رمزي عبد العزيز اليوسفي هل صحيح.. أن الأدباء المبدعين لا يموتون؟ إن كان كذلك فكيف يكون الحال إن كان من هولاء المبدعين فنان بحجم الأستاذ /هاشم علي عبد الله؟ هذا العملاق الذي خلف بين ظهرانينا أعمالا فنية خر أمامها معجبا ومنذ هلا كل من وقعت عيناه على أحد لوحات الراحل الحي هاشم علي.كيف لنا أن نقنع أنفسنا بأن من رأى الحياة بعينيه المبدعتين على نحو مغاير لما رأيناه عليه نحن، وجسد كل شيء فيها بريشته وأنامله المتحسسة أماكن آلامها ومكامن جمالها وقدمها لكل أبناء جلدته على مدى ما يقارب من نصف قرن بطريقة لم يعهدها العامة والخاصة على السواء إلا فاصعة البياض أو داكنة السواد.. كيف لنا أن نقنع أنفسنا بأن هذا المبدع قد فارق الحياة حقا ورحل عنا ليحلق في فضاءآت القدر بجسمه الشاحب النحيل وبشرته الجافة وعينيه الثاقبتين ولسانه الذي لم يكن لينطق إلا بكل لفظ أو مفردة تخفي في طياتها كل ما يعمل داخله من تفاءل يمتد باتساع امتداد الأفق.. كيف لنا أن نقنع أنفسنا بأن مبدعا تجاوز بأعماله الفنية الرائعة نطاق الجغرافية العربية وليس اليمنية وحسب.على الرغم منه ومنا ومن كل خلق الله من تجاوز الحدود ليحط رحاله في نطاق العالمية .. لقد مات فعلا ليترك ريشته وألوانه المائية والزيتية وقطع خشبية متفاوتة تبكي صاحبها ما ظنت أن يوما سيأتي لتجد فيه من علمها أبجديات النطق وأجبرها على التحول من حالة الجمود باعثا فيها الحياة، قد فارق الحياة الريشوية لتعود بعده إلى حالة الجمود والسكون الأولى ..هاشم علي .. ثروة فنية وإبداعية ومنجم ماسي لا يمكن أن يموت كما يموت الآخرون ويرحلون عن دارنا إلى دار البقاء والخلود ..هاشم علي عبد الله .. عملاق بحجم وطن وكبير بحجم كون ومبدع بحجم اليابسة والماء .. هاشم علي .. الراحل جسدا، الباقي بيننا ومعنا روحا فنية، وإبداعا متميزاً، وألقا لا يتوارى، وشمساً لا تبعث سوى الدفء ومطرا يسقي كل الأرض، وحبا يسكن كل الأفئدة، وأملا لا يلقم كل الأجيال سوى موجات التفاؤل وأرضا خصبة لا تنبت في جنباتها سوى حشائش العطاء، وكتاباً لا نقرأ بين دفتيه سوى معلقات الحب العذري ومشاعر الطهر والنقاء، وآية لا يرتلها سوى عشاق الحياة ..[c1]* مدير عام الثقافة بتعز[/c]
|
ثقافة
هاشم .. الذي لا يموت!!
أخبار متعلقة