أضواء
غيبت يد المنون واحداً من ابرز أعلام الساحة العربية الاعلامية والفكرية الأستاذ الدكتور / أحمد الربعي عن عمر لايتجاوز الخامسة والخمسين عاماً .. رجل عرف بصراحة وجرأة مواقفه وآرائه وقربه الشديد من قضايا مجتمعه وأمته العربيه بصفة عامة .ظل طيلة سنوات عطائه واحداً من الاعلام التنويرية العربية يهم من خلال كتاباته نقد قضايا الواقع العربي ويدعو بصراحة إلى أهمية مغادرة كهوف الأسس المختزلة لمفاهيم التطور المبشرة لقدرات العقل العربي بوقعه في إطار الصورة الضيقة التي تتنافر مع مكنونات عقدتنا السماء وتراث أمتنا بما قدمت خلال حقب التاريخ من روافد عطاء في مضمار الحضارة الإنسانية .. بما وصلت إليه اليوم من مكانه ينبغي لنا إن لا نكون منقطعين عنها كما يريد لنا البعض . رحل الاستاذ الربعي وفي الذهن المتقد النير مازالت تعمل مشاريع كثيرة .. حضور لم يمهله الموت , وتلك سنن الحياة إلا أن مكانة وصدى صوتاً هذا الضمير الحي مازال وسيبقى في اذهان الأجيال من بعده .. كيف لا وكامل اهتمامات الربعي الحياتية كانت تذهب باهتماماتها صوب الجيل الجديد تعليمياً وثقافياً حتى يكون ممتلكاً زحام قراراته وأعمالة قادراً على الخلق والابداع والتفاعل مع محيطه الجغرافي العالمي مستشعراً ما تفرضه ثقافة العصر على هذا الإنسان الذي تحاصره معوقات وصعوبات جمة . لقد شرفت بمعرفة الاستاذ أحمد الدبعي عن قرب من خلال لقاءين متكررين على مدى سنوات مضت سنوات في منزلة بالكويت وفي ديوانه .. ولقد أدهشني قدر تواضعه وحكمته وحيويته وفرط كرمه , وصدقه وجرأته لاوبل قدر إلمامه العجيب بقضايا الواقع العربي بما في ذلك التفاصيل الصغيرة التي كان يصنع منها مواد كتاباته النافذة الى قلب وأعماق التية العربي والمدن العربية .. وإمتدادات صحارية الشاسعة .. ومعاناته غير المحدودة .. وتنشطية المستمر .. قضايا أرقت قلب ذلك الرجل الذي يوصف في مجتمعة بالنائب المشاكس الأ إنها مشاكسه محمودة يعرف ماذا يريد منها فبصماته واضحة في أكثر من صعيد خصوصاً على الصعيد التربوي الذي تحمل مهام وزارته درماً من الزمن .. هو النائب البرلماني القوي والمؤثر القريب بآرائه من كافة الفئات الاجتماعية والسياسية هو الكاتب والصحفي وأستاذ الفلسفة .. القادر على اختراقه محاذير كثيرة .. والصوت المددي المسموع حتى في زمن صمت انكفاء البعض حقاً رحيل هذا المفكر العربي يمثل خسارة جسيمة لأمته، ووطأة فقد عند الشريحة الاجتماعية المثقفة الأكثر ارتباطاً وقرباً بالرجل .. الذي تشعر بحضرته إنك على علاقة وطيدة به منذ زمن.فوداعاً أستاذ أحمد .. شعلة عطائك وأرائك لا تخبو برحيلك لقد تركت فينا معاني الإخلاص لمحيطك العربي من المحيط إلى الخليج وأسس الحوار الثقافي بفكر القبول بالآخر والحفاظ على الهوية في معادلة إنسانية متكافئة تستنبط من روح الديانات مجتمعة معاني تكريم النفس وصيانتها ارتقاء لايستدعي أكثر من الفوص عميقاً في ثنايا شفافية الروح البشرية التي هذبها الخالق بتعاليمه السمحاء.فلأهلك وذويك وأمتك ومحبيك الصبر والسلوان أنا لله وأنا إليه راجعون.