غضون
* مساء أمس كان الفنان الراحل محمد سعد عبدالله (أبو مشتاق) موضوع حديث الحاضرين في منتدى الباهيصمي بالمنصورة الذي شاركته صحيفة “22 مايو” في احياء الذكرى السادسة لغياب الفنان الحاضر وهو في موته بقوة تفوق حضور كثير من الأحياء من أمثاله.. وكلمة من “أمثاله” هنا ترد من باب التجوز إذ ان ابن سعد الذي قلبه “فوش ياما صبر” لا مثيل له ولا يبارى .. انه مجموعة من العباقرة فهو ملحن ومغنٍ وشاعر أيضاً، غنى للحب والعشق والوحدة والشكوى وقسوة المحبين وجمال اليمن وأهلها .. وهو يمثل حالة طمأنينة على خصوبة هذه الأمة كما كان منتدى أمس دليلاً على أن بيننا من يحترم عظماء هذا الشعب، لدرجة ان الذين استمعوا للأستاذ الناقد هاني إدريس حنبلة وهو يقدم قراءة نقدية لشعر محمد سعد عبدالله ويرصد هناته وزلاته الأدبية انزعجوا واستغربوا ان يأتي احد ليذكر أو يقول أن للرجل هنات أدبية، رغم ان الشاعر محمد سعد عبدالله هو غير الفنان محمد سعد عبدالله، فهو كفنان محل اجماع بعذوبة فنه، أما كشاعر فهو عرضة للنقد كغيره من الشعراء. وانا هنا أورد ما حدث لأدلل على مكانة “أعز الناس” عند جمهوره الذين لا يستطيعون تقبل سماع ما يخدش الصورة التي تكونت عن ابن سعد في عقولهم وضمائرهم.* كأني سمعت احد المتحدثين يقول ان لا جدوى من إحياء ذكرى مشاهيرنا إذا لم تؤد هذه الفعاليات إلى لفت انتباه الحكومة والمجتمع الى ضرورة الاهتمام بأسرهم.. وقيل ان أسرة محمد سعد عبدالله تعاني متاعب اقتصادية وصحية ووزارة الثقافة قد نسيت سعد وأسرته أيضاً.. ولو صح هذا فهي فعلة قبيحة وغير مقبولة ولا يصح ان نسكت عنها، لان محمد سعد عبدالله فضل طيلة حياته ان يبقى هنا في وطنه ويقدم عطاءً فنياً وأدبياً في ظل معيشة خنكٍ بينما كان بوسعه القبول بعروض للحياة والعمل في أغنى دول الجوار.