لن يتسنى لنا نحن معشر اليمانيين تغيير واقعنا الاقتصادي والاجتماعي الحالي الى الافضل والارتقاء الى مصاف الامم المتحضرة والمتنورة وتحقيق ما نصبوا اليه من نماء ورخاء الا اذا تمكنا اولاً من تغيير انفسنا من الداخل وتحررنا من الاغلال الذاتية التي تكبلنا وتشل حركتنا وتفشل اي محاولة منا للنهوض والتحرك الى الامام والمتمثلة في الرؤى الضيقة والنظرة المحدودة المدى والمفاهيم والافكار والمعتقدات المغلوطة سوء الظن ببعضنا البعض .فنحن لا تنقصنا الثروات ولا الموارد ولا الامكانيات ولا نفتقر للخصائص والعوامل والمقومات اللازمة لاحداث النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي ، انما تنقصنا النوايا الحسنة الصادقة والروح العملية البناءة وتنقصنا الجرأة والشجاعة والاقدام والثقة ببعضنا البعض والتعاون والتفاهم المتبادل وينعدم فينا التفاني في البذل والعمل كل من موقعه وفي مجاله وحسب امكانياته وقدراته لتحقيق مصلحتنا العامة المشتركة وهي النهوض بالوطن وتحديثه ، فعلاً هناك تقدم محروز في العملية التنموية عندنا تحقق بفضل توفر الأمن والاستقرار والتلاحم الاجتماعي في ظل دولة الوحدة والديمقراطية المجيدة وتحت قيادة فخامة الاخ المشير / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية لكنه في الواقع تقدم يتسم بالبطء الشديد وكثرة التعثر.ومكمن الخلل والقصور ليس في القوانين واللوائح وغياب الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص وبالاضافة الى ضعف الحس والشعور بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية والانسانية والمشي وراء الافكار والمعتقدات الهدامة والمفاهيم الخاطئة والانشغال بالشؤون والمصالح الخاصة والانجرار وراء الاطماع الذاتية دون عمل أي حساب للوطن والمجتمع وللأمة وللخير والرحمة وقبل ذلك للآخرة وما فيها من ثواب وعقاب تكمن المشكلة التي تعيق حركة النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي في بلادنا في انعدام الرؤية الاقتصادية التكاملية وغياب آليات التكامل التي من المفترض بل ومن اللازم ان تربط فيما بين الهيئات والمؤسسات الحكومية المختلفة خصوصاً ثم بينها وبين بقية اطراف وعناصر ومكونات العملية الانمائية عموماً وبالذات القطاع الخاص وقطاع الاعلام والبحث العلمي والقطاع الثقافي والابداعي وعدم وجود عمل جماعي منظم بين هذه الاطراف مخطط له ومدروس بعناية يهدف الى تصويب وانعاش حركة الاستثمار الذي غدا أي الاستثمار في الوقت الراهن هو المحرك الرئيس لعجلة التنمية ومفتاح التطور الاقتصادي والاجتماعي ، وافتقار اعمالنا ومشروعاتنا الاقتصادية والاجتماعية وايضاً الانسانية وغير ذلك لعاملين هامين ومطلبين اساسيين من متطلبات النجاح وتحقق الاهداف والغايات المرجوة منها والاستمرار في التطور الاول هو تحقيق مبدأ ومفهوم التكامل في العمل المشروع والثاني بناء العمل او المشروع على اساس منظومة مترابطة ومتكاملة الحلقات من الافكار والتصورات المغذاة بالمعلومات والابحاث والدراسات المتعلقة التي تمثل في حقيقة الامر (09) من اي عمل او مشروع وعدم رصدها وجمعها يجعل العمل او المشروع عشوائياً وارتجالياً عديم الجدوى .اسوق هنا هذه الرؤى والمفاهيم الخاصة والقناعات الراسخة بغية تبيان معالم الطريق الذي مشينا فيه والمقاصد والغايات التي نشدنا بلوغها من خلال الملتقيات السنوية الاقتصادية والاعلامية والعلمية والثقافية التي دأبنا في غرفة لحج التجارية والصناعية على اقامتها منذ العام 2002م وعشنا خلال الفترة من 12 الى 72 مارس ايام وفعاليات الملتقى الثالث منها لرجال المال والاعمال والباحثين والاعلاميين والمبدعين .فمن منطلق هذه الرؤى والمفاهيم والقناعات وبدافع حبنا الصادق لوطننا الذي نحن جزء منه ولامتنا التي نحن بعض منها ولوحدتنا التي ندين لها بفضل كبير ورغبتنا القوية في ان نكون جزءاً فاعلاً ونافعاً للوطن ومصدر خير وصلاح للامة ودعامة قوية للوحدة وفي اطار التعاليم الربانية الكريمة الواردة في قوله تعالى : »وقل اعملوا فسيرى اللَّه عملكم ورسوله والمؤمنون« وفي قوله : »لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون« والتوجيهات النبوية الشريفة الواردة في حديث الرسول الاعظم صلوات اللَّه وسلامه عليه الذي ما معناه اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا وعلى هدى هذه التعاليم والتوجيهات انصب عملنا ومسعانا منذ بداية انطلاقتنا ومن خلال تنظيم واقامة هذه الملتقيات وغيرها من اللقاءات والانشطة الاخرى والفعاليات نحو الغايات التالية :- رصد وجمع الافكار والتصورات والمقترحات والمعلومات والبحوث والدراسات التي تخدم وتفيد العملية التنموية بهدف الوصول الى رؤية اقتصادية تكاملية بين الحكومة ورجال المال والاعمال والباحثين والاعلاميين والمبدعين من مثقفين ومفكرين وادباء وفنانين وايجاد آليات التكامل التي رأينا ضرورة ولزوم ان تربط بينهم .- تهيئة الوضعية المناسبة والملائمة والارضية الصالحة لخلق نشاط استثماري شامل ومنظم في بلادنا ينطلق من الواقع ويتناغم معه ويقوم على اسس علمية حديثة ويرتكز على ركائز واعمدة استثمارية حقيقية تتألف وتشكل من قبل الجهات الحكومية المعنية وذوي المال والاعمال ورجال العلم والاعلام والبحث العلمي واهل الثقافة والفن والابداع واشراكهم جميعاً في عملية الترويج والجذب الاستثماري.- التعريف والترويج لما تكتنزه وتزخر به محافظة لحج خصوصاً واليمن عموماً من ثروات ومعادن وصخور يمكن استغلالها واستثمارها وما هو متوفر من مزايا وتسهيلات وفرص استثمارية وتجارية وفي هذا الاتجاه انطلقنا من لحج حتى وصلنا في الملتقى الثالث الى اليمن كلها من خلال المعرض الجيولوجي الذي تم افتتاحه في مقر الغرفة الجديدة بمناسبة هذا الملتقى والذي يضم نوعيات لكافة الصخور والمعادن التي توجد في بلدنا مع خارطة الكترونية توضح مواقع واماكن تواجد هذه الصخور والمعادن وقد تم اعداد المعرض من قبل العالم الجيولوجي المعروف / محمد علي متاش .- التقريب بين مختلف قوى وفئات مجتمعنا وتعزيز الثقة والتفاهم بينها وتفعيل الجانب الانساني وتشجيع العمل الخيري ونشر روح التراحم والتعاطف والتكامل في المجتمع وزرع الأمل من قلوب الناس وبث التفاؤل في نفوسهم بالمستقبل وتحفيزهم على العمل والانتاج الجاد والخلاق .- تذكير اولئك اللذين تناسوا واجبهم الديني والانساني والاخلاقي وتهربوا من تحمل مسؤولياتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم وبني جلدتهم ولفت نظرهم الى وجوب مراجعة حساباتهم واعادة النظر في اهتماماتهم وتقييماتهم وجدولة اولوياتهم ومخاطبة تلك الانفس التي نعلم انه لا يشبعها ولا يملؤ عينها حتى الحجارة في هذا الوطن وليس التراب فقط ولا يهمها سوى الربح الكثير العاجل والمكسب المادي الزائل وملامسة النخوة والمروءة لديها كي تفوق من غفلتها .- وفي سبيل اقامة هذه الملتقيات وانجاح فعالياتها تجشمنا العناء والجهد الشديدين وحشدنا الطاقات والامكانيات الهائلة وقدمنا الكثير من التنازلات والتضحيات المادية والمعنوية ، وقد بدأنا بأنفسنا فضحينا بمصالحنا واعمالنا وبذلنا اموالنا وقدمنا عمارتنا وسيارتنا عسى بذلك يعتبر الآخرون وتنهض هممهم وحسبنا من كل هذا ان هناك من لا يضيع اجر من أحسن عملاجل في علاه مولانا .حسين عبدالحافظ الوردي رئيس الغرفة التجارية والصناعية م / لحج عضو الاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعيةالرئيس الفخري للجمعية الثقافية في عدن
الملتقيات .. المقاصد والغايات
أخبار متعلقة