د/محمد احمد الدبعى :هناك من لا يرى ضرورة فى زيارة الحامل الى المرفق الصحى المقدم لخدمات الامومة وان بدا الحمل عاديا لامشكلة فيه .وقطعا هذا خطأ .. فعيادات رعاية الحوامل ما وجدت الا لخدمة الام .. لتساعدها من الوهلة الاولى لحملها فلا يجدر بها التاخر فى طلب هذه الخدمة الضرورية ، وليس لها ان تخاف أو تقلق . فكلما كانت المراجعة باكرة فى اول الحمل وبدايته ، كان هذا الافضل والاسلم لها ولجنينها . وسبيل الى تدارك اى طارئ يطرأ من شأنه التسبب بمشاكل خلال الحمل او اثناء الولادة كذلك لاكتشافها المخاطر المرافقة للحمل ان وقعت –لاقدر الله- استفحالها كى لاتشكل تهديدا للحامل وحملها .انه ليكفل تدخل مناسب فى الوقت المناسب – أياً كانت المشكلة – طالما لم يكن هناك تأخير فى الإحالة الى المرفق الصحى متى شعرت بمشكلة .كما يساعد ايضا على تحديد المكان المناسب للولادة بحسب ما تقتضيه الحاجة وظروف الحمل ، مع تهيئة الحامل نفسيا وتأمين ما يخفف عنها وطأة الحمل من خلال تزويدها بالارشادات السلوكية والعملية والنصائح الغذائية ومدها بخدمة المشورة وما الى ذلك من فوائد ستشعرها الام الحريصة على صحتها وسلامتها وعلى سلامة جنينها .ما عليها الا زيارة المرفق الصحى المؤمن لهذه الخدمات واتباع ما يملى عليها من نصائح وارشادات من قبل مقدم الخدمة (الطبيب او الطبيبة ) ففى الزيارة الاولى للحامل وموعدها حال اكتشاف الحمل ،لها ان تزود مقدم خدمة الرعاية الصحية ( الطبيب او الطبيبة ) بمعلومات حول تاريخ المرضى لعائلتها وحول وضعها الصحى العام وعدد مرات احمالها السابقة . يلى ذلك مرحلة قياس وزن الحامل وطولها ومستوى ضغط الدم لديها ، ثم يطلب منها اجراء عدد من الفحوص المخبرية اللازمة ، كفحص خضاب الدم ( الهيموجلوبين ) للكشف عن فقر الدم وفحص عام للبول وسكر الدم وفحص زمرة فصيلة الدم (RH) . وايضا تبين اذا كانت مصابة بداء القطط من خلال فحص الدم بالمختبر .ولن يكون الاكتفاء بهذا فحسب خلال هذه الزياره فهناك المشورة والتثقيف الصحى وتقييم الحالة الصحية للأم ، ومع تقييم وضع الحمل ما اذا كان عاديا او فيه مشكلة ، وتقديم التدابير العلاجية الملائمة .ويفضل ان تنظم الأم زيارتها للمرفق الصحى لتكون بداية بمعدل زيارة واحدة فى الشهر خلا ل الاشهر الولى للحمل ، حتى ان بدا حملها طبيعى لامشكلة فيه .ومع نهاية الاسبوع الثامن والعشرين (الشهر السابع) يتعين عليها الاكثار من الزيارات ، بمعدل زيارة واحدة كل اسبوعين .وبدخول الحمل شهره التاسع تكون الزيارات اسبوعية الى ان يحين موعد الولادة . علاوة على ذلك يمكن تقريب مواعيد الزيارات عملا بتوصيات الطبيب او الطبيبة وتبعا للحالة الصحية للحامل – لتتاح للحمل مراقبة افضل ، وكذا لسؤال الحامل عن اى طارئ او شكوى .وخلال كل زيارة في هذه المرحلة تقوم مقدمة الخدمة بمتابعة حالة الام الحامل ، هذا الى جانب وزن الحامل وقياس الضغط لاكتشاف حالات ارتفاع ضغط الدم المبكرة وطلب عمل مجموعة من الفحوصات الطبية للحامل فى المختبر .وكل الفحوصات التى تطلب الى الحامل – كثرت او قلت – هي في صالحها ولصالح حملها .حيث ان من جملة الفحوصات المخبرية الروتينية المطلوبة اثناء الحمل ، فحص فصيلة الدم وعامل (رسيس) الذى يشكل وجوده خطرا على حياة الاجنة والمواليد . موجبة لفصيلة دم الزوج وهو فحص ضرورى جدا يكفل التدخل المناسب فى الوقت المناسب للحد من وفيات المواليد .وهناك فحص الوبل العام للكشف عن وجود زلال البول والبروتين او التهابات المسالك البولية او سكر البول .وبالتالى لابد من عمل مزرعة البول عند ظهور الالتهابات بناء على نتيجة فحص البول العام ، وذلك لتحديد نوع الجراثيم المسببة للالتهابات وما يلائمة لعلاج بعد ذلك مضادات حيوية.ومن الفحوصات الاخرى ، قياس سكر الدم اذا لزم الامر او اذا ما تبين وجوده فى الوبل سلفا من خلال الفحص العام للبول بحيث يجرى للحامل على الريق وهي صامتة .ويتعين اذا كان الحمل عنقوديا التصوير بالاشعة التلفزيونية ، وهو ايضا مفيد في فترة متقدمة من الحمل للاطمئنان على صحة ووضع الجنين.كما ان هناك فحوصات مخبرية اضافية يحددها الطبيب المختص او الطبيبة بحسب الحالة كالسك فى وجود حمل عنقودى او لزيارة السائل الامينوسى حول الجنين ..الخ كما تقوم مقدمة الخدمة عموما خلال زيارات متابعة الحمل بسماع دقات قلب الجنين ، وقياس ارتفاع الرحم عن الخوض عبر الاشعة التلفزيوينة ، وفحص القدمين لاكتشاف تورم القدمين ودوالى الساقين ( انتفاخ وتوسع الاوردة ) ويوصف حبوب الحديد مع (الفوليك اسيد ) والكالسيوم للوقاية من فقر الدم لمن يعانين هذه المشكلة او المعرضات لها . وقبيل التهاء كل زيارة تحدد بدورها موعدا للزيارة القادمة .وقطعا ليس فى صالح الامهات عدم معرفة علامات الخطر المصاحبة لحمل،وبالتالى على الام الحامل لزاما ان تكون على علم بالعلامات المنذرة بالخطر اثناء الحمل التى تستوجب النقل فورا الى المرفق الصحي ، وحيث تفيد الاحصائيات ان معدل وفيات الامهات الناجمه عن مخاطر ومضاعفات الحمل والولادة فى بلادنا تصل الى (366) حالة والادة حية ، مشكلة بذلك نسبة (42%) من اسباب وفيات الامهات فى سن الانجاب وهذه العلامات هي : -نزول دم المهبلي لو بسيط خلال الحمل مؤلم او غير مؤلم مهما كانت كميتة -تقىء مستمر وشديد -الم شديد فى البطن -صداع شديد -زغللة النظر ، واليدين والوجه -حدوث افرازات مهبلية غزيرة ذات لون غيرلا طبيعي ورائحة كريهة او وجود حكة -انعدام الاحساس بحركة الجنين خلال الحمل بدء من الشهر الخامس ولعل ما يستدعى اهتماما اكبر ويفرض الضرورة مراجعة المراة الحامل للمرفق الصحى بشكل اكثر – وعلى غير العادة – لما تتطلبة من مراقبة للحمل عن كثب على فترات قصيرة ومشورة وارشادات صحية من نوع معين كاي من هذه الحالات :-الحمل المبكر فى سن اقل من عشرين عاماً. -الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين -وجود مرض مزمن مع الحمل ( ارتفاع ضغط الدم – السكر – فقر الدم – الصرع – امراض القلب – امراض الكلى ) أو أي امراض مزمنة اخرى -حمل التوأم -الاحساس بوضعية غير طبيعية للحمل او الجنين -عندما تكون الولادة السابقة اكثر من اربع ولادات -الاجهاض المتكرر لاكثر من مرة -الاصابة بانسمام الحمل ( ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل ) -ولادة طفل ميت فى السابق -ولادة سابقة بعملية قيصرية -الولادة المبكرة قبل اكتمال مدة الحمل -اصابة الحامل بنزف اثناء حمل سابق او بعد ولادة سابقة -انجاب اطفال دون الوزن الطبيعي او اقل من (2.5 كيلو جرام ) ، او ذوى احجام كبيرة (اكثر من 4 كيلو جرامات ) .-تحصين الحامل ضد مرض الكزازوانتقل بالحديث الى مسالة تحصين الحامل ضد مرض الكزاز . اذا لابد من ان تحرص الام على هذه المساله كحرصها على حملها ، وان تحصل على كامل الجرعات في مواعيدها المقررة ، اى على خمس جرعات ، بما يؤمن لها وقاية وحماية مدى الحياةحيث لا تعطى جميع هذه الجرعات وهى حامل وانما جرعة تعطاها الحامل خلال الحمل لحمايتها تماما ، وكذا لحماية وليدها بصفة مؤقتة من لحظة ولادته وحتى الاسبوع السادس من عمرة . وعليها الوثوق بهذا اللقاح وفعاليته ومن انه يؤمن وقاية لها ولوليدها وليس له مضاعفات او آثار جانبية -الجرعة الاولى للفتاة فى سن الانجاب وبالامكان اعطائها للمرأة الحامل او غير الحامل كجرعة اولى .-الجرعة الثانية يتم تلقيها بعد شهر من الجرعة الاولى ، وتعطي حماية من المرض لمدة ثلاث سنوات -الجرعة الثالثة بعد سته اشهر من موعد تلقى الجرعة الثانية وتتيح حماية من المرض لخمس سنوات -الجرعة الرابعة بعد سنه من تلقى الجرعة الثالثة ( او خلال الحمل المتعاقب ) متيحة حماية تصل الى عشر سنوات .-الجرعة الخامسة بعد سنه من تلقى الجرعة الرابعة او خلال الحمل المتعاقب وتعطى حماية دائمة ومستمرة ، مدى الحياة خلاصة القول .. من الصعب التنبؤ سلفاً بحالة كل حمل شاءت الاقدار ان تقود به الى دروب الاخطار والمضاعفات ، المهددة لصحة وسلامة الأم وجنينها او أي منهما . غير ان من الممكن تقليل هذا الاحتمال اذا ما توافرت للحامل رعاية صحية فاعلية فى المتناول .ولتحصل على الرعاية الملائمة وتكون بمنأى عن الخطر .. بعيدة عنه كل البعد ، عليها القيام بتنظيم زيارات الى المرفق الصحي المقدم لخدمات الرعاية الصحية للامهات والحوامل .
أهمية الزيارات المتتابعة للحامل إلى المرافق الصحية
أخبار متعلقة