الفنان الذي حفظ الدور وأتقنه مباشرة أمام الكاميرا .. نبيل حزام لـ :
حاورته : فاطمة رشاد ناشرنبيل حزام - كأي فنان - كانت بدايته قد تشكلت وهو مايزال طفلاً صغيراً لا يعي أبجديات العمل المسرحي أو فن الدراما غير أن بدايته الفعلية كانت عام1974م. بدأت الرغبة في نفس طفل لم يكن يعي شيئاً ولا يعلم أنه سوف يقف على خشبة المسرح يوماً وينطق ولو بحرف واحد، وما كان يشاهده من أفلام سينمائية تركت أثراً كبيراً في نفسه فكان يخرج وأقرانه و يقلد كل حرف شاهدوه في الفيلم ولا ينسى نبيل الدور الذي لعبه جده في تعليمه في (المعلامة) وهي لتعليم القرآن الذي ربما أفاده في إجادة اللغة العربية.ويتذكر نبيل أن بدايته الحقيقية كانت في 74 م من خلال إعلان الجرائد عن حاجة المسرح الوطني لكوادر جديدة وقد تقدم إلى الامتحان ضمن275 متقدماً ودهش دهشة كبيرة عندما حظي بفرصة النجاح من ضمن 15 ناجحاً وهي مسألة آنذاك لم تكن سهلة لكن اللجنة لمست بذرة الموهبة الموجودة في داخله. ومن يومها بدأ العمل وتتالت الدورات التدريبية والتمارين العملية بشكل دائم وحبه وشغفه لهذا المجال الذي جعله يمنح كل وقته واهتمامه وفكره تسبب في تميزه كل عام عن العام الذي قبله كما قالوا له فحصل على دورة تدريبية أيامها ومن وقتها كان لديه هدف أن يكون شيئاً مهماً في هذا المجال أو لايكون وها هو بعد 37 عاماً صار فناناً يشار إليه بالبنان نعم هو فنان اليمن رغم أن الحركة الفنية تتعثر من حين لآخر وفي الفترة الأخيرة أصيبت بحالة ركود كاملة ماعدا بعض الأعمال والتجارب التي تظهر وتطفو فجأة وتنتهي إلا أن تلك الموهبة التي كانت بداخل الطفل نبيل تشكلت جيداً لتكون بداية شعر بجمالها وروعتها عندما صار فناناً كما أراد في طفولة طفل يرسم ملامح فنان قادم. فكان حقاً على صحيفة (14 أكتوبر) أن تلتقيه وتجري معه هذا الحوار الشائق.[c1]بداية سألناه عن الفنانين اليمنيين الذين يقولون إن الدراما اليمنية صارت مقتصرة على أسماء معينة ؟[/c]*ربما هذا وارد، الإشكالية هناك دراما في المحافظات الجنوبية والشمالية نحن عددنا قليل وأعمالنا اقل فأحياناً يقدم عمل هنا أو هناك شركة إنتاج تقدم مجموعة من الأسماء الفنية يختارون هذه الأسماء ومن ثم يقدمون هذا العمل كما يختارون شركة ومخرجاً.. الكل يساهم ويشارك نحن مترصدون للأعمال حتى أن هناك زملاء يلومونني كثيراً لماذا لا أقدمهم لبعض الأعمال أنا بالنسبة لي عندما أريد أن أقدم أي فنان إلى أي مخرج لابد أن أقدمه بشكل لايسيئ له ولا يمتهنه لأنه جزء مني وفي الأخير نحن فنانون إما أن أقدمه بشكل يشرفه ويحفظ له مكانته وإلا فلا .. هناك أنانية ممكن أصدم في صديق عزيز إذا لم يخدمني في عملي حتى لو أخي إذا مايخدمني في العمل فنياً ما أناديه لو يريد مال من جيبي سأعطيه ولكن إذا لم يخدمني فنياً لا أريده يعمل وبالتالي ترتبت المسألة هكذا، مجموعة على مخرج، على كاتب، على فنان يرون في أنفسهم وحدة متكاملة في فريق عمل متكامل ويستعينون بمن حولهم إذا دعت الحاجة ولكن ليس شرطاً أن هناك أسماء معينة لأن الأعمال سنوية، فواضح أن نبيل حزام يعمل بها مع أن هناك الكثير من الأعمال لا يوجد فيها وهناك مجاميع كثيرة من تعز وصنعاء وعدن ومن كل المحافظات ولكن لان أعمالنا قليلة في الفضائيات فلا نظهر كثيراً.[c1]( أشواق وأشواك)تابعنا الجزء الأول من مسلسل (أشواق وأشواك) وكان متميزاً .. حدثنا عن هذا العمل وماهي المستجدات والاستعدادات للجزء الثاني ؟[/c]* التجربة كانت بكل المقاييس طيبة الأستاذ علي الحرازي كان قد تبنى هذا العمل وهو مشروع نص وأخذ منه أكثر من عام من قراءات مستمرة وتجديد وتحويل إلى أن وصل إلى الصورة التي ظهر بها واعد السيناريو وتولت الإنتاج شركة خاصة هي مؤسسة الفنون وقراءتنا للعمل منذ البداية كانت طيبة واستمتعنا به وتعاملنا مع هذه المسألة بنوع من الحب والاهتمام ولقوة القصة تركت كما يبدو أثراً كبيراً في المجتمع و لاقت نسبة من النجاح، وهذه التجربة أنا اعتز وافتخر بها كثيراً أحببتها كما أحبها كثير من الناس والاستعدادات الآن للجزء الثاني، كان يفترض على الشركة المنتجة أن تحضر لتنفيذ الجزء الثاني لكن يبدو أن لها مخارج أخرى ربما نتيجة لخلافات حصلت في الجزء الأول مع بعض الممثلين في آلية العمل الإنتاجي مثلاً وتحاشياً أي خلل قد يحدث الآن ولكنهم يظلون مطالبين من الناس كما وعدوا بأن هناك جزءاً ثانياً وأنا اعتقد أن النص تم كتابته وهو في طور الإصلاح لكثير من الصور والبناء الدرامي والسيناريو الموجود ولكن لا أظن أنه سيعرض هذا العام.[c1]ضيوف شرف لماذا نرى مشاركات اليمن الخارجية قليلة وإن وجدت فإنها تكون كضيف شرف؟[/c]* للأسف جاءت فرص كثيرة في ما يخص المشاركات الخارجية بدأناها في عام (1980 - 1981م) في مسلسل (وضاح اليمن) وشارك مجموعة من الفنانين اليمنيين مع عمالقة الدراما السورية أمثال الفنان الكبير اسعد فضة ومنى واصف وملك سكر وكان الممثل اليمني نداً حقيقياً تلك الفترة كانت تجربة بكل المقاييس ناجحة، وجاءت فرصة أخرى كان يفترض أننا قد خطونا خطوة في مجال الإنتاج المشترك والدراما المشتركة في الخليج الآن نجدهم سنوياً في عشرات الأعمال من السعودية والكويت والبحرين والإمارات ويقدمون أفضل الأعمال.. اليمن غائبة لأنه لايمكن لأشخاص أو أفراد إمكاناتهم متواضعة جداً أن يخوضوا تجربة الشراكة في الإنتاج ولكن إذا كانت إمكاناتي متوفرة من خلال الجانب المالي سأشارك في التمثيل كأحد أبطال العمل.. هذه المقاييس،وليس يعني ذلك أن الممثل اليمني مقدرته متدنية أو غير جدير أن يكون اسماً بين الأسماء اللامعة والذي حدث انه أتت فرصة كان يفترض أن نحرص على نجاحها كدولة وكفنانين للأسف كانت صفقة وضيعة (مسلسل سيف بن ذي زن) استفاد منها ثلاثة أو أربعة أشخاص رغم الكلفة المالية العالية التي صرفت على المسلسل ومرت مرور الكرام لا احد يحاسب أو يعاقب لايوجد من يقول لماذا ؟ أنا اعتقدت أن القائمين على العمل بعد الفضيحة التي وقعت بعد عرضه سوف يحاكمون من نفذه وسيكون العقاب رادعاً لأنه شوه تاريخاً كاملاً شخصية سيف بن ذي يزن التي ندرسها بعمر كامل، أسطورة بهذا الحجم والتاريخ والكوادر اليمنية تعاملوا معها كأنهم بادئون وغير الممثلين الذين كانوا نداً حقيقياً لعمالقة سوريا في الثمانينات مجموعة من أفضل الممثلين اليمنيين من مشهد أو مشهدين بهذا الشكل الهزيل بالإضافة إلى أن العمل كله بكل المقاييس غير جيد .. يفترض أن أكون شريكاً حقيقياً وقوياً في هذا العمل ومقدرتي ليست اقل ممن هم موجودون في العمل وبالتي لابد أن أكون في هذا المستوى إذا كانت تأتي لنا دعوات للمشاركة كضيوف شرف فهي دعوة جميلة بالنسبة لي مادياً ستحقق لي الشيء الكثير ويمكن انتشر قليلاً وربما يختارني ويراني مخرج في عمل ويشركني في أي عمل لكن عن نفسي أنا لن أشارك لأني انظر لها من ناحية أخرى لان نبيل حزام يعتبر في اليمن اسماً أول، بالنسبة لي عندما أشارك بهذا الحجم الضيق ربما نبيل حزام في الخليج لا أحد يعرفه كثيراً ولكن عندما يقال نبيل حزام في اليمن الكل يعرفه يعني قدمت لليمن ولن أشارك بهذا الحجم الضيق والمستوى البائس باسم اليمن.[c1]مديحة الحيدري كثير من الأعمال جمعتك مع الراحلة مديحة الحيدري حدثنا عن تجربتك الفنية معها؟[/c]* نحن زملاء عمر فني طويل وهي أتت بعدي بعامين فالراحلة مديحة كانت ممثلة متميزة فيها كل صفات الممثل الواعي تستشعر الشخصيات تعيشها وتحبها وكانت بالصدفة رحلتنا مع بعض بحكم انضمامنا في فرقة المسرح الوطني فكان المخرجون يرون لغة مشتركة بيننا في مسألة الأداء لأنه صعب أن تأتي بممثل أداؤه عال وممثلة مستواها متدن أو العكس فكانوا يجدون حالة التوافق بيننا ويمكن لأن في فترتنا لايوجد إلا نحن في الساحة المسرحية فقد كان عدد الممثلين قليلاً وأهم الأعمال التي اشتركنا بها هي مسلسل تلفزيوني بعنوان (عبر العصور )يتحدث عن زوجين يعملان في الجانب الإعلامي فجاءت فكرة الزوج المجنونة كيف لو أن هناك تلفزيوناً في العصور القديمة؟ كيف سيكون شكل المايك والتليفون والكاميرا؟ كيف الساعة التي تبدأ بعرض النشرة الإخبارية ؟وكيف عندما ينتقل المراسل ؟وكيف يصل الخبر عبر الحمام الزاجل؟ كانت فنتازيا جميلة وعشناها مع بعض وهناك أعمال كثيرة من ضمنها مسرحية (الجرة والمعلم )وفي الإذاعة قدمت معها الكثير من الأعمال .. الله يرحمها تركت إرثاً كبيراًً للدراما اليمنية.رسالة فنية[c1]ماهي الرسالة التي تحاول أن توصلها إلى الجمهور عبر تمثيلك؟[/c]*كل ما يخدم الجمهور ويربي النشء و يسعد الأسرة ..الهدف الأعلى هو إسعاد الناس وإمتاعهم وتقديم المفيد بحالة صدق عالية لكي يصل إلى الجمهور.[c1]انحصار دورلماذا الممثل اليمني يحصر نفسه في الأعمال الفكاهية ويترك العمل الدرامي في آخر اهتماماته؟[/c]* طبعاً أنا لم أخض هذه التجارب إلا في النادر صحيح أن اقرب الطرق إلى قلب المشاهد هو الحالة الكوميدية حتى أقوى الرسائل للمشاهد بقمة الألم وقمة الأسى يطلع بابتسامة هذا إذا تكلمنا عن الكوميديا الراقية والسوداء والتي لاتحمل صفة الابتذال والصورة الهزلية لايكون هدفها الإضحاك ولكن الكوميديا الجميلة لأنها وكذلك حالة السخرية من أسوأ المواقف في حياتنا حتى أن الواحد يضحك بمرارة (شر البلية مايضحك).. الكوميديا جميلة رغم أني بعيد عنها ربما لم أعط فرصة. شكوى[c1]هناك شكوى من بعض الممثلين في اختيار الدور؟[/c]* صحيح أولا ظروف الممثل المعيشية جعلته ينتظر أي عمل فلم تعد إشكالية لايوجد من يهتم بتفاصيل الدور ولايهتم بالجوانب المحيطة به وبعناصره كيف يقدم نفسه كممثل إلى المشاهد، الحاجة الاقتصادية جعلته لايختار أولا العمل فيضطر أن يعمل عند هذا وذاك بسبب التزاماته وثانياً لايوجد لدينا كتاب سيناريو محترفون متخصصون، التخصص غاب في الدراما اليمنية هناك زملاء لدينا يجتهدون في كتابة السيناريو والمخرجون يجتهدون فيما بعد بحكم خبرتهم وتجربتهم الطويلة وبالتالي أنا عندي أكثر من عمل أقرأهم أقوم باختيار الأفضل وأنا من الممثلين القلائل الذين يعتذرون وقد ظللت خمس سنوات بلا عمل بسبب عدم وجود نص جيد لأني حريص على أن أقدم نفسي بشكل طيب وهذا حقي لكن فكرت بأسرتي ماذنبها وهذا مصدر رزقي هذا عملنا ونقتات منه ولكن في لحظات أحس انه ليس على حساب الرؤية الفنية ونظرة الناس تجاهي. [c1]عمل متميزماهو العمل الذي تعتز به إلى اليوم وماهو العمل الذي تمنيت ألا تقدمه ؟[/c]*مسلسل اسمه ( الوصية )أنتجه الفنان القدير صفوان الغشم في بغداد وعملنا البطولة ثنائية ومعنا من عمالقة الفن العراقي وهذا من أهم الأعمال المتميزة ومن أجمل الشخصيات التي عشت معها في الدراما التلفزيونية فقط لم يحظ بنسبة مشاهدة ربما اختيار الوقت كان سيئاً رغم أنه من أجمل الأعمال وبكل المقاييس، ومن الشخصيات التي أنا نادم عليها في مسلسل لا يوجد به بناء درامي لأنه عبارة عن صور يومية في إطار شخصية واحدة بشكل منفصل متصل اسمه ( فنتازيا) عندما قرأنا العمل كانت الصور متحركة وعند التنفيذ ظهر العمل هزيلاً ونحن انتكبنا معه.[c1]وجود فني أين يجد الفنان نبيل حزام نفسه هل في الأعمال التوعوية والرسائل الإرشادية أم في الأعمال الدرامية التلفزيونية؟[/c]*لاشك إن الأعمال التوعوية الإرشادية أجرها عند الله بما لها من اثر وتأثير على المجتمع في مسألة التحويل والتغيير وتوعيته بشكل ايجابي واستطعنا خلال فترة ليست بقصيرة مع المبدع ناصر العبسي مدير عام دائرة التثقيف والمخرج في التثقيف الصحي وعلي المضواحي استطعنا خلال فترة أن نقدم رسائل ربما قصيرة جداً ولكنها مؤثرة جداً وجدت نفسي بهذا الجانب وكنت مستمتعاً مع الطاقم الرائع وعملي في الدراما والتلفزيون أو المسرح إذا عندي شخصية استمتع بها أعيشها واعايشها بكل تفاصيلها. [c1]أعمال فنية شبابية رأينا في الآونة الأخيرة أسماء لفنانين شباب ما رأيك بأعمالهم ؟[/c]* الشباب مثل ماكانت بدايتنا كانت طموحاتنا عالية نريد أن ننتشر فلم يعد هناك من يرعى أخلاقية المهنة وقيمها حالة من الوعي في معرفة تفاصيل الشخصية غير موجودة تظهر هنا وهناك وحالة الانتشار ربما تكون مطلوبة في البداية إلى أن يصل إلى وعي معين لابد أن يركز وينتقي ويختار ويركز في ملامح الشخصية التي يختارها، كثير منا في خمس مسلسلات هو هو حتى الملابس نفسها لا يوجد أي مجهود لتغيير الشخصية. الشباب حلوين مواهب جميلة ورائعة محتاجة لتوجيه ومحتاجة للقراءة والتجربة والزمن الذي يوصلهم إلى النضج.[c1]ما رأيك بأداء الفنانات اليمنيات هل استطعن أن يقدمن أعمالاً جيدة؟[/c]*هناك من الوجوه الشابة الجديدة من هن متميزات يعملن بصمت فلا تشعري بها موهوبة ومستقبلها مشرق وهناك من تشعري إنها منظرة تهتم بشكلها ومكياجها أكثر من القضية التي تقدمها لا تناقش القضية التي تقدمها تشعرين بها سطحية في التعامل مع الموضوع تهتم بالجانب الجمالي وربما كله زائف أكثر من أن تقدم نفسها كفنانة لكي تخدم القضية التي تقدمها وتخدم المجتمع وهناك ممثلات ماشاء الله وفي الأخير نعتبرهم في مساق المناضلات لقد أسميت الفنانة الراحلة مديحة الحيدري مناضلة لأننا في مجتمع رؤيته ونظرته قاصرة تجاه ممثلة تدخل هذا المجال وهذه خدمة ورسالة لاتقل عن الأستاذ في المدرسة والطبيب في المستشفى والخطيب في الجامع ورسالة الدراما أكثر بلاغة ووصولاً.[c1]ماهي أعمالك القادمة؟ [/c]*عندي ثلاثة أعمال اقرؤها ولكن لم استقر على عمل إلى الآن.[c1]ختام[/c]*في ختام هذا الحوار شكر الفنان نبيل حزام وأرسل رسائل الشكر والعرفان إلى أبناء جيله من الفنانين وحملها كل الحب إليهم يحثهم على مواصلة مشوارهم الفني والحياة الفنية زاخرة بالعطاء وان الغد القادم أفضل والساحة الفنية ستشهد تطوراً ،وشكر صحيفة (14 أكتوبر) على هذا الحوار الشيق.