غضون
- مطلع هذا الأسبوع أصيب رئيس دولة كولمبيا بفيروس أنفلونزا الخنازير الذي يسمى (أتش ون إن ون) من باب التأدب وقبله أصيب بالفيروس رئيس كوستاريكا.. يعني أن من بين رؤساء الدول المئتين الأعضاء في الأمم المتحدة أصاب الفيروس رئيسين، أما المليارات السبعة التي يحكمها الرؤساء فالمصاب جلل وقد لا يقضى على الفيروس قبل أن يصيب عشرة ملايين إنسان حسب قول رئيسة منظمة الصحة العالمية.الفيروس الخنزيري ظهر أول مرة في المكسيك نهاية شهر فبراير هذا العام، حيث أصيب أربعة بمرض تنفسي حاد لم تعرف أسبابه وبعد وفاة طفل ابن أربع سنوات لفت الفيروس انتباه الأطباء وتأكدوا أن الحالة ليست مجرد زكام وبعد شهر كشف الغطاء عن المرض الخنزيري الذي لم يعد للخنازير صلة به رغم أن دماء كثير منهم سفكت بمجرد الاشتباه.. ومن المكسيك خرج الفيروس عن طريق البشر وصار الآن وباءً يجتاح العالم كله.- عندنا في اليمن - وربنا الساتر - اكتشفت أول حالة منتصف شهر يونيو الماضي ثم أخذت تتصاعد وصار عددها الآن ثماني وعشرين حالة آخرها حالتان لطبيبين اثنين، وسجلت حالة وفاة واحدة.. وعندما يصل الفيروس إلى طبيبين في اليمن فذلك أخوف من وصوله إلى رئيسين في أمريكا الجنوبية، بحكم أن الرؤساء عرضة للإصابة بينما الأطباء مهمتهم علاج المصابين ووقاية أنفسهم والناس من أنفلونزا الخنازير.حسب مسؤول في وزارة الصحة فإن حالات الإصابة الأربع والعشرين الأولى في اليمن معظمها (15 حالة) وافدة من الخارج والإصابات الأخرى محلية الصنع أو انتقلت من شخص إلى شخص هنا داخل البلاد.. ومعنى هذا أن الحالات الثماني والعشرين التي كانت حصيلة ثلاثة أشهر فقط سوف تتضاعف في فترة أقل خاصة وأن الحالات ازدادت في الفترة الأخيرة، ولا يجب الركون إلى كون حركة الانتقال البشري من بلادنا وإليها قليلة أو محدودة، لأن عوامل انتشار المرض في الداخل كثيرة ومتضافرة وقد تؤدي إلى تفاقم المشكلة في فصل الشتاء.- قلت مرة إن على وسائل الإعلام أن لا تثير مخاوف الناس من هذا الفيروس فهو قابل للشفاء وله علاج ولا يمكن أن يصيب شخصاً يحرص على تجنبه.. لكن بالمقابل يجب على وسائل الإعلام أن تبقى على صلة بأهل الاختصاص وتطلع الناس على ما يجب أن يفعلوه، خاصة تجاه البيئات والعوامل الموجودة في المجتمع مثل التقبيل ومجالس وأسواق القات والمساجد والمدارس وأماكن الاختلاط الأخرى.. وأزعم أن أهل الاختصاص في الطب وعلم الاجتماع والدين لديهم نصائح علمية ومفيدة في هذا الجانب وعليهم أن يقدموها للمواطنين لاتقاء جائحة في بلد لا تحتمل أوضاعه جوائح وكوارث إضافية.