خلال جلسة الشورى المكرسة للوقوف أمام تطورات العدوان على غزة .. عبدالغني :
صنعاء /سبأ:أكد الأخ عبدالعزيز عبدالغني ، رئيس مجلس الشورى أن العدوان الإسرائيلي الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة منذ أكثر من أسبوع يأتي في سياق عملية “إبادة ممنهجة” تستهدف مباشرة أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.وقال عبدالغني في كلمة القاها في الجلسة الاولى من دورة انعقاد المجلس السنوية الأولى للعام الجاري التي عقدت امس الاحد أن العدوان الاسرائيلي يستهدف تقويض أسس الحياة في القطاع كونه يطال الأحياء السكنية ومستشفيات الأطفال وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس والجامعات والمولدات الكهربائية.واضاف عبدالغني “ إن العالم العربي في اللحظة الراهنة، يقف أمام امتحان صعب، حيث يتعرض قطاع غزة، هذه المنطقة الصغيرة المكتظة بالسكان والواقعة تحت الحصار الظالم منذ فترة طويلة، لأعنف عدوان ينفذه الكيان الصهيوني عبر آليته العسكرية البربرية الغاشمة، أدى الى استشهاد المئات وإصابة الآلاف من الفلسطينيين في ا لقطاع”, لافتا إلى ما أثاره العدوان من غضب عارم على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي وعلى مستوى العالم. وتابع بقوله:”أن العدوان كشف بوضوح خطورة غياب الموقف العربي الموحد ، وكشف مرة أخرى ازدواجية المعايير الدولية خاصة تجاه منطقتنا وقضاياها العادلة ، حيث فشل مجلس الأمن المعني بصون السلام العالمي حتى اللحظة في الخروج بقرار يوقف العدوان الغاشم أو حتى يدينه”. واشار الى أن ما يجري في غزة يقتضي اتخاذ إجراءات سريعة لترميم البيت الفلسطيني المتصدع وإعادة بناء الجبهة الفلسطينية الداخلية في مواجهة هذا العدوان مما يستدعي من شركاء النضال الفلسطيني وخصوصاً فتح وحماس ، العمل على أساس المبادرة اليمنية التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس للمصالحة بينهما والتي سبق وأن قبلا بها. واكد ان الموقف الخطير يقتضي ايضا العمل من أجل تفعيل الموقف العربي للضغط على المجتمع الدولي من أجل تبني مواقف عادلة تجاه هذا العدوان والتحرك في الوقت نفسه في إطار جهد منسق من أجل استثمار وتوظيف الإمكانيات المتاحة لمساعدة الشعب الفلسطيني وبما يؤدي إلى التخفيف من آلامه ومعاناته. وثمن رئيس مجلس الشورى باسم المجلس عالياً الدور المخلص الذي بذله فخامة الرئيس علي عبد الله صالح باسم الشعب اليمني، منذ اللحظة الأولى للعدوان وفي المقدمة دعوته إلى قمة عربية طارئة للوقوف أمام هذا العدوان، ودعوة فخامته الشعب اليمني للتبرع السخي لدعم الشعب الفلسطيني المناضل, مؤكدا “ إن ذلك يأتي استمراراً لموقف فخامته واليمنيين الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، وفي سياق الشراكة النضالية القائمة بين الشعبين اليمني والفلسطيني نصرة لهذه القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية. وبشأن موضوع البيئة البحرية اعتبر رئيس مجلس الشورى وقوف المجلس أمام هذا الموضوع يأتي من منطلق إيمانه بالأهمية الاقتصادية للبيئة البحرية في نطاق المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية لليمن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. ودعا عبدالغني في هذا السياق للالتفات إلى عاملٍ جديدٍ ينطوي على قدر كبير من الخطورة على أمن واستقرار خليج عدن والمتمثل في نشاط القرصنة البحرية ، مؤكدا أن اليمن الذي ينظر بقلق بالغ إلى تنامي أعمال القرصنة ، كان سباقاً في التنبيه إلى خطورة هذه الأعمال وهو لذلك شديد الحرص على احتواء هذه النشاطات الإرهابية والإجرامية في إطار تنسيق إقليمي ودعم دولي لهذا الجهد الإقليمي. واعتبر أعمال القرصنة بأنها واحدة من أخطر المهددات التي تستهدف البيئة البحرية وسلامة المياه الإقليمية ، مجددا التأكيد أن ظاهرة القرصنة إنما جاءت نتاجاً لانفلات الأوضاع وغياب الدولة الصومالية لأكثر من عقد من الزمان ، داعياً المجتمع الدولي الذي تأثرت مصالحه بفعل أعمال القرصنة إلى التحرك الجاد والفعال من أجل إعادة الاستقرار إلى الصومال. وشدد على ضرورة أن تنهض كافة الجهات المعنية بمسؤولياتها من أجل إبقاء البيئة البحرية في حدود المعايير الآمنة التي تكفل استدامة الموارد البحرية وصون التنوع الحيوي في هذه البيئة ، مشيرا الى الرعاية التي يوليها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لجهود صون البيئة البرية والبحرية في اليمن ، وهو ما كان له الأثر البالغ في التقدم الذي أحرزته جهود حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية خلال الفترة الماضية. وقال في هذا الصدد:” لقد كان لهذا الاهتمام الرسمي عالي المستوى أثره أيضاً في الإنجازات المهمة التي تحققت على المستويين التشريعي والمؤسسي، والخطوات والإجراءات التنفيذية وذلك على أساس من الفهم الاستراتيجي لأولوياتنا البيئية ، فكانت المحصلة أن قضية البيئة أصبحت اليوم في أولوية الاهتمام”. ونوه رئيس مجلس الشورى بالإنجازات التي تحققت على صعيد الحفاظ على البيئة ، معتبرا سقطرى بمحمياتها الطبيعية البرية والبحرية قبلة لعشاق الطبيعة وللناشطين في مجال حماية البيئة ، كما هي مؤشر قوي على الخطوات والجهود التي بذلها اليمن للعناية ببيئته ولصون تنوعه الاحيائي. واشار الى استمرار جهود حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية في اليمن ، مؤكدا وجود العديد من المحميات الطبيعية البرية والبحرية في كل من الحديدة وحضرموت والمهرة وعدن وأخرى في طور الإعداد لإعلانها على المستوى الوطني فضلاً عن أن سقطرى دخلت مؤخراً ضمن قائمة (اليونسكو) للتراث العالمي باعتبارها محمية محيط حيوي مما يدلل على الأهمية الكبيرة للبيئة وللتنوع الاحيائي في اليمن. وبخصوص الاستحقاق الديمقراطي المتمثل في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في شهر ابريل المقبل ، اعلن رئيس مجلس الشورى عن انتهاء مرحلة القيد والتسجيل ومراجعة السجلات الانتخابية ، معتبرا إياها مرحلة إجرائية مهمة أظهر اليمنيون خلالها مسؤولية عالية مما كان له الأثر الكبير في النجاح الذي تحقق خلال تلك المرحلة ، موضحا ان اليمنيين ينظرون باهتمام إلى يوم الاقتراع في السابع والعشرين من إبريل القادم ، لأنهم حريصون على أن تمضي مسيرتهم الديمقراطية بثبات ، ولأنهم مؤمنون حقاً بأن مسيرة البناء الوطني على المستويين الديمقراطي والتنموي لا يمكن لها أن تتجزأ. واكد أن الجميع مدعوٌ اليوم إلى التعامل مع الاستحقاق الانتخابي القادم، بالقدر المطلوب من المسئولية وعلى أساس من احترام الخيارات الدستورية، وقواعد الممارسة الديمقراطية، والنظر بأمل كبير إلى المستقبل. من جانبهم عبر أعضاء مجلس الشورى عن أسفهم للتخاذل الذي أظهره النظام العربي ولعجزه عن اتخاذ موقف قوي وواضح تجاه العدوان، معبرين عن إدانتهم الشديدة لموقف النظام الدولي وتخاذله بل وتواطؤه مع العدوان ، وطالبوا بضرورة تحرك الدول العربية للتخفيف من الضغط المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة من خلال فتح المعابر وإيصال المساعدات التي يحتاجها سكان القطاع في ظل هذا العدوان الآثم. ونوه الاعضاء في هذا السياق بالمواقف القومية المشرفة للقيادة السياسية لبلادنا ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح تجاه العدوان وبالأخص دعوته إلى قمة عربية طارئة وقيادته لحملة وطنية شاملة من أجل مساندة الأشقاء في غزة من خلال التبرعات المالية والعينية ، مؤكدين ان ذلك يأتي في إطار مواقفها المبدئية الأصيلة إلى جانب القضية الفلسطينية عبر مختلف مراحل النضال. ومن المقرر ان يواصل مجلس الشورى اليوم الاثنين عقد جلسات اجتماعه الأول حيث سيركز على موضوع البيئة البحرية في ضوء التقرير المعد من قبل لجنة البيئة والسياحة بالمجلس.