والوحدة بدلا عن التجزئة إذا كان يريد الإبقاء على صندوق الشرورمغلقاــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]اللوبي اليهودي متنفذ في أميركا[/c] كتب محرر الشؤون الأميركية في صحيفة «ديلي تلغراف» أن أكثر الأفكار الخاطئة صمودا في مجال السياسة الأميركية هي فكرة اللوبي اليهودي المتنفذ.فالمشهد كما يراه الغرباء، السياسيون يصطفون لتقديم فروض الولاء لجماعة ضغط تعزز مصالح بلد صغير في الشرق الأوسط هو دليل أكيد على النفوذ غير المتجانس الذي يستخدمه اليهود ببراعة في الحياة الأميركية.وإلا لماذا يسارع مرشحو الرئاسة كل عام لحضور الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية «أيباك»؟ وإلا لماذا لا يألون جهدا لتأكيد أنهم لا يقولون شيئا هناك لا يرضي اللجنة؟وقال المحرر إن صوت الناخب اليهودي غير ذي أهمية كبيرة. فاليهود يشكلون أقل من 3 % -والمسلمون نفس النسبة تقريبا- من مجموع سكان أميركا. ومع أن النسبة في نيويورك وفلوريدا أكبر قليلا، فإنها لا تزال أرقاما فردية.وقد يتضاءل النفوذ السياسي المباشر للسكان اليهود أكثر بحسب أهدافه في التصويت للمرشحين الديمقراطيين. وفي هذه الحالة، كما هو الحال في نواح أخرى كثيرة، يتشكل سلوك التصويت اليهودي أكثر بواسطة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية من أي اهتمامات بالدين أو بالسياسة الخارجية.فإذا استخدم اليهود بعض النفوذ الانتخابي المباشر، فلابد أن السبب في قوة اللوبي الإسرائيلي، كما يقول ناقدوه، أنه يستخدم النفوذ المالي والسياسي لليهود الأميركيين لممارسة قوة خانقة على مناقشة السياسة الخارجية. وهذا يستوجب على السياسيين أن يلزموا أميركا بتأييد غير ممحص لإسرائيل، بغض النظر عن المصالح الأميركية الأخرى في المنطقة.وهذه الفكرة تنطوي على مغالطة كبيرة. ففي بلد متنوع كأميركا يحاول المرشحون باستمرار التأكيد أنهم يلقون حظوة عند الشعب من أتباع كل الأديان والتقاليد تقريبا. فقد أُرغم جون ماكين الأسبوع الماضي على التنكر من تأييد قس وصف الكاثوليكية بأنها «دين كراهية غير سماوي». وأشار الكاتب إلى أن هناك سببا أكبر للاعتراض على الوصف المألوف للوبي اليهودي. فأيباك بلا شك واحدة من أكثر المنظمات الضاغطة فعالية في واشنطن. لكنها تنجح لأن أعدادا غفيرة من الأميركيين يشاركونها أهدافها، ليس لأنها تستعمل القوة بطريقة ما مع السياسيين لتأييدها. فالمرشحون يريدون بركة أيباك لأنهم يعرفون أن رؤيتهم كموالين لإسرائيل أمر أساسي لمصداقيتهم في السياسة الخارجية.وفي استطلاعات الرأي يعبر الأميركيون عن تأييد كاسح لإسرائيل. فهم يرونها كديمقراطية مزدهرة تشكلت في مناخ قاس. وبالنسبة لباراك أوباما بصفة خاصة فإن تبديد الشكوك حول مصداقيته الموالية لإسرائيل أمر أساسي للفوز بأصوات معظم الأميركيين.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة