بيني و بينك
قبل ثلاث سنوات.. ومع حلول كل فصل من فصول الربيع كانت وزارة الزراعة والري تبادر سنوياً بإقامة موسم التشجير في أمانة العاصمة وكافة محافظات الجمهورية من خلال فروع مكاتب الوزارة بالتنسيق مع الإخوة المحافظين ومختلف الجهات المعنية بالمحافظات وكنا نشاهد الجميع مسؤولين وشباباً وطلاباً وطالبات وكل شرائح المجتمع اليمني يشاركون بفاعلية في غرس الأشجار المثمرة والحراجية والزينة وكلهم نشاط وحيوية انطلاقاً من إدراكهم بأهمية الشجرة.ولكن منذ السنوات الثلاث الماضية وحتى اليوم اختفت تماماً مواسم التشجير.. وذلك لعدم إيلاء وزارة الزراعة والري أي اهتمام بالشجرة.ترى.. هل يعلم المسؤولون المختصون أن الأرض نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى وأنه عندما يبادر الإنسان في حرث الأرض وزراعتها بأن الله جل شأنه يبارك مساعي الإنسان وينعم عليه بهطول المطر!!؟إذن لماذا يحاول البعض من المسؤولين إعاقة مسيرة الزراعة ويختلقون المبررات غير المنطقية ومحاولة إقناع الحكومة بأن الزراعة غير مجدية في بلادنا!!؟ مع العلم أن الله سبحانه وتعالى من على بلادنا قبل أيام بأمطار غزيرة تحولت إلى سيول جارفة لم يتم الاستفادة منها.. في الوقت الذي يؤكد فيه دوماً فخامة الأخ رئيس الجمهورية على الحكومة ضرورة العمل على استغلال السيول لتغذية المياه الجوفية.. وري الأراضي الزراعية.. وكذا حجز المياه في السدود والاستفادة منها مستقبلاً..ومهما نسينا فلن ننسى أبداً تلك الزيارة التي قام بها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قبل عدة سنوات لصحراء حضرموت والتقى هناك بمجاميع من المواطنين من رعاة الأغنام وغيرهم الذين طلبوا منه إنشاء حقول لترعى فيها مواشيهم.. وحينها أصدر الأخ رئيس الجمهورية توجيهاته إلى الأخ المهندس عبدالله باعشر مدير عام المؤسسة العامة للخدمات الزراعية بتوفير المعدات اللازمة لحفر الآبار المطلوبة واستخدام الري المحوري لزراعة حقول المراعي.. وبالفعل بادر الأخ عبدالله باعشر بتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية.. وتم إنشاء وزراعة الحقول وحقق ذلك المشروع نجاحاً كبيراً.. ليس في مجال حقول المراعي فحسب بل أيضاً في زراعة محاصيل الخضروات المختلفة بحجم كبير وطعم لذيذ.. وتحولت الصحراء إلى جنة خضراء..ولذا كم نحن اليوم بحاجة ماسة إلى تفعيل دور مواسم التشجير..