زعماء لبنان يتطرقون إلى قضايا جوهرية في محادثات قطر
الفرقاء اللبنانيون يواصلون اجتماعاتهم في الدوحة
الدوحة/ سبأ /14 أكتوبر/ نديم لادقي: توقع وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي أن يتحقق خلال الأيام القليلة القادمة الوفاق بين كافة الأطراف اللبنانية بعد موافقتها على بيان الدوحة الذي أكد على بدء الحوار بين الأطراف اللبنانية في اقرب وقت.وقال الدكتور القربي :«إن الأجواء بين الأطراف اللبنانية ايجابية ولمسنا نوايا صادقة نحو الوصول الى الحل ونأمل في اليومين أو الثلاثة الأيام القادمة أن يتحقق هذا الوفاق» .وأوضح وزير الخارجية في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) لدى عودته أمس الى صنعاء قادما من الدوحة بعد مشاركته في اجتماعات اللجنة العربية الوزارية لاحتواء الأزمة اللبنانية أن من أهم ما خرجت به اللجنة البيان الذي صدر في بيروت والمتعلق بحوار الدوحة الذي وافقت عليه الأطراف اللبنانية والذي انطلق من الثلاث القضايا المتعلقة بالمبادرة العربية وهي قضية انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة والحوار حول قانون الانتخابات الذي كان طلبا من كافة الأطراف اللبنانية. وأضاف القربي : «اليوم بدأت أول جلسة عمل طرحت فيها الكثير من القضايا وشكلت فيها لجنتان الأولى تنظر في قضية التوافق حول تشكيل الحكومة والأخرى تنظر في التعديلات الدستورية الأولى يرأسها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري والثانية يرأسها وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية».ولفت إلى وجود رغبة مشتركة لدى كافة الأطراف اللبنانية في التوصل الى صيغة وفاق حول هذه القضايا والخروج بلبنان من هذه المحنة.إلى ذلك تطرق زعماء لبنان لقضايا انقسامية في قلب أزمتهم السياسية خلال محادثات بوساطة قطرية أمس السبت تهدف إلى إنهاء صراع سياسي دفع بلادهم إلى حافة حرب أهلية جديدة. وغادر زعماء الحكومة والمعارضة قاعة المؤتمرات في فندق بالدوحة بشكل منفصل بعد 90 دقيقة من المحادثات التي رأسها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري.، لكن أعضاء الوفود المتناحرين قالوا إنهم وافقوا على تشكيل لجنة ستضع الإطار لقانون جديد للانتخابات وبمجرد تحقيق هذا ستنتقل المحادثات لواحدة من أكثر الموضوعات إثارة للانقسام وهي إطار الحكومة. واللجنة مجتمعة بالفعل بينما أجرى الشيخ حمد مشاورات على هامش المحادثات للتقريب بين الزعماء المتناحرين بغية التوصل إلى اتفاق لإنهاء أزمة سياسية أدت إلى إصابة الحكومة بالشلل طوال 18 شهرا وتركت البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر. وستستأنف المحادثات الرسمية في وقت لاحق. وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لراديو صوت لبنان « الانطباع الحمد لله ان الجلسة تبين الرغبة لدى جميع الفرقاء في التوصل إلى تفاهم حيث ندخل في الباب الذي يوصل إلى بداية حل لهذه الأزمة.»، واستطرد قائلا «يجب ان يكون لدينا دائما الإيمان والثقة بأننا يجب ان نبذل المستحيل حتى نجد حلولا لهذه المرحلة الصعبة التي تولدت لدى اللبنانيين خلال الأسبوعين الماضيين.» وكان الوسطاء العرب أعلنوا يوم الخميس التوصل إلى اتفاق لإنهاء أسوأ اقتتال داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 ووضع إطار للمحادثات التي تستضيفها قطر. وأدى الاقتتال في لبنان إلى سقوط 81 قتيلا وتفاقم حدة التوتر الطائفي بين الشيعة الموالين لحزب الله من جهة وبين السنة والدروز المؤيدين للائتلاف الحاكم الذي تدعمه الولايات المتحدة. وتنحي واشنطن باللائمة على إيران في سيطرة حزب الله لفترة وجيزة على أجزاء من بيروت الأسبوع الماضي مما اضطر الحكومة لإلغاء قرارين أديا إلى هذا التصعيد. وتطالب المعارضة بدور اكبر في مجلس الوزراء. وأدى رفض الائتلاف الحكومي تلبية مطلب المعارضة بالحصول على حق النقض (الفيتو) في الحكومة إلى استقالة كل الوزراء الشيعة من الحكومة في نوفمبر عام 2006 . وغرق لبنان في أسوأ أزمة سياسية شهدها منذ الحرب الأهلية. ومن بين القضايا الرئيسية على جدول الأعمال اقتسام السلطة في حكومة جديدة وأساس قانون انتخابي لكن بعض زعماء الائتلاف الحاكم في لبنان سيطالبون ببحث أسلحة حزب الله والعلاقات مع الدولة بعد أن حول حزب الله سلاحه ضد خصومه السياسيين. وقال مندوبون إن الزعماء الذين ينتمون إلى المعسكر المدعوم من الغرب ومن حزب الله خاضوا نقاشا حاميا بشان سلاح حزب الله. وتدخل الشيخ حمد لإنهاء النقاش الذي قال انه يجب تأجيله إلى ما بعد التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية والسماح بانتخاب رئيس للبلاد. ويقول حزب الله ان السلاح الغرض منه حماية لبنان في مواجهة إسرائيل. ويدفع المعارضون بأنه يقوض سيادة الدولة. وقال وزير الدولة ميشال فرعون «بالطبع هناك نية حقيقية للجميع. الكل خسر بالذي حصل وربما الرابح (حزب الله) يبين انه هو الخاسر الأكبر لأنه فتح موضوعاً مهماً جدا هو عملية استعمال السلاح. «لا بد ان يكون هناك كلام عن سيادة الدولة.» ولم تحدد مهلة زمنية للمحادثات لكن دبلوماسيين يقولون إنه يجب التوصل إلى تفاهمات في الأيام القليلة القادمة. وتفاقم انعدام الثقة بين الجانبين منذ شهور وقال دبلوماسيون إن التحدي الرئيسي أمام من يستضيفون المحادثات هو إعادة بناء الثقة بين المتناحرين. وقال أحمد فتفت الوزير في الحكومة اللبنانية إن القضية ليست بسيطة وإن الجميع يعملون ليل نهار من أجل التوصل إلى حل. وقالت سوريا التي تؤيد المعارضة وحليفة إيران إنها تؤيد مبادرة الجامعة العربية بقيادة قطر. وتتهم الفصائل اللبنانية المناهضة لدمشق المعارضة اللبنانية منذ فترة طويلة بمحاولة إعادة الهيمنة السورية على لبنان والتي انتهت عام 2005 . وأجبرت ضغوط دولية واحتجاجات لبنانية بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري سوريا على إنهاء وجود عسكري دام 29 عاما. وأعلنت السعودية وهي مؤيد قوي للائتلاف الحاكم تأييدها أيضا للاتفاق. وقالت الرياض الأسبوع الماضي ان حملة حزب الله قد تؤثر على علاقات إيران مع الدول العربية. وسيؤدي الاتفاق إلى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد بعد ان اتفق طرفا الصراع بالفعل على ترشيحه للمنصب الذي ينبغي ان يتولاه مسيحي ماروني وفقا لنظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان.