نعرف إنهم يقتاتون على يأسنا وأنهم يتسللون إلينا من نوافذ ضعفنا كما نعرف تماماً أننا حين نلجأ إليهم نشترك معهم في تمثيل مسرحية هزلية غالباً ما تكون خاتمتها مأساوية ومع ذلك نبحث عنهم ونسعى إليهم بأرجلنا ونلهث ماوراء المجهول الذي قد نذهب إليه ولانعود منه نعطيهم سرنا وننتظر الفرج الذي لا يأتي على أيديهم إنهم "المشعوذون" الذين يسحروننا بكذبهم .. إذن لماذا نكذبهم ونهاجمهم ثم نطرق أبوابهم خلسة .. ومن الذي يدفع الشخص المتعلم الى اللجوء الى الدجالين والمشعوذين أهو الاحباط أم اليأس أم عدم الحيلة ؟فكلها مفردات لمعنى واحد وتدفع المرء الى طلب العون من جاهل إرتدى جلباب النصب والخداع وقرر سلفاً إيقاع الناس في حبائله ، ونحن لا نشك في وجود السحر ولكن ليس بالطريقة التي يعمل فيها الناس على توظيفه .فالناس تركوا القرآن والصلاة ولجأوا الى السحر وكأنه هو كل مابتقى لهم للجؤ إليه في الازمات أن الفقراء والعاديين والجهلة هم أكثر الفئات إعتقاد أمني السحر حيث يلجأون إليه لتفسير المشكلات او القضايا التي تواجههم إلاّ أنه ثبت أن هناك من المثقفين ... الخ يستعينون بالسحرة والمشعوذين عندما يواجهون صعوبات حياتيةأو مشكلات إجتماعية او إقتصادية .. إن تصديق الناس لمثل تلك الخرافات والاكاذيب التي تنسج لهم من وحي الخيال يعود الى ضعف إيمانهم بالله وعدم معرفتهم الكافية بوجود الله سبحانه وتعالى وبأنه لا علم لأحد بالغيب سواه أن السحر من أكبر الكبائر المحرمة التي نهى الاسلام عنها حيث توعد الله السحرة بأشد العقاب لذلك كان جزاء السحر كجزاء " القاتل" فعلى المسلم ألاّ يجلأ الى هولاء السحرة سواء أكانوا من العرافين أم من الكهنة إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أتى عرافاً او كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم- " ،فنحن لا ننكر بأن السحر حقيقة واقعة كما جاء في القرآن الكريم :"يعلمون الناس السحر " فالسحر موجود منذ أن وجد الانسان على ظهر هذه الارض ولقد روى لنا القرآن الكريم مادار بين النبي موسى عليه السلام وسحرة فرعون حيث قال تعالى في شأن السحرة :" وسحروا أعين الناس واسترهبوهم " كما قال تعالى :" وجاءوا بسحر عظيم " وقد كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بإحراق السحرة .ولذلك نرى بضرورة معاقبتة هؤلاء الكفرة والدجالين والسحرة والمشعوذين لحماية المجتمع من شرهم !!* داليا عدنان الصادق
المشعوذون
أخبار متعلقة