د. شهاب غانم في 22 أبريل 2007م انتقل إلى ذمة الله الشاعر اليمني المعروف عبدالله هادي سبيت عن 89 عاماً إذ ولد عام 1918م في لحج مدينة الشاعر الأمير أحمد فضل العبدلي المعروف بالقمندان " وكان سبيت من رواد مجلس الأمير الذي توفي عام 1943م بعد أن أسس فن الغناء اللحجي وكتب ولحن الكثير من أغاني لحج الشهيرة ، وكان سبيت أحد الذين تسلموا راية كلمات الأغنية اللحجية منه فكتب الكثير من الأغاني الشهيرة " ياباهي الجبين " التي كانت لحج وعدن بل واليمن كلها تتغنى بها ليل نهار عام 1957م وأغنية " القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي " التي كان والدي شديد الإعجاب بها و " سألتني عن هوايا .. فتناثرت شظايا " و " هويته وحبيته " التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت وأغنية " تذكرته مع النسمة وشعره ذي يطير " التي غناها طلال مداح ونسبت خطأ إلى أمير سعودي . ولكن كانت لسبيت أيضاً الأغاني الحماسية ضد الاستعمار مثل أغنيته الشهيرة عن ثورة الجزائر : " يا شاكي السلاح .. شوف الفجر لاح " وأغنية " ويا ظالم ليه الظلم كله .. عن الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن وغناها محمد مرشد ناجي الشهير " بالمرشدي " ولكن سبيت أيضاً شاعر بالفصحى معروف له ديوان " الدموع الضاحكة " الذي أعيد طبعه أكثر من مرة وكانت إحدى قصائده تدرس لنا في المدرسة المتوسطة ومنها : متى اعتز بالإسلام من نام هانئا[c1] *** [/c]على الضيم والمكروه في ذلة العبد متى اعتز بالإسلام من مد كفه[c1] *** [/c]يصافح كفا قد اذلته بالقيد متى اعتز بالإسلام من باع جنسه[c1] *** [/c]وأوطانه خسرا ببارقه الوعد أضعنا أبا الزهراء حصنا بنيته[c1] *** [/c]لنا فطعمنا المر أحلى من الشهد وكان يلقي أشعاره في مهرجانات شعبية في لحج يحضرها ثلاثة أو حتى خمسة ألاف كما يذكر في مقدمة ديوانه ، وله مؤلفات شعرية أخرى مثل " الفلاح والأرض " وهي ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م " ومع الفجر " عام 1963م " والصامتون " عام 1964م و " أناشيد الحياة " 1974م و " الرجوع إلى الله " بالفصحى عام 1974م ومسرحية الوضوء وغير ذلك من المسلسلات للإذاعة والتلفزيون ويغلب عليه الاتجاه الديني المتصوف خصوصاً في شعره الفصيح .وكان سبيت صديقاً حميماً لوالدي د. محمد عبده غانم رحمه الله يجمع بينهم ليس الشعر والعلاقة الوطيدة بالقمندان فحسب بل حقل التربية أيضاً فبينما كان والدي مديراً للتربية والتعليم في عدن ومشرفاً على المعارف في محميات عدن الغربية ومنها لحج كان سبيت مديراً للمعارف في لحج ، والتقيت سبيت نحو مرتين ثم كان يكاتبني في أو آخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات وكتبت عنه في صحيفة " البيان " مقالة وكذلك عن شعره الغنائي في مجلة " جواهر " وهناك فصل عنه في كتابي " وقفات مع دواوين معاصرة " الصادر عن ندوة الثقافة والعلوم بدبي وايضاً فصل في كتابي " من شعراء الأغنية اليمنية " الذي صدر عن مكتبة الجيل بجدة قبل عام بمقدمة للأديب السعودي أحمد المهندس كما ترجمت إحدى قصائده للانكليزية ونشرت في كتابي " قصائد أرض سبأ " . وعام 1960م نزح سبيت إلى القاهرة حيث انتقل السلطان علي عبدالكريم بعد خلافه مع الانكليز وبقي سبيت فترة في القاهرة والسعودية ثم استقر في مدينة تعز منذ أكثر من ربع قرن وقضى سنوات حياته الأخيرة في العبادة والتصوف وإمامة أحد مساجد تعز .. وهي نهاية تليق بهذا الشاعر الرقيق الذي أخلص لدينه وأمته وشعبه .. ووري جثمانه في تعز .. أسكنه الله فسيح جناته .
|
ثقافة
الشاعر اليمني عبدالله هادي سبيت في ذمة الله
أخبار متعلقة