سلسلة دراسات معمارية
[c1]الحلقة التاسعة *[/c]درسنا في الحلقات الثمان الماضية أفضل السيل العلمية للحصول على أجواء تمتع الساكن بأفضل الأجواء الممكنة من دون الاعتماد على التكييف الاصطناعي فكانت التهوية الطبيعية بالمحسوب العلمي أنها احد أهم الأسباب لراحة الإنسان في المناطق الدافئة الرطبة والتي تعتبر مدينة عدن إحداها.فقد عاشت هذه المدينة الدهور معتمدة على ما توفره بيئتها من أسباب الراحة لساكنيها وفيها آثار لأقوام عاشوا وتمتعوا بأجواء طبيعية ممتازة،فهذه آثار الفرس والترك وأخيراً البريطانين تحكي تمتعهم بحياتهم في عدن وتقبلهم لاجوائها،فعدن ليست كغيرها من المدن التي ما عرفت الحضارة إلا بعد توفير أسباب غير طبيعية للراحة وبالاعتماد على الطاقة كمناطق شمال كندا الباردة أو الخليج العربي الحار الرطب .إن للوصول إلى هذه الغايات هنالك أسباب علمية نتوسل بها للحصول على مجمعات حضرية قابلة على الاستمرارية تنعم بما أغدقت عليها الطبيعة من أجواء مستهلكة اقل ما يمكن من الطاقة .إن هذه الأسباب العلمية تنقسم إلى قسمين على أساس المرحلة التي تستخدم فيها هذه الأسباب :1- مرحلة التخطيط الحضري للمجمع السكني اوالتجاري أو الصناعي 2- مرحلة التصميم التفصيلي للمبنى الواحد .مرحلة التخطيط الحضريإن أهمية المخطط الحضري تكمن في شقين أساسين :1- أن يختار للمشروع المكان الصحي الذي يستفاد فيه من حركة تيارات الهواء بالشكل الامثل .2- أن يضع التصاميم الصحية للاستفادة من التيارات الهوائية الموجودة بالشكل الامثل .1- اختيار الموقع والتصميم الحضري الامثل :1-1 - هنالك نقاط مهمة على المخطط الالتزام بها في اختيار الموقع .حيث ان اختيار الموقع للمجمع الحضري (سكني،تجاري صناعي) له تأثير كبير على راحة المستخدمين للأبنية وعلى نجاح أداء الفعاليات داخلها وأنظمتها التشغيلية،بمعنى آخر إن نجاح الاستفادة من التهوية الطبيعية في المبنى يعتمد بدرجة واسعة على اختيار الموقع ،واختيار الموقع يتم على الاسس التالية :1- ان يكون الموقع في المناطق المفتوحة ذات النسائم الحرة .2- الابتعاد جهد الامكان عن الوديان والمناطق المغلقة التي لا تسمح بحركة سهلة للرياح .3- ان لا يتواجد في الموقع المختار ما يصد الرياح عن الحركة بسهولة .4- ان لا يتم اختيار البناء على الأراضي الزراعية اطلاقاً لان ذلك يبخس حق الأجيال القادمة ويمنع هذه الأجيال من الاستفادة منها في توفير الأمن الغذائي و تعديل الأجواء البيئية .5- أن لا يختار موقع قريب من موقع ملوث يلوث الرياح قبل دخولها إلى الموقع ألمختار.6- أن يختار الموقع في مناطق تسارع تيارات الهواء جهد الامكان كالأجزاء العليا من المنحدرات المواجهة لهبوب الرياح المعتادة 1-2 التصميم الحضري إن التصميم الحضري للموقع المختار يحمل أهمية كبيرة جداً ويسهل للمعماري وبشكل كبير الاستفادة من الرياح خصوصاً بعد ان قمنا باختيار الموقع الصحيح ويتأتى ذلك في النقاط الرئيسية التالية .1-2-1 : إن التصميم الفراغي الصحيح والتناغم في التوزيع بين كتل المباني من جهة والفراغات بما تشملها من مماشي ومناطق خضراء،ملاعب لتشجير مسطحات مائية ...الخ بحيث تعمل برمتها (المباني والفراغات ) لتسهيل حركة الرياح وتخللها للمبنى .1-2-2 : أن يكون شكل تقسيم القطع والأراضي بحيث يسهل على المصمم المعماري ان يجعل الأبنية بشكل طولي كما استنتجنا ذلك من دراساتنا السابقة أي شكل البقعة يتناسب كلياً مع التصميم المقترح للأبنية والذي هو معروف مسبقاُ للمخطط.1-2-3 : التوجيه،على المخطط توجيه البقع بدقة عند تخطيطه بحيث تواجه الضلع الأكبر فيها اتجاه الرياح فيسهل على المعماري لاحقاً التقاطها وفي نفس الوقت يراعي التوجيه التجنب قدر الامكان من تعريض حرارة الشمس للمباني .2- الاستفادة المثلى من التيارات الهوائية إن الاستفادة المثلى من التيارات الهوائية تأتي من الفهم العلمي المركز والتعامل الصحيح مع النقاط التالية :-2-1 العوائق :وتشمل أنواع مختلفة من المباني،الجدران, الأشجار وكافة أنواع المصدات التي يكون تأثيرها مباشر على تيارات الهواء المتحرك في المنطقة،وهذه العوائق تختلف بتأثيراتها مع اختلافها في الشكل،الحجم،زاوية سقوط الرياح عليها (زاوية أمامية،زاوية جانبية) ومناطق ظل العوائق, ولهذا الموضوع جانبين مهمين :2-1-1حجم العوائق إن حجم العوائق له تأثير كبير على حجم ومدى تأثير منطقة الظلال وبصورة عامة كلما كان العائق اكبر وأعلى كلما كان اثر منطقة ظل العائق اكبرWake. 2-1-2المسافة بين العوائق :وهذا الموضوع مهم في تحديد فيما إذا كان العائق الخلفي ضمن منطقة ظل العائق المواجه للرياح وذلك لان مدى منطقة الظل هي خمسة أمثال ارتفاع العائق كي تعود الرياح إلى تأثيرها الأساسي . 2-2التناسق والاختلاف بين الارتفاعات للأبنية إن وضع مبنى مرتفع جداً في وسط منطقة منخفضة الارتفاعات تحدث تيارات هوائية قوية فاذا كان المبنى المواجه للرياح مرتفع جداً يمكن ان تكون للرياح او التيارات الهوائية الالتفافية المنخفضة آثار عكسية للتهوية .2-3 توجية الشوارع بالنسبة للرياح السائدة إذا كانت الشوارع موازية للرياح السائدة فان الشوارع ستتصرف وكأنها قمع بالنسبة للرياح وهذه الظاهرة تزداد إذا لم يكن هنالك فراغات بين الأبنية على جانبي الشارع أما إذا كانت الشوارع عمودية على اتجاه الريح السائدة وكانت الأبنية مستمرة فان انسياب الرياح يعتمد على عرض الشارع الذي يحتاج أن يكون خمسة أمثال ارتفاع المباني كي تسمح لخطوط المباني من الاستفادة من الرياح بصورة صحيحة .أما استخدام نظام الشبكة فعلى المصمم أن يضع المسافات الكافية بين الأبنية للسيطرة على ظاهرة ظلال المباني بينما اذا صفت بشكل متناوب فان المسافات بين الأبنية يمكن ان تقل .2-4 توزيع المناطق المزروعة والمفتوحة, حجمها وتفاصيلها فللمناطق المزروعة تأثير واضح على حركة الهواء وسرعته وبرودته فالمناطق الخضراء والحشائش الصغيرة تساعد كثيراً على تبريد الهواء القريب من الأرض وإعادة التيارات إلى سرعتها واتجاهها الطبيعي بينما تعمل الأراضي المبلطة والمسفلتة كالشوارع والأرصفة وساحات التجمع و وقوف السيارات إلى ارتفاع حرارة الهواء والرياح المارة عليها لذا توجب علينا زيادة الساحات المخضرة وتقليل المساحات المبلطة،أما استخدام الأشجار فكما يمكن لها ان تكون مظلات ممتازة قد توضع في الأماكن الخطأ والنوعية الخطأ فتؤدي إلى صد الرياح وهذا ما سنفرغ له حلقة كاملة إن شاء الله 2-5 الظــــــلال إن على المخطط أن يكون دقيقاً في صناعة مناطق الظلال في المجمع الحضري والاستفادة من ظلال الأبنية في تهيئة مماشي مريحة ومناطق تجمع مظللة وهذا يتأتى من معرفة ودراسة دقيقة لحركة الرياح فأشعة الشمس يمكن أن لا تكون بالأهمية القصوى في المناطق الرطبة على عكس حركة الرياح الواجب الاهتمام بها .2-6 الانعــكاسات خصوصاً تلك التي تسبب بها المجاورات سواء ابنية او مسطحات مائية او أرضيات او شوارع وخصوصاً التي تكون فيها باتجاه الفتحات حيث يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة المباني القريبة والمعتمدة على التهوية الطبيعية .2-7 الارتفاعات من المعروف اننا كلما ارتفعنا ازدادت سرعة وبرودة الهواء ويقل التلوث ويزداد الفارق بين درجات الحرارة اليومية .2-8المسطحات المائية وهذه لها تأثير محسوس على تعديل درجات الحرارة إذ أنها تمتص حرارة أكثر من الأرض وتشع اقل منه وتأثيرها واضح في خفض درجات حرارة التيارات الهوائية المارة عليها ولها أشكال عدة كالأحواض المائية والنافورات ,وخصوصاً في الأوقات والأماكن التي لا تكون فيها الرطوبة النسبية مرتفعة جداً .